نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي أحمد ماهر وتطالب بإلغائه    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    انقلاب وشيك على الشرعية والرئاسي.. المجلس الانتقالي الجنوبي يتوعد بطرد الحكومة من عدن وإعلان الحكم الذاتي!    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    فعلها في العام 2019...ناشطون بالانتقالي يدعون الزبيدي "لإعلان عودة الإدارة الذاتية"    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    استشهاد طفل وإصابة والده بقصف حوثي شمالي الضالع    الحوثي يسلّح تنظيم القاعدة في الجنوب بطائرات مسيرّة    الرئيس الزُبيدي: تدهور الأوضاع يحتّم على الانتقالي مراجعة قراراته    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    الحكومة اليمنية تبحث مع سويسرا استرداد عرشين أثريين    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    عاجل: الحكم بإعدام المدعو أمجد خالد وسبعة أخرين متهمين في تفجير موكب المحافظ ومطار عدن    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    ياوزير الشباب .. "قفل البزبوز"    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشباب مشاكل وأزمات
تنطلق حلولها من صلاح الأسرة..
نشر في الجمهورية يوم 08 - 03 - 2010

الشباب اليمني والعربي، الأسرة اليمنية والعربية، مشاكل وهموم وسلبيات عاشت وتعيش عليها أنتجت ومازالت تنتج أزمات أسرية رسمت ظلالها على حياة الصغير منا قبل الكبير، وأظهرت فجوات في حياة الأسرة وفي حياة المجتمع.. برغم الحلول التي انتهجتها الدول العربية في محاولة تجاوز تلك الأزمات، التي كانت مسألة توفير لقمة العيش والبحث عن سبل للتدريب والتأهيل لسوق العمل أهم المعالجات التي رأتها الدول..لكن مع كل هذا يبدو ان التأهيل لسوق العمل لم يجد نفعه في ظل الانهيار الذي تشهده الأسرة العربية، فمهما بذلت الجهات المعنية الجهد في ذلك تظل مشاكل الاسرة هي معول الهدم في اركان بنيان المجتمع، فالتأهيل لسوق العمل لابد ان يتوفر له مجتمع مستقر وآمن من كل بذر التفكك الاسري والعادات والتقاليد والسلوك السيئ الذي رمى بثقله على كاهل المجتمع العربي وانتج شباباً مطموس الهوية والشخصية.. كل هذه المحاور وجدنا لها طريقاً للوصول الى شخصيات عربية عرفت بباعها في شؤون الشباب والأسرة في الوطن العربي اثناء زيارتها المتكررة لليمن لتنفيذ احدى برامج تأهيل الشباب في اليمن..البداية كانت مع الدكتور محمد فتحي: جمهورية مصر العربية يعمل في مجال التدريب والاستشارات الإدارية ومجال التنمية البشرية .
حديثنا معه كان عن الشباب وبدأ حديثه بقوله:
إن من مزايا الوطن العربي ان التركيبة السكانية يغلب عليها الشباب وللأسف الشديد أنه لا يتم تفعيل هذه الأمور والبعض منساق أو إمعة لا يعرف طريقه الصحيح.. فمن الضروري ان يتم ترسيخ شيئين اثنين في أوساط الشباب تنمية الفكر الثقافي والإسلامي عند الشباب وربط الأعمال بالدين وربط الإداريات بسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وبمواقف الصحابة وهذه بدورها تبني طفرات مجتمعية نارية وبدلاً من ان تكون خطوات الشباب خطوات نملة تكون أوسع وأسرع من هذا، خصوصاً بأن شعوبنا بطبعها مدنية وبذلك يكون التأثير كبيراً وصولاً إلى إيجاد نهضة ثقافية وإدارية وبشرية مصحوبة بتأسيس ديني.. وقال: ان حاجة الشعوب العربية ومنها اليمن لمثل هذا يعد مهماً خصوصاً التي تمر بنفس المرحلة، فالشباب عندما يتعلم في المدارس والجامعات يتعلم أشياء كثيرة وعندما يخرج الى سوق العمل يجد الوضع شيئاً آخر لذلك قد يكون لديه انفصام في الشخصية، فيجب ان نوفق بين العملية الأخلاقية المطلوبة للسوق وتهذيب مجتمعاتنا.
شباب متعطش
وعندما سألناه عن الشباب اليمني قال: إن الشباب اليمني مثلهم مثل الشباب العربي متعطشون دائماً للأشياء وإن لم يجدوها احبطوا وان لم يفعلوها احبطوا من حولهم وتحولوا الى اتجاه آخر تماماً كما يقال «الفضيلة بين الرذيلتين الإسراف والتقتير» يجد الميزان والسلوك الموجود لديه سوى شيئين اثنين اما مزيد من التطرف أو مزيد من الانحلال وبذلك يجب ان نوجه الشباب نحو الأفق السليم الموصل الى النجاح المطلوب إن شاء الله.
الشباب العربي
وعن نظرته إلى الشباب العربي أضاف: لن اخرج نفسي من دائرة الشباب رغم الشعر الأبيض الذي يغطي رأسي، والذي اعتبره من المشاكل التي نواجهها، لكن نظرتي إلى الشباب كابني الذي اعتبره وبعد سنوات قليلة هو منهم ، وانظر الى الشابة كأنها اختى أو بنيتي، وأتكلم عن كل الشباب والشابات وانظر إليهم نظرة من يتكلم عن بناء امة، يحتاجهم كل الناس- العجوز الي زيي والشاب الي زيك- “دعابة منه” نحتاج إلى الطفل إلى الأم والعكس ونحن تحتاج الفرد والأسرة والمجتمع الكل مع بعضه.
إلى أين يتجه الشباب؟
وعن سؤالنا عن الطريق الذي يسير اليه الشباب قال فتحي: إذا استمر الحال كما هو عليه ليس له إلا شيئان اثنان إما مزيد من الحرية الإباحية أو مزيد من الغلو والتطرف.. إن لم يستفق كل واحد منا كل من مكان عمله وفي مجال تخصصه، الطبيب والمهندس والمزارع والأب والأم ...الخ، سنجد المجتمعات تتراجع الى الوراء والى ما قبل عصر الجاهلية “ قبل مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم” بمعنى اختفاء النور وعودة الظلام.
ماهو النور وماهو الظلام؟
النور منهج النبي صلى الله عليه وسلم، فالشباب في عهد الإسلام لم يكن سبهللة- سبهللة كلمة عربية قالها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه- وهذا شيء طبيعي لأنني اذا لم أجد فرصتي وأنت مازلت تضيق علي في الفرصة التي احتاجها إما ان أظل سلبياً تماماً ويمكن ان تجد هذا في انتشار المخدرات أو ان اتجه نحو التطرف والغلو وهذه سنجدها موجودة الآن في مجتمعاتنا وكلنا نعاني منها.
الأسرة العربية
الأسرة العربية كانت محور حديثك في أكثر من محاضرة لماذا؟
عندما تنظر إلى الدول العربية فستلحظ كأن الأسرة العربية تتشبه بالدول الغربية أو الأمريكية وكل واحد له عذره (المادة) أنا أسعى من اجل أجيب فلوساً فيتحول الأب إلى بنك وتحولت الأم إلى رعاية وتخيل لما يكون عندنا دابة مثلاً – بقرة او جاموسة- يؤكلونها ويشربونها ولو مرضت يعالجوها وهذا ما نحن نقوم به مع أولادنا (رعاية) فقط وهناك فرق بين التربية والرعاية.. و30 سنة ليست شيئاً في حياة بلد او امة فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يربي رجالاً ولم يشاهد كل الانجازات والفتوحات التي تمت بعد ذلك ابداً، لكن كان يربي رجالاً قامت على أكتافهم هذه الأمة.. كان يربي عبدالله بن الزبير الذي انطلق بعدها، وكان يربي حسان بن ثابت وكان عمره حين ذاك 60 سنة وعاش بعدها 60 سنة أخرى ومات وعمره 120 سنة لكن كان له تأثير كبير في حياة الناس.. فالأسرة هي الأساس فقد كانت الأسرة العربية حتى الوقت القريب اسرة دافئة تحولت الآن للأسف الشديد الى أسرة منفرة لأولادها، الأب مشغول وعصبي كل جهده كيف يجني اكبر قدر من المال من اجل ان ينفقه على الأولاد، وفي الأخير يصعب عليه موضوع التربية ويعده من آخر المواضيع التي يهتم بها، فالأسرة العربية هي الأساس وليست الأخيرة.
لكن طلب الرزق مهم ايضاً.
أنا لا أقول أن يظل قاعداً في البيت، فكلنا نقعد في البيت لساعات قليلة جداً وننام لساعات اقل، وكلما مر الوقت تقل ساعات النوم، لكني أقول إننا عندما نقعد مع أولادنا نقعد جلسة نوعية، لكن نحن الآن نجلس معهم ماذا نعمل في هذه الجلسة إما أن نتفرج على ماتش كرة قدم أو نشاهد التلفزيون.. لكن انظر نحن نجلس لنأكل وجبة واحدة معهم في اليوم يعني اننا نجلس في اجتماع لمدة ربع ساعة ، طيب لماذا لا نستفيد منها ولماذا لا نربي فيها أولادنا ولو لربع ساعة تربية جادة.. أحسن مفاجأة أننا سنكتشف أن أولادنا قد سلكوا طريقاً لا نندم عليها بعد ذلك، تخيل كل يوم 15 دقيقة تربية ولا يعني هذا أنني أقوم بتحفيظهم أشياء خلال تلك الدقائق لكن تربية في المواقف، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يربي الأولاد في مثل هذه المواقف وهو يأكل يد احدهم تطيش في الصحفة يرد عليه” كل بيمينك وكل مما يليك” أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وهو في الطريق وهو مريض وهكذا كانت مواقفه صلى الله عليه وسلم، فنحن إذا بحاجة إلى أن نأخذ منهج النبي صلى الله عليه وسلم ونطبقه عملياً وفي هذه الأوقات القليلة نقوم بتعليمهم لا أكثر ولا اقل.
الأب أم الأم!
المشكلة يادكتور في الزوجين!
لا شك أن ذلك مرتبط بالموضوع نفسه فالزوجة لو جاءت من البيت وهي متربية جاءت طائعة لزوجها في الحق ومساندة له، والزوج جاء مربى يرعى حق الله في زوجته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم” زوج تقي إن أحبها أكرمها وان كرهها لم يظلمها” فإذا لم تحصل هذه القاعدة فسيختل التوازن، ويأتون بأطفال يختلفون أمامهم ويكونوا لهم مشاكل نفسية، وبعد ذلك ستجد وخلال فترة قليلة وقد أضحى المجتمع في تزايد في نسب العنف أو الانعزال وعدم الثقة، فكل واحد منا لابد أن يضحي من أجل أن لا يحدث ذلك.. ثم من الذي يقول إنني بصمة من زوجتي أو العكس فانا لا أريد زوجتي ان تكون بصمة مني او العكس، أنا أريد اثنين لديهم شخصيتان، فآنا ليس من حقي ان ابخسها في شخصيتها وليس من حقها أن تفعل هذا معي، ومن اجل ان يكون أولادنا في صحة نفسية جيدة لا بد من وجود تضحية حتى يقال ان “ الحب عطاء”.
الغاية المطلوبة
خرج الزوجان عن طبيعة الحياة اليس كذلك؟
شيء طبيعي لان الغرب مستمر يبث فينا بغزوه الفكري الثقافي- برانبو وغيره- والأسرة الأمريكية معيار مختلف تماما فكل شخص يعيش من اجل حياته فقط ، والحرية الشخصية .. لا، فمن حقي أن آمر أولادي ومن حقي ان يكون لي القوامة على بيتي “ والمسؤولية ليست الضرب فقط” فعندما يسير كل واحد في اتجاه يعني أن كل واحد لم يعد يعرف دوره المطلوب منه، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد تزويج فاطمة رضي الله عنها بعلي كرم الله وجهه قال: لفاطمة “ أنت مسؤولة عن المنزل وقال: لسيدنا علي كرم الله وجهه أنت مسؤول عما خارج المنزل” وإذا اختلت الموازين وخرج الاثنان إلى الخارج إذا من سيربي الأولاد؟ وإذا خرجنا نحن الاثنين واعتمدنا على المربية لتربي الأولاد جاءت المآسي الكبيرة من وراء ذلك، ودول الخليج دليل على بعض تلك المآسي التي تتركها الخادمات على بعض الأولاد، فبعض الأسر فوجئت عند رحيل الخادمة الفلبينية من البيت وكانت بوذية وجدوا ابنهم عندما يفتح نار البوتاجاز كان يسجد لها - للنار- وهذا شيء طبيعي جداً فالأولاد كوب فارغ أنت تظل تصب فيه وغيرك يصب فيه والذي يصب اكثر هو الذي سيأخذ الكوب.
إذا أين نجد القدوة؟
القدوة تكون في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والقدوة معناها أصلا انك تكون رجلاً في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل، أي أن فعلاً واحداً من رجل يؤثر في 1000 شخص أحسن من أن تأتي بألف شخص يتكلمون أمام واحد، فإذا كنت أنا قدوة كنت أنا أباً ناجحاً، ولكي اعرف هل أنا أب أو هي أم ناجحة وقدوة عندما يأتي ابني ويقول لي أنا أريد أن أكون مثلك، يعني أنني نجحت في مهمتي معناه أنني انظر إليه كقدوة، ونجحت معه نجاح كاملاً ليس نجاح مادياً أو نجاح أن أوصله إلى مكان وظيفي له مردوده المالي فقط، أو للسلطة، لا وإنما نجاح كنموذج كأب كامل.
كيف يتم التوافق
إن كل واحد منا يجب أن يتحمل المسؤولية التي عليه “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فكل واحد يجب ان يعرف دوره المطلوب منه.. أنا أب علي التربية والقوامة والإنفاق...الخ، وهي كأم عندها العاطفة والرقة التوافق بين الجميع، فعلا عليه مسؤولية فلم نربي مجتمعاتنا على الإسلام لذلك كنا نرى شاباً 15 سنة يعيل أسرة والآن 35 سنة متزوج وعنده من الأولاد وأبوه هو الذي يرعى الأسرة وهو غير قادر على تحمل المسؤولية، تخيل عندما يصل إلى أن يكون جداً ماذا تتوقع منه ماذا يعمل، فتخيل أن يخرج إلى مجتمعاتنا أناس من العاطلين فكرياً عن تحمل المسؤولية.. فكل واحد عليه ان يعرف وظيفته في الحياة ويقوم بها، إن إي تقاعس يحاسب عليه وأي إقدام إلى الخير يثاب ويدعى له.
كلمة تحب أن توجهها؟
أود ان أقول حديث النبي صلى الله عليه وسلم” لن تزول قدما عبد يوم القيّامة حتى يُسأل عن أربع خصال، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما
أبلاه،وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل في” او كما قال صلى الله عليه وسلم، فثلث عمرنا يضيع في النوم والثلث الآخر طفولة ومراهقة والثلث الأخير نبحث فيه عن أشياء نقتله بها وبعدها سيسألنا الله عنها.
من يتحمل المسؤولية الرجل أم المرأة؟!
احمل المسؤولية الرجل وادعو الله وادعوه إلى ان يتقي الله في المرأة، فالمرأة إن وجدت العدل والتعاطف فستجد منها من تلد صلاح الدين وستجد منها من تربي محمد الفاتح ، أما إن وجدت منا السلبية فستصدر إلينا كل برامج التلفزيون التي تشاهدها.
رسالة هامة
من الأفضل أن يعيش الشخص منا لهدف وهذا من أفضل الأشياء ومن نعم الله علينا انه حدد لنا الهدف قال تعالى” وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون...” ومن كل هذا السياق كلنا نبحث عن الفرص هذه من اجل عبادة الله حتى في نومنا ندعو الله ونحن نمشي ندعو إلى الله ونحن في الشارع ندعو إلى الله، وأنا اربي أولادي أدعو إلى الله وأنا جالس أدعو إلى الله وأنا احتمل زوجتي أدعو إلى الله، سعي في العمل دعوة إلى الله صبري على مكان عملي دعوة إلى الله إلى أن ينتهي بك المطاف إلى انك ملاك تمشي على الأرض وهذه الرسالة نمشي عليها وبذلك تجد المجتمع يعيش في ارتياح فعلاً .. فالهدف يجعل الحياة في نظرنا تتغير كثيراً.
محور اهتمام الأمة
أما الدكتور محمد إبراهيم- جمهورية مصر العربية استشاري تدريب وتنمية إدارية ومدرب مدربين واستشاري في شركات بناء الخطة الإستراتيجية وبناء هيكلة الشركات، قال:
ان الشباب محور مهم في حياة الأمة والاهتمام به وتدريبه ذو أهمية بالغة، فالكل تعلم المواد العلمية والمواد التخصصية لكن لم يتعلم كيفية التعامل مع الحياة وكيف يمكن ان يكون عضواً في فريق عمل فعال وكيف يكون منتجاً في مكان عمله الموجود فيه، فنحتاج عند نزولنا الى سوق الحياة ان نتعلم هذه الأشياء قبل أن نصطدم بها في الواقع، كيف أتعامل مع زميلي وكيف أتعامل مع مديري وكيف أتعامل مع العميل الذي يتعامل مع الجهة التي اعمل فيها.. الى جانب كيفية إثبات الذات، وأحقق أهدافي، أم سأظل مثل الطاحونة تعمل دون تفكير، لذلك ندعو دائماً إلى ان يكون المنطلق الأساسي للتدريب هو الشباب.
مشكلة الكفاءة
ويضيف الدكتور إبراهيم:
الحقيقة ان المشكلة ليست مشكلة البطالة وإنما المشكلة في مشكلة الكفاءة والشركات كثيراً ما تبحث عن فرص عمل ويتقدم عشرات الشباب لا يصلح منهم سوى واحد أو اثنان.. وهذا ما يؤكد ضرورة الاهتمام بالتدريب في جانب تأهيل الشباب، ويكون محور التدريب هو كيفية تجهيز الشباب للتعامل مع واقع الحياة العملية بعد التخرج.. و يجب ان يكون البعد الوطني والبعد الإنساني هو المسيطر أثناء إعداد مثل هذه البرامج لتهيئة الشباب في كل مجالات الحياة ليس فقط في سوق العمل لذلك اتجهنا لعمل خطة واسعة وطموحة لنساعد الشباب كيف يفكر ونتعامل مع عقل الشباب في التفكير ونؤهل الشباب لمهارات كمهارات التعامل مع الآخرين ومهارات قيادة الآخرين، ونؤهل الشباب لمواجهة ما سيعترضهم في الحياة وكيفية التعامل معه.. كما نؤهل الشباب في كيفية بناء أسرة ناجحة للوصول الى مجتمع مستقر وآمن.
تحتمل الصواب والخطأ
وأشار الدكتور إبراهيم بالقول:
تعلمنا في دراستنا المتتابعة الأمور العلمية ولم نتعلم الحياة، فالجامعات لم تعلمنا كيف نكون فريق عمل فعال، ولم تعلمنا كيف نكون منتجين في أماكن عملنا ونحن قبل ان ننزل الى سوق العمل بحاجة ان نتعلم هذه الأشياء قبل ان نصدم بها في الواقع كيف أتعامل مع مديري وكيف أتعامل مع زميلي وكيف اثبت ذاتي وكيف أحقق أهدافي.
ننصدم في حياتنا بثقافات نمر عليها دون تفكير فيجب على الشاب ان يتعلم المرونة معها، وكيف تغير من نفسك وتطور نفسك دائما نحو الايجابيات الى جانب ضرورة ان يتعلم الشباب كيفية بناء الأسرة الناجحة، فمن خلال مراحل تعليمنا جميعا لم نتعلم كيف نكون زوجاً نموذجياً وكيف يكون أباً نموذجياً وكيف تكون تلك المرأة زوجة نموذجية وكيف تكون اماً، وتتركنا هذه المسألة كلها الى التجربة وما ينتج عنها من الخطأ والصواب في الحياة، وهذا ما يظهر الأزمات والمشاكل في طريقنا ونقضي وقتنا كله في حلها.. إذا تم الاهتمام بالأسرة فهي جزء من المجتمع الذي سيكون بعدها مجتمعاً مستقراً.
تيسير الزواج
كما أوضح بأن أزمات الشباب متشابهة في الأصل والأساس في الوطن العربي، ولكنا حريصون فالأزمة ليست عند الشباب وحدهم ولكنها عند الكبار الذين يوجهون الشباب فالشاب طاقة هائلة بناءة إذا أحسن الكبار توجيهها وتوظيفها في سبيل بناء مستقبل الوطن، فالأزمة عند الكبار وليست عند الشاب والأزمات التي يواجهها الشباب تبدأ بالأزمات الحياتية الطبيعية(تأمين أسرة) وكم يقضي الشباب من عمره من اجل ان يكون هذا البيت؟ وكم تنتظر الفتاة ابن الحلال حتى يطرق بابها؟ مما يؤخر سن الزواج ويكون أزمة اجتماعية.. طبعا كيف سيكون الحال لو ان أولياء الأمور تساهلوا في أمور الزواج ويسروا على أولادهم في هذا الجانب ماهي النتيجة الحتمية لذلك؟ سيكون الحال بناء أسرة مبكراً واستقراً مبكراً، والاستقرار المبكر هو الحل لكثير من الأزمات التي يواجهها الشباب.
تنوع في الأزمات
وأضاف إبراهيم: ان أزمات الشباب في الوطن العربي متعددة منها أزمة البحث عن عمل يؤمن له متطلبات حياته، وهي من أهم الأزمات التي يواجهها الشباب وتحتاج إلى تأهيل أخر ليكون الشاب مؤهلاً لسوق العمل بشكل جيد وحقيقي وهذا لن يتم عن طريق تأهيل للشباب خارج الوظيفة ومكان العمل وتأهيله ليكون فرداً ناجحاً في المجتمع المحيط به ثم يؤهل لسوق العمل.. ثم بإمكان الشاب ان يثبت ذاته في المجتمع المحيط به لكن تواجهه أزمة عدم إتاحة الفرصة وهذه الأزمة الأخرى يواجهها الشاب، بعدها يواجه أزمة كيف يكون قائداً لامعاً في المجتمع، وأنا أطالب القيادات في جميع النواحي ان يتيحوا الفرصة للشباب من اجل ان يكون الواقع أكثر نشاطاً.
مرحلة مبكرة
وأشار إلى أن الاهتمام بالشباب في الدول الغربية يكون في سن مبكرة جداً من سن الابتدائية ونحن نهتم بالشباب بعد سن ال 24 سنة، فيجب ان يكون هناك برامج تهتم بالشباب كيف يفكر وكيف يقود فريق عمل وهو طفل فيصبح عنصراً منتجاً بمجرد تخرجه للحياة العلمية.. واجب الكبار ان يحسنوا توجيه الشباب وإتاحة الفرصة لهم ويساهموا من حل مشاكل الشباب وواجب الشباب ان يسعى الى إثبات ذاته، لكن الشباب اليوم لايهتم بحياته الآن سوى بسفاسف الأمور - أزمة كبيرة بين بلدين من اجل كرة قدم وهذه مشكلة كبيرة- فاهتمامات الشباب أصبحت الكرة، الفن، الغناء، الدسكو، السجائر، المخدرات، ولم يعد في رؤوس الشباب كيف يبني الوطن، فعلى الشاب ان يثبت ذاته ويقول بصوت عال انا هنا وواجب الكبار ان يوجهوا الشباب ويتيحوا لهم الفرصة.. فنحن في مصر عندما أتيحت الفرصة للشباب ان يصلحوا الصحراء الكبيرة في فترة من الفترات كانت تعطى الأرض الزراعية للشباب بأسعار رمزية يعمل ويدرس وبعد ان دخلها الكثير من الفساد والتجارة تحولت نوعا ما، لكن عملياً عندما أتيحت الفرصة للشباب أصبح الشباب يترك مدينته ويذهب ليعيش في الصحراء وهو سعيد، فلو ان الكبار اتاحوا الفرص للشباب لعمروا الصحراء، لبنوا المصانع والأرض الزراعية وقس على ذلك على كل البلاد العربية.
خلافات الأسرة العربية
وحول خلافات الأسرة العربية يقول الدكتور محمد إبراهيم:
تنقلت في أكثر من بلاد عربية وساهمنا في مصر في حل مشاكل على مختلف تنوعاتها وأشكالها في الوطن العربي تنبئ بإن الأسرة العربية في خطر مالم تتكاتف جميع طاقات قوى الأمة فإن الوقت ينذر بمشاكل لا حصر لها، وحل قضية الأسرة وتماسك بنيانها لا تستطيع حله الدولة ولا منظمات المجتمع المدني ولا القوى الشعبية أو القبائل، ولا الجهاز الديني والتثقيف ولا وزارة التربية والتعليم والجامعات بمفردها، ولكن كل هذه القوى مجتمعة يمكنها ذلك.. فنحتاج إلى صدق توجه وإخلاص نية وقلب وتكاتف قوى جهة كبرى تدير هذا الملف لحماية بنيان الأسرة العربية من الانهيار، ولا استثني وطناً عربياً واحداً، ولا ينبغي ان ندفن أنفسنا ونغطي رؤوسنا عن عيوبنا لاننا بذلك ندفن رؤوسنا عن عيوب وطننا، فكم نسب الطلاق في وطننا العربي هنا وهناك؟ وكم نسب الطلاق المبكر؟ ثم كم نسب الطلاق الغير الرسمي؟ أو الغير معلن؟، فهناك زوجان يجلسان في البيت شكلياً على الورق لكن عملياً في الحياة ليسا زوجين ولا يوجد بناء اسري بينهما.
وهذا ما نسمعه ونشاهده أثناء قيامنا بالتدريب فما نلبث ان نبدأ بالاستراحات التي تتخلل ساعات التدريب حتى يتوافد الشباب إلينا يشكون حالهم، ويمطروننا بوابل من الأسئلة خلاصتها تعبر عن المشاكل الأسرية وواقع الأسرة العربية.. فالأزمة موجودة ولم نتعلم كيف نتغلب على تلك الازمات الاسرية وكيف نصبح زوجين صالحين، ولم نتعلم كيف نبني أسرة، وتظل حياتنا نسير على التقليد انا اقلد والدي وولدي يقلدني، ولم نسأل أنفسنا لماذا نفعل هذا الشيء وهذا الأمر وهذا الفعل بل نقوم بعملها فقط، كما أن استعدادنا للتغيير داخل البيوت ضعيف، ولعليّ اضرب مثلا برجل يحرك شواربه ويقول:( انا هذا لن أتغير، اما زوجتي عليها ان تتغير يعجبها هذا أهلا وسهلاً، ما يعجبها يبقى مع السلامة).. وبكل بساطة ، اذاً لماذا لا يغير نفسه.. فالمسألة في هذا الجانب واسعة والطريق إليها يكون بتكاتف كل الجهود، من اجل ان نأخذ بيد وطننا ولم اقل الاسرة لأن الوطن مجموعة من الأسر والمجتمعات الموجودة فيه، اذا اخذنا بايديهم اخذنا بيد وطننا.
مواجهة الأزمات
وعن مواجهة الأزمات أضاف بقوله: لاشك ان الأزمات منها ماهو خفيف وبسيط تمر علينا يمكن ان يتعامل معها الإنسان بمفرده عن طريق التنبؤ بها مبكراً ورصد المراحل السابقة للازمة وكيف يبدأ التعامل معها حينما تأتي، ويبقى متوقعا لأسوأ الاحتمالات اللازمة كمنحنى يعلو ويعلو ثم ينخفض، فهناك من الأزمات ما يقدر الفرد منا ان يتجاوزها وهناك من الأزمات من تستلزم وجود احد للاستعانة به ليأخذ بأيدينا الى كيفية التعامل معها، حتى ان الدول في أزماتها منها ما تحلها بفردها ومنها ما تستعين بدول اخرى لحلها، وهذا ينطبق على مؤسسات وشركات ودول وعلى جميع مكونات الحياة ايضاً.. ولعل القرآن الكريم قد ذكر ذلك بقوله في حياة الأسرة (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها...) لعدم قدرتهم على حل الأزمة بمفردهم .
الرسالة!
وقال في ختام حديثه كرسالة يذكر بها الشباب العربي واليمني: انتم ذو قيمة كبيرة فلا تصغروا من شأنكم فانتم طاقة بلاحدود فلا تضيعوها في سفاسف الأمور اسعوا لإثبات ذاتكم واسعوا الى بناء مستقبلكم من اجل ان تتمكنوا من بناء أوطانكم، وأفضل من ان تضيعوا بين الضائعين في مغريات وملهيات الحياة، وان تكونوا شباباً ناجحين يشار إليه بالبنان، أفضل من ان تكونوا تافهين على هامش الحياة لا يلتفت اليكم احد.. كما اذكرهم انه وفي طريقهم لأداء هذه الرسالة وفي طريقهم لإثبات الذات واثبات هذه القيم العليا ان يزودوا أنفسهم بكل الأسلحة التي تساعدكم في ذلك من العلم والتدريب والعلاقات الناجحة والطموح والإقدام والسعي لبناء الذات باستمرار، وتكليل كل ذلك بالتوكل على الله والاعتماد في السعى عليه.
القيادة
بعدها كان لابد من نعرج بأسئلتنا على الدكتور أحمد عبدالعزيز عبيد- ماجستير إدارة بشرية ومدرب في البرمجة العصبية دكتوراه في إدارة المشروعات- عن «شريحة الشباب» الذي بدأ حديثه عنهم بانهم بمثابة العصب للأمة والمجتمع يمكن ان نحقق بهم المستحيل إذا أمكن توجيههم وتعديل مسار حياتهم الى الطريق السليم.. وبذلك نستطيع ان نقول للعالم العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص إننا في طريقنا الى التقدم.
شباب مستهدف
وقال: للأسف الشديد ان واقع الشباب العربي قد شهد خلال الفترة السابقة تدهوراً كبيراً وكأن الشباب مستهدف باعتباره عصب الأمة فمن الضروري ان يكون مستهدفاً من العالم الخارجي باعتبار الشباب هو شباب عربي مسلم، وبالتالي نحن بحاجة الى ان يتم نقله نقلة نوعية.. هذه النقلة بدأت في كثير من الدول العربية مثل اليمن ومصر والسعودية والجزائر وليبيا، وكثير من الدول العربية بدأت تهتم بقضية الشباب لإدراكها لأهمية هذه الفئة، وإدراجها البرامج المتعددة لتأهيل الشباب.
ما قبل سوق العمل
وأشار عبيد في حديثه على أهمية إدراج برامج الشباب- برامج تأهيل- وان يكون العنوان الأول تأهيل الشباب ليس فقط لسوق العمل ولكن تأهيل الشباب قبل ان يؤهل لسوق العمل، أي التأهيل إلى الحياة المنزلية او البيت، بعدها يمكن ان ينطلق الشباب بشكل جيد للتأهيل لسوق العمل ويؤهل لسوق القيادة ويؤهل لكل الأسواق التي يتطلب وجود الشباب فيها.. لانه ومن خلال تعاملي مع الشباب لمست ان لديهم فجوة كبيرة في العلاقات داخل المنزل سوءًا كانت علاقة زوجية (الزوج مع زوجته او الزوجة مع زوجها) او تكون العلاقة مع أولياء الأمور مع أبنائهم او تكون علاقة الإخوة فيما بينهم- الأكبر للأصغر والأصغر مع الأكبر- فهناك قيم كثيرة جدا اجتماعية مطلوب تنشئتها، ويبدو ان الفترة القادمة سيكون هذا الملف من أولويات التدريب في اليمن وفي الوطن العربي.
الشباب اليمني
وكتقييم منه للشباب اليمني واختلافات أزماته عن الشباب العربي قال عبيد: الشباب اليمني شباب متحمس شباب يحب العلم ويحب الحكمة قال عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “ الإيمان يمان والحكمة يمانية “ فأهل اليمن أهل الحكمة وأهل العلم وإذا تم ضبط هذا الحماس وتم توجيههم في المسار الصحيح وتعلم كيف يوجه الحماس سنجد منه ثمرة كبيرة ان شاء الله.. اما الأزمات والمشاكل التي يواجهها الشاب اليمني فهناك اختلافات ولكنها ليست جوهرية، كاختلاف بين الثقافات وهذا قد تجدها في الدولة الواحدة فتجد اختلافات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، فمصر يوجد فرق بين الصعيد وبين المدينة البحرية، وكذلك الوضع في اليمن يكون الوضع مشابهاً له تماماً وهذا هو الواقع في كل الدول العربية، وكل دولة تختلف من حيث الثقافات بين الشعوب، ولكن مع كل هذا وذاك فالحقيقة نجدها عند دخولنا الى العمق لنجد البذرة الحقيقية الموجودة سوءا كانت بذرة العروبة أو بذرة الإسلام تجد ان هذه البذرة أنشأت ثماراً غالباً ما تكون واحدة.
فن القيادة
اما عن إجابته عن سؤالنا عن سبب تركيزه في حديثه عن فن القيادة وأهمية ذلك للشباب قال: القيادة يظنها الناس أنها لا تكون الا اذا كان الإنسان رئيس جمهورية او قائداً عسكرياً، لكن هذ ليس فقط فالقيادة مطلوبة لكل انسان حتى الذي يمشي في الشارع او الذي يركب التاكسي، فالأب في المنزل قائد، والزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته، فالقيادة في مفهومها الصحيح هي فن التعامل الصحيح مع من حولي، اذا تعلمتها بشكل صحيح واكتسبت مهارات وأسس القيادة استطعت ان اتصل جيدا بكل من حولي.
تأهيل متوازن
متوجاً حوارنا معه بالتركيز على موضوعين هامين لحياة الأسرة، وقال: ان الأول خاص بالشباب وهو التأهيل الى الزواج تأهيل الشباب الى الزواج وتأهيل الفتيات الى الزواج وهذا التأهيل لا يظن البعض انه علم الاسكلوجي علم العلاقة الخاصة ليس هذا هو المقصود ولكنه يتعلق بكل العلاقة بين الرجل والمرأة- مايريده الزوج من زوجته وما تريده الزوجة من زوجها فيما تستقيم به الحياة- فالناس تنظر الى العلاقة بين الزوجين انها العلاقة الخاصة فقط، ولكن العلاقة الخاصة ما هي الا جزء من العلاقة الكبيرة بين الزوجين، والدليل على ذلك انك تجد الزوج في الثمانينات والزوجة كذلك بينهما مودة ورحمة اختفت هذه العلاقة الخاصة ولكن مازالت هناك علاقة قوية أسبابها العلاقة التي نشأت في البداية، فيجب على الشباب ان يتعلم ويتأهل الى الزواج مثلما يؤهل الى سوق العمل، نؤهل الفتيات الى الزواج كما تؤهل لسوق العمل.. الموضوع الآخر ضروري للحياة ويرسم فيها التوازن المطلوب لعملنا اثناء التدريب خاصة بالمجتمع المحيط بالشباب(ولي الامر) فالشباب لو تم تأهيله وترك المجتمع المحيط به الأب والأم، سيحدث نوع من التصادم نوع يرتقي ونوع يظل مكانه، فيجب ان يرتقي الكل مع بعضه البعض، وبالتالي نأمل في ان يكون هناك ملف اخر يهتم بولي الامر وتأهيله لنساعد الجميع من اجل ان يعطي المجتمع الخارجي هذا الاهتمام والرعاية والتأهيل لكيف ننشئ جيلاً صالحاً للمجتمع لاحقاً من اجل ان يسير الخطان بشكل متواز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.