علمت "نبأ نيوز" من مصادر ضمن الوفد المشارك في الأسبوع الثقافي اليمني في مسقط، أن أعضاء الوفد قاطعوا حضور أمسية خصصها الجانب العماني للشاعرة سوسن العريقي، بعد أن أزعجهم تفردها بهذا التكريم خلافاً لبقية المشاركين، ليتحول بذلك إبداع المرأة اليمنية إلى مصدر آخر للتمييز ضدها في اليمن. وأوضحت المصادر: أن الشاعرة سوسن العريقي كانت ضمن وفد يرأسه خالد الرويشان- وزير الثقافة- ويتألف من (64) شخصاً، منهم (10) شعراء ذكور، مضافاً إليهم الشاعرة العريقي التي لفتت نصوصها المتميزة اهتمام العمانيين، فقرروا تخصيص أمسية لها في أعقاب انتهاء الأسبوع الثقافي اليمني، إلاّ أن هذا القرار أثار انزعاج زملائها بدلاً من فرحهم لتكريم ابنة بلدهم، فأثاروا لغطاً حول الموضوع، ورفضوا حضور الأمسية. "نبأ نيوز" تواصلت مع الشاعرة سوسن العريقي وسألتها عن ردود أفعالها إزاء ما حدث، فردت قائلة:"ردود فعلي عادية، وما أحسست في البداية أن الوفد اليمني عمل قطيعة، بل التمست لهم العذر كون الأمسية كانت آخر يوم ، وقلت ربما ذهبوا إلى السوق أو ليتعرفوا على أماكن أخرى، لكنني لاحقاً نظرت إلى الموضوع من زاوية أخرى". واستطردت: عدد من الزملاء اعتذروا بعد الأمسية، وقالوا أنهم انشغلوا، فقلت لهم يا جماعة ما في مشكلة، فمبادرة الأمسية جاءت من العمانيين، مستدركة: لكن كان بعض الشعراء حاضرين مثل الشاعر سعيد الشدادي، والشاعر علوان الجيلاني، والشاعر عبد الرحمن غيلان. وفي ردها على سؤال "نبا نيوز" حول تفسيرها للأسباب التي تدفع البعض للإنزعاج من تكريم زميلة له، قالت الشاعرة العريقي: مثل هذا الأمر يحدث في كثير من الأوساط حتى غير الأدبية، وأنا أخذتها من باب عدم الثقة بالنفس، فلو كل واحد كان واثقاً بنفسه لا يمكن أن تصدر عنه أشياء من الغيرة، والحسد، أو حتى الجدل كيف يتم الاحتفاء بهذا الشاعر دون غيره. ولفتت الى أن المشرفين على فعاليات الاسبوع الثقافي اليمني في عمان هم أنفسهم الذين أشرفوا على ملتقى الشعراء الثاني ، وقاموا بشطب اسمها - آنذاك- من البرنامج عند طباعته رغم أنه كان موجوداً في مسودة البرنامج، إلاّ أن الوزير خالد الرويشان عالج الأمر بعد أن بلغه العلم به. هذا ويبدو أن عدوى (الجندر) و(التمييز ضد المرأة) تسللت بقوة الى النخب الثقافية اليمنية، إذ أن الموقف من الشاعرة سوسن العريقي يأتي في سياق سلسلة ممارسات استهدفت المرأة اليمنية المبدعة، وبما يعيد للأذهان الموقف الذي اتخذه عدد كبير من الأدباء أبان انتخابات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي حصدت فيه الأديبتان المتألقتان هدى أبلان وهدى العطاس أصوات الأغلبية بما مكن السيدة أبلان من تبوء مركز الأمين العام للاتحاد- كأول امرأة عربية تشغل هذا المركز- إلاّ أنها قوبلت بامتعاض ومعارضة عدد غير صغير من الأدباء الذين ظلوا ينسجون ابداعاتهم بجلابيب أجدادهم. هذا وكانت مصادر ثقافية مشاركة في الأسبوع الثقافي اليمني الذي اختتمت به عمان فعاليات "مسقط عاصمة للثقافة العربية للعام 2006م" انتقدت كون الوفد اليمني المشارك لم يضم مبدعين يمثلون الأنماط الأدبية المتعددة، بل اكتفى أن يكون وفداً شعرياً فقط ولم يعكس التجربة الإبداعية المتميزة للمشهد الثقافي اليمني، منوهين إلى أن معظم المشاركين لم يقدموا خلال الفعاليات ما يليق والمشهد الثقافي اليمني وظهروا بمشاركات وفد كان من المفترض اختيار أعضاءه بعناية ترتكز على أعمالهم الإبداعية ولم ترتقي مشاركاتهم إلى المستوى المطلوب، باستثناء القليل منهم والذين ظهروا بمشاركات متميزة ولافتة وعلى رأسهم الشاعرة / سوسن العريقي والشاعر / أحمد سليمان والشاعر / شهاب اليوسفي.