علمت "نبأ نيوز" من مصادر خاصة مطلعة أن خلافاً تأجج مساء أمس الأربعاء بين أعضاء اللجنة الثلاثية المكلفة بتقديم تصور نهائي لرئيس الجمهورية حول المشاركة الانتخابية أثناء اجتماعهم لدى عبد القادر باجمال – رئيس الوزراء، أمين عام الحزب الحاكم. وأكدت المصادر أن اللجنة تفاجأت أمس أثناء إعدادها البيان النهائي بمطالب جديدة قدمها ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني – خارج نطاق مسودة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الاثنين الماضي، وهو الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً، وقوبل بالاستياء من قبل عبد القادر باجمال، ما لبث أن تطور النقاش بشأنه الى انسحاب ياسين نعمان من الاجتماع ومغادرته منزل باجمال، موكلاً المهمة للأمين العام المساعد لحزب الإصلاح – عبد الوهاب الآنسي. وأشارت الى أن اللجنة وعلى أثر انسحاب أمين عام الحزب الاشتراكي قررت إرجاء إعداد البيان النهائي ، وكذلك الاجتماع الذي كان مقرراً انعقاده برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح صباح اليوم الخميس في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، دونما تحديد لأي موعد جديد أو الكشف فيما إذا ستستأنف اللجنة الثلاثية اجتماعاتها من عدمه. هذا وكانت اللجنة الثلاثية اتفقت الاثنين الماضي على توسيع عضوية اللجنة العليا للانتخابات على نحو توافقي نسبي يضيف ممثلين اثنين عن أحزاب اللقاء المشترك لها، الى جانب فرز قضايا خروقات السجل الانتخابي وتحديد ما سيتم إحالته منها الى القضاء للبت فيها، فضلاً عن زيادة المخصص المالي لدعم نشاط الدعاية الانتخابية لأحزاب المشترك. وقد تخلل ذلك الاتفاق تفاهم جانبي بين الحزب الحاكم والحزب الاشتراكي اليمني تم بموجبه البدء بإعادة مقرات الحزب الاشتراكي التي آلت الى جهات حكومية بعد حرب الانفصال في صيف عام 1994م، وكذلك تسوية أوضاع أعداد كبيرة من الضباط العسكريين الذين تورطوا في تلك الحرب وتم العفو عنهم بموجب عفو رئاسي عام ، وإعادتهم للخدمة بعد حصولهم على تعويض نسبي عن الفترة السابقة، علاوة على أنه تم الترتيب لما يزيد عن مائة وظيفة بمراكز حكومية رفيعة لشخصيات اشتراكية. وبحسب أحد السياسيين الذين تواصلت معه "نبأ نيوز" فإن التسويات التي قدمها الحزب الحاكم على طريق نزع فتيل الأزمة السياسية، والحيلولة دون تصدع المسيرة الديمقراطية شجعت الحزب الاشتراكي على التمادي في ممارسة الابتزاز السياسي، وأعادت الى الأذهان الممارسات السابقة لفتنة الانفصال، حين كان المؤتمر يقدم تنازله صباحاً ليفاجأ بتصعيد جديد مساءً. وشبه المصدر انسحاب ياسين سعيد نعمان من اللجنة بما أتى به علي سالم البيض عشية توقيع وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان، مستبعداً أن يقتنع الحزب الاشتراكي بأية تسوية قادمة، ومستغرباً "كيف أن الحزب الحاكم لم يتعلم الدرس من أزمة 1994م" – على حد تعبير المصدر.