كشفت أسر شهداء الأمن المركزي ل"نبأ نيوز" عن تحركات محمومة على مستويات قيادية عليا في الدولة بدأت منذ يومين لإلغاء معرض شهداء الأمن المركزي بميدان السبعين، في إطار مساعٍ لتذويب القضية وإخماد الغليان الشعبي المطالب بمحاكمة الارهابيين وإعدامهم في نفس مكان المجزرة. وأفاد عدد من ذوي الشهداء أن هذه التحركات تقوم بها شخصيات رفيعة في الدولة، وذلك خلفية ما وصفوه ب"اعترافات خطيرة" أدلى بها عناصر الخلية الارهابية المدبرة للمجزرة والتي أعلن جهاز الأمن القومي مؤخراً عن ضبطها في منطقة "السنينة"! وبحسب ذوي الشهداء، فإن الاعترافات التي تم تسريبها لهم تؤكد تورط قيادات رفيعة في الدولة بالتخطيط للعملية وتقديم التسهيلات اللازمة للعناصر الارهابية لاختراق الحاجز الأمني وتنفيذ العملية، بينها ضابط كبير على رأس قيادة إحدى وحدات وزارة الدفاع، وقيادي كبير في أحد الأحزاب. وقال ذوي الشهداء أن هناك تحركات محمومة لدفن القضية، وأن توجيهات عليا صدرت لازالة معرض الشهداء بالسبعين، وكذلك لوسائل الاعلام الرسمية بمنع تداول أي اخبار تتعلق بالمجزرة، أو استضافة أياً من ذوي العلاقة، في إطار سياسة تعتيم على الحادث لحماية الرؤوس الكبيرة المتورطة بهذه المجزرة والحد من تنامي الضغوط الشعبية المطالبة بوضع حد لتجار المجازر والمحاكمة الفورية للمتورطين بحوادث مجزرة دوفس في أبين، ومجزرة جمعة الكرامة، وتفجير دار الرئاسة، ومجزرة الأمن المركزي بميدان السبعين التي اودت بأرواح مئات الجنود. وأكد ذوي الشهداء ل"نبأ نيوز" أنهم يجرون تحضيراتهم لتنظيم أكبر اعتصام جماهيري في موقع المجزرة يستمر حتى يتم إعدام جميع المنفذين ومن يقفون وراءهم في نفس المكان! وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من المهرجان التأبيني في ذكرى الأربعين لشهداء الامن المركزي، والذي قاطعته جميع القيادات الرسمية والحزبية، وحضره العميد يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس أركان قوات الامن المركزي- والذي أكد في كلمته خلال المهرجان أنهم لن يبرحون ميدان السبعين حتى يتم اعدام جميع المتورطين بالمجزرة وفي نفس الحادث وعاهد الله على ذلك. وكانت عدد من وسائل الاعلام المحلية وجهت اصابع الاتهام لقيادة الفرقة الأولى مدرع، وأشارت في إطار تحليلات سياسية إلى أن الحادث كانت يستهدف بالدرجة الاولى الاطاحة ببقايا النظام السابق في المؤسسات العسكرية والامنية، وقالوا إن التوقف عند اقالة وكيل الامن القومي عمار محمد عبد الله صالح دون استكمال اقالة الآخرين كان لابعاد الشبهات عن المدبرين الحقيقيين للحادث وأهدافهم منه!