كل عام وانتم بخير .. والله يرحم (بليزق)* أمي عايشه الذي لولاه لما صلى أخوتي العيد من الخجل، ولا فرحنا وغنينا جمعاً: " أنستنا يا ماع .. أنستنا يا ماع" ، وحيّا له أخي منصور ما ذبحه إلاّ بعد ما أصور أذان "الفندم" جارنا "ماع.. ماع..ماع.." حتى يتأكد أنه كل شي تمام في اليمن، والناس في نعيم! صحيح هو أن ثلاثة أرباع اليمنيين أو أكثر ما اشتروا كسوة العيد، ولبسوا حق العيد الأول.. وما قدروا يشتروا الأضحية بعد ما صار رأس الغنم ومرتب الموظف سواء ، والوالد - الله يحفظه – نكر على أخوتي "عسب" العيد، وقال لهم"قد معاكم لحمة لمه العسب؟"! لكن نقدر نقول كل شي تمام يا فندم.. العيد لا هو بالكسوة ، ولا اللحمة ، ولا "العسب" .. العيد العافية! يا ريت وإن جارنا "الفندم" يعرف يستخدم الإنترنت ويقرأ ما أكتب، عسى يتأكد أننا مع الدولة ، ولا علاقة لنا بأحد ممن يهاجمون الفساد ليوظف أخي منصور بدلاً من جلسته بالبيت مع "المكالف" من يوم تخرج من كلية الشريعة وحتى هذه الساعة- على الأقل حق الجار على الجار ، وأخي ما هو أقل من عياله الذين توظفوا وما زالوا في الثانوية ، ولا من غيرهم الذين وظفهم وهم لا شهادات ولا ثقافة ولا شي- لكن وساطات! الله يفتح على "الفندم" يحب فعل الخير، حتى أن عياله كل واحد راكب سيارة حكومي أو جيش تسمع "التفحيط" إلى آخر الشارع من أجل يلحقوا إيصال الخير لباب كل واحد من الشعب.. لهذا نقول كل شي تمام و"طز" بعيالنا إذا ظلوا عاطلين ، أو إذا ما لقيوا حدائق مجانية يقضوا فيها العيد ، أو إذا ظلوا يتفرجوا على مقاهي الانترنت، والمطاعم ، وحدائق الملاهي من خلف الزجاج والأسوار! ما علينا العيد العافية.. ومن راقب الناس مات هماً – سواء الفندم يبدل سيارته كل عام، أو معه كتيبة مرافقين ، أو بيته مثل قصر مؤتمرات ، أو يخزّن بعشرة آلاف باليوم ، المهم ما له دخل بأحد من الجيران كما لو لم يكونوا بين الأحياء ولا معهم بطاقات انتخابية ، ولن يحتاج إليهم لا بكره ولا بعده.. الله يعلم أن كان "الفندم" سيحتفل بالعيد القادم في بيته أم في "بيت خالته" إذا أخلصت هيئة مكافحة الفساد النية، وبدأت بهؤلاء الناس قبل الموظفين الصغار، وقبل ما يكملوا بلع البلد ومن فيها.. ويشهد الله أن أمي عايشه ما عاد معها "بليزق" ثاني تبيعه من أجل "الأضحية" أو كسوة العيد ، بينما بعض الناس صار ينهب "من شق" عملاً بالمثل " يا مغرب خرّب" من يوم صارت الصحف تتحدث عن تغييرات حكومية.. كل خوفنا أن يأتي عيد ثاني وإذا بنا نوقف على باب جارنا "الفندم" ونصيح "ماع..ماع" ، لأنها أستر لنا من "كل شي تمام يا فندم"! ................................................ *(بُلَيْزق): يعني سوار يد، وهو كلمة تركية بالأصل