التوازن بين الحقوق والواجبات هو أساس كل حضارة ، فالحق مقابل الواجب والواجب مقابل الحق ، فالحقوق في حاجة إلى دفاع والواجبات إلزام خلقي فردي، الحق ينتزعه الإنسان من المجتمع الذي يكون في يده إعطاء ذلك الحق، والواجب يلتزم بة الإنسان من تلقاء نفسه، واقصد انتزاع الحق هنا اخذ ذلك الحق بالطرق الممكنة المشروعة، ولو أنة حق إلا أنة من اجل أن تثبت حقك يجب أن يكون بالمقابل عليك أن تتبع آليات معينة ومشروعة، وهذا هو الفارق بين قانون الطبيعة البشرية وقانون الغابة. القضية هنا هي ضرورة إيجاد التوازن بين الحقوق والواجبات ، وهذا التوازن لا يحدث تلقائياً بل يقع بجهداً بشري ، يكفل الموائمة بين كلاً من الحقوق والواجبات . نلاحظ أنة يبرز في السلوك اليومي أن يأخذ المواطن حقه من غيرة وربما أكثر ولا يقوم بواجباته نحوه كرد فعل على سلب حقوقه وتكبيله بالواجبات على المستويين الديني والسياسي ، فتنازع الأفراد في الحقوق مع بعضهم البعض وتركوا الواجبات تجاه بعضهم البعض . الشباب جزء مهم وشريحة مؤثرة في هذا المجتمع فهم من يبني المستقبل ويرقى بالوطن إلى اعلي المراتب إذا ما تم تلبية مطالبهم وتطلعاتهم المنشودة ، المتمثلة بالحقوق التي تعتبر جزء من حياتهم المعيشية لا نقول كماليات بل ضروريات . يعاني الشاب اليمني اليوم من إهمال وتدني في الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها ، والتي هي بالأساس حق من حقوقه ، فعند التحدث إلى أي شاب عن حقوقه ومصادرتها أول ما يذهب إلية يقول أنا أعاني من البطالة قبل أن يأخذ نفساً طويلاً ويقول هذه هي مشكلتي الرئيسية وهناك مشاكل فرعية لكن هذا هو الأساس ، أتحدث مع مثل هؤلاء الشباب أقول لا تلوموا احد إنما لوموا أنفسكم لأنكم تريدون فرص عمل ولا تتأهلون وإذا بالشاب يرد علي بقولة لدي مؤهل جامعي ومضى على تخرجي أكثر من خمس أو ست سنوات وبعضهم يرد أكثر من ذلك ، فأصمت وأقول ، أيضا انتم السبب في عدم تأهيل أنفسكم وصقل مهاراتكم باللغة والحاسوب ، ومن ثم تتوفر فرص العمل ، يرد علي احدهم ويقول أنت فين عايش ليش انتو ما تحسوش بالناس اللي حوليكم ، أرد علية قائلاً ايش اللي حصل يقول ذلك الشاب نحن ما صدقناش أن إحنا خصلنا الجامعة وتقول صقل المهارات ماذا تريد صقل المهارات هي تريد قدرات مادية من أين لنا أن ندرس اللغة والحاسوب فالمعاهد بالدولارات ، ويقول لقد صقلنا بطوننا من الجوع ونحن نكافح حتى انهينا الدراسة الجامعية وتأتي وتقول اصقل المهارات ، في الحقيقة أنا لم أجد إلا أن اسكت لأني خجلت وتألمت . ويقول البعض أننا نزلنا إلى ساحات التغيير من اجل أن نعبر عن ما بداخلنا من غبن ومن اهانة لحقوقنا ومصادرتها ، ويقول البعض رغم أن المشترك يسيطر على الساحة إلا أننا وجدنا ضالتنا في الساحة لأننا لم نجد أحدا يستوعبنا ، حتى ما يقال أنها وظائف وفرص عمل في رئاسة الوزراء واللجان التي شكلت كلها وهمية ولا صحة لها من الواقع فقط اخذ ملفات والذهاب بها إلى الأدراج ، يقول شاب كنت أولى بقيمة الملف والأوراق التي تم طباعتها . وبعض الشباب يتحدثون عن عدم المساواة في فرص العمل الحكومية ، فمن يتمتع بالوساطة يستطيع أن يحصل على العمل المناسب رغم انه تخرج في نفس العام أما من له سنوات طويلة ينتظر حتى يأتيه الفرج . أما على المستوى السياسي فإن للشباب الحق في الانخراط في العمل السياسي بوصفة الآلية التي توصل كل من يحمل مشروعاً ويرغب في تطبيقه ، وهو الأمر الذي يفرض على الأحزاب السياسية ومنحها كافة الوسائل لتحقيق التطور ، ويفرض على الأحزاب وضع نظام مرن لتداول النخب يسمح من خلاله للشباب تبوء المراكز القيادية انطلاقاً من مبدأ الكفاءة ، وليس بناءاً على الولاء للقادة ، وإذا ما طبق ذلك فإنه سيكون دافعاً للشباب من اجل الخوض في غمار السياسة وبالتالي سيكون لهم النصيب في رفع مستوى هذا الوطن والتقدم به إلى الإمام . أما على صعيد المجتمع المدني فيجب على الجهات المعنية الاهتمام الكبير بالشباب في هذا الجانب بإعتبارة الفضاء الذي يتفاعل فيه الفرد مع الآخرين بعيداً عن التشويش وتضارب الأفكار وفية يشعر الشباب بالحرية ويتلمس الخطوات الأولى للتسيير المنطقي النابع من مصلحة الوطن لا التعبير النابع من مكايدات ومصالح سياسية تضر بمصلحة الوطن . أما إذا أردنا التحدث عن الواجبات التي يجب أن يلتزم بها الشاب اليمني والتي تعتبر التزاماً علية انطلاقاً من القاعدة (كل حق يقابله واجب)، فإن أول واجب يجب أن يلتزم بة الشاب هو واجب الحفاظ على الثوابت ، فمن هذه الثوابت الحفاظ على امن وسلامة الوطن والنأي بة بعيداً عن الصراعات والمهاترات ، ولا يجب أن نحمل الوطن أكثر مما يحتمل خاصة في ظل هذه الأوضاع نعم كما ذكرت أن الشاب يعاني من انتهاك حقوقه ، لكن ليس الحل أن يفجر الوضع ولا يجب أن نعالج الخطأ بخطأ . وكما هو من حقنا كشباب نريد أن نعيش متمتعين بحقوقنا ، لا نريد أن نكون شراره تشعل الأزمات ولا نريد أن يتسلق على أكتافنا احد ، ولا نريد أن نكون تابعين لأحد في أي مكان ، ويجب أن تكون لنا توجهاتنا وتطلعاتنا وقنواتنا الخاصة التي نستطيع أن نعبر من خلالها ومنها تكون أصواتنا مسموعة ومقبولة عند الجميع انه التكاتف انه العمل الجماعي من اجل أنفسنا ومن اجل الوطن الغالي الذي أصبح بين فريقين يتجاذباه كما شاءا يجب أن نقول كلمتنا الأولى والأخيرة والمتمثلة ب ( لا للفساد ومصادرة الحقوق ونهب ثروات البلاد ، ونقول لا للفوضى والفتنة والخراب وتدمير كل ما هو جميل في هذه البلد ) جنب الله وطننا كل مكروه .