بعد أن كانت "أمينة" مجرد فتاة يمنية مرمية في دهاليز أحد سجون صنعاء، توميء إليها البنان بأنها المجرمة التي قتلت زوجها، تحولت بفضل عدسة المخرجة اليمنية خديجة السلامي إلى دليل تتقاذفه أيادي الحقوقيين، وناشطي المنظمات ليرسخوا به لدى الشباب اليمني مفاهيم الحريات، وحقوق المرأة، وضرورات التعليم، ومخاطر الزواج المبكر. فبعد أن طاف فيلم "أمينة" بقاع الأرض ، وحصد الجوائز العالمية، اختتمت به المدرسة الديمقراطية اليوم برنامج مشروع التوعية بحقوق المرأة في صفوف الشباب الذي استمر عام كامل، بهدف تنمية وعي الشباب بحقوق المرأة، وأهمية التعليم، ومخاطر الزواج المبكر، من خلال عرض فيلم "أمينة" الذي أنتج بدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية ( NED)، علاوة على التوعية بعدد من الحقوق القانونية للسجينات، وأهمية معرفة القوانين. وفي برنامج الاختتام الذي شارك فيه منسقي المدرسة الديمقراطية في جميع محافظات الجمهورية، تم توزيع فيلم "أمينة" الذي سيستخدم في التوعية، ويوزع في محافظات الجمهورية عبر منسقي المدرسة الديمقراطية إلى المنظمات والجمعيات النسوية في محافظات الجمهورية . فيلم "أمينة" الذي أخرجته وصورته خديجة السلامي- رئيسة المركز الإعلامي اليمني بباريس- تم عرضه في عدد من المحافظات والمؤسسات الثقافية ومراكز الشباب في أمانة العاصمة ، وأعضاء مجلس شورى الشباب ، والمركز الثقافي اليمني في القاهرة.. لتصبح أمينة دليل كل الشباب إلى الحقوق والحريات. * قصة أمينة "أمينة" شابة يمنية تم اتهامها بقتل زوجها بالتواطؤ مع ابن عمها، فأودعت السجن، وتعرضت للاغتصاب، وأصدرت المحكمة بحقها حكم الإعدام، إلاً أن القاضي أجل التنفيذ لمدة عامين كونها كانت حبلى، وعليها أن تضع مولودها، وترضعه حولين، ثم ينفذ قرار الإعدام بحقها. ومع قرب انتهاء مدة الرضاعة عام 2005م كانت المخرجة خديجة السلامي قادتها أقدامها إلى السجن المركزي للنساء، فاكتشفت أمينة وعلمت قصتها، واكتشفت أنها عندما اتهمت بارتكاب جريمة القتل كانت لم تتجاوز الخمسة عشر عاماً.. أي أنها كانت قاصر، ولا يجوز إعدامها طبق القانون.. المخرجة السلامي عملت فيلم عن أمينة، وقصة دخولها السجن، والاتهام "الباطل" الذي أدينت به.. ومن هنا تحركات منظمات حقوق الإنسان للدفاع عن أمينة، ومطالبة اليمن بالعفو عنها.. قبل تنفيذ حكم الإعدام بيومين فقط رفعت منظمة العفو الدولية مناشدة للرئيس علي عبد الله صالح للعفو عن إعدام أمينة بذريعة أنها كانت قاصر. وقبل ساعات من تنفيذ الإعدام أصدر الرئيس صالح قراره بوقف التنفيذ وإحالة أمينة إلى لجنة طبية لإثبات عمرها.. فأكد التقرير بعد أيام أنها عندما ارتكبت الجرم لم تكن قد بلغت الخمسة عشر عاماً.. وهكذا كان فيلم خديجة السلامي عن أمينة هو المنقذ الوحيد لرقبة أمينة من حبل المشنقة..