- د. الخضر صالح بن تينه الكازمي - يعتقد بعض من الناس وبعض المحللين المهتمين بشؤون القاعدة (مجازآ) ان القاعدة في اليمن هي من صنع النظام لإبتزاز العالم ويذهب البعض الى القول بإن القاعدة تنطلق من القصر الجمهوري وتحضى بدعم مادي ومعنوي وأمني مباشر من الرئيس علي عبدالله صالح وان زوال القاعدة في اليمن كظاهرة لن يكون إلا برحيل الرئيس ونظامه عن الحكم مستندين في ذلك على بعض لقاءآت الرئيس مع بعض قيادات القاعدة في عدة مناسبات ( ربما للمصارحة) ولكن مثل هذه الاطروحات تظل فرضيات تفتقر إلى إدلة علمية ملموسة وتبدو عاطفية اكثر من كونها موضوعية واقعية ويجب علينا توخي الحذر في قرأتها حتى لانقع في المحضور ونكتشف بعد فوات الاوان اننا قد روًجنا دون علم منا للإرهاب المأسلم القاتل, المرتبط روحانيآ بآلة القتل (البندقية) وليس بالله تعالى الذي اعطى الإنسان كل شي وترك لعظمته حق الموت والحياة, بل وسنكتشف اننا ساعدنا في تمكين الإرهاب من زمام امرنا. ان المتتبع للأحداث في اليمن والقارئ الحصيف للواقع يرى ان اليمن هي بلد قائم على توازنات سياسية وقبلية ومراكز قوى ونفوذ وعليه فإن القاعدة في اليمن هي احد هذه القوى التي يرتكز عليها(سابقا) جناح معين مستتر في السلطة ليستمد قوته منها ويحدث توازن في المعادلة السياسة تضمن بقائة كقوة لايستهان بها ويحرج بها خصمه في مناسبات عديدة ويبتزه سياسيا لتحقيق اهدافه وعليه فان شخص كعلي عبدالله صالح يمتلك القوة والسلطة , ولايعرف عنه ميول او فكر جهادي, لايحتاج بالضرورة لقوة داخلية تهدد بقاؤه وتحرجه امام العالم وتشكك في مصداقيته. اضف الى ذلك ان قاعدة اليمن تستهدف قيادات الدولة والعسكروالممتلكات العامة للشعب والمواطنين الأبرياء و ليست محل ثقة فولائها المطلق هو لمن يدفع اكثر او من يقدم لها الدعم اللازم لتثبيت اقدامها في اليمن بغية الوصول لهدف يراودها وهو إقامة إمارة إسلامية - ان صح توجهها - ولو على جثث اليمنيين. يقال دائما ان المسمار البارز يضرب بالمطرقة ومن هذا المنطلق فانه ليس كل مايقال عن الرئيس صالح صحيحا ويجب علينا ان لانستعجل في احكامنا حتى لاتتعرض مُثلنا العليا لإمتحان صعب يؤدي بالضرورة الى انهيار تام لليمن وبايدينا لنجد انفسنا بين ليلة وضحاها فريسة سهلة للمتشددين الذين يروا كل تطور وبناء منكر وبدعة وكل مثقف او سياسي كافر وكل مواطن بسيط لا يتبنى اسلوب حياتهم جاهل لايفقه من امره شي. ولكي نتجنب وقوع مانخشاة ونتحمل مسئولياتنا علينا ان نعرف ان القاعدة في اليمن هي من صنيعة طائر البوم الذي لايسكن البيوت إلا بعد خرابها ولايصطاد إلا في الظلام ويجب ان نسأل لماذا يستعجل بعضنا رحيل صالح؟ ومن هو البديل؟ ولايعني هذا اننا ننكر ان في اليمن من هو جدير بأن يحل محل الرئيس صالح او ان اليمن يفتقر إلى الوطنيين المخلصين ولكن بنظرة فاحصة للأمور سنجد ان من يدعم الإرهاب في اليمن هم من يقودوا ثورة اليوم وربما هم من سيجنون ثمارها غدآ لاقدر الله وانهم هم من صلوا وركعوا للدستور اليمني الذي حرًم تسليمهم للأمريكان بتهم الإرهاب وانقلبوا عليه بقية البقاء في السلطة وهروبآ من فسادهم بفسادهم. ان كل مانخشاه وفي مشهد ضبابي كالذي نعيشه ان نصرخ يوما وبملئ افواهنا لقد أُكلت يوم أُكل الثور الابيض وان نستيقظ من سباتنا على فتاوي مشرعنة تبيح دم من يخرج عن طاعة أمير المؤمنين الملتحي الجديد ونذهب مجبرين لمبايعته حفاة بدون أحذية - حتى يكتمل شرط البيعة - وان لانلتقي امهاتنا إلا بوجود محرم. * جامعة عدن