عبد الكريم عبد الله: لا يختلف اثنان ان ثمة مشايع (طهرانية) وضعها النظام الفاشي الايراني بعد ان ثبت اقدامه في السلطة قي ايران وصفى خصومه ومخالفيه، بحيث لم يعد بالامكان الفصل بين هذه المشاريع ووجوده في السلطة وهذه المشاريع، هي مشاريع الحاقية للبلدان موضع الاستهداف وفي البدء هي بلدان نظرية الجوار القريب، العراق والشام ودول الخليج، ولكل منطقة مشروعها، والمشروع الايراني للعراق يتلخص في ثلاث صفحات لكل واحدة تفاصيلها فالمشروع العراقي يبدأ في الجنوب باقامة ما يسمى بفدرالية الجنوب ولكن على الاسس والنمط والهوى الايراني وباشرعته ولاغراضه الالحاقية وليس لفدرالية جنوبية حقيقية ضمن اطار العراق الفدرالي الواحد ويتم قيام هذا النوع من الفدرالية بالدفع نحوها خداعاً فكرياً وتثقيفياً وتنظيمياً ودعائياً وبالتدخل المباشر وعبر العملاء والسيطرة اولاً ولو بالقوة على البصرة ثم ضم ست محافظات جنوبية متاخمة للحدود الايرانية والخطوة التالية هي رفض الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية وتحريض الشلرع ضدها في يوليو المقبل وتقول صحيفة نيويورك بوست الاميركية:ان قيادة خامنئي في طهران، تعرّضت لصفعة قوية بعد أن فشلت في تخريب عملية المصادقة الثلاثية (الحكومة والبرلمان والمجلس الرئاسي) اضافة الى المرجعية في النجف على الاتفاقية الأمنية بين العراق والولاياتالمتحدة، تحاول الآن - وهي تنفذ خطتها منذ شهور- التدخل لتغيير نتائج الانتخابات المحلية التي ستُجرى في العراق نهاية الشهر المقبل. ولهذا وضعت طهران استراتيجية تستهدف تحقيق الاهداف التالية: اولاً، مساعدة التيار (......) الدين المتشدد: فقد أرسلت طهران الألوف من عناصر الميليشيات، ومعظم هؤلاء ايرانيون من أصل عراقي، للمعاونة في تنظيم (حملة معارضة). وقد أدخلت طهران الى العراق مبالغ كبيرة عن طريق الوكالات الايرانية شبه الحكومية، وأيضاً عن طريق شبكات رجال الدين المسيطر عليهم من مدينة (قم) الدينية في ايران. وتأمل طهران أن يتمكن مؤيدو (....) من ربح الانتخابات المحلية في المحافظات والسيطرة على أكبر عدد من مقاعد مجالس الحكومات المحلية فيها في الأقل ضمن المحافظات التسع التي تسكنها غالبية شيعية. ثانياً، تريد طهران من مختلف حلفائها، فرض سيطرتهم- في الأقل- على المحافظات الشيعية الست التي تتاخم حدودها أو تنفتح عليها. والزعماء الايرانيون لن يخفوا رغبتهم في المستقبل في رؤية محافظات الوسط والجنوب مقتطعة من العراق لتشكل (جمهورية شيعية) !!!!!! يحكمها مؤيدون لها. ثالثاً، تخطط ايران أن يكوّن فوز حلفائها في انتخابات يناير المقبل زخماً قوياً يقود الى رفض الاتفاقية الأمنية بين العراق والولاياتالمتحدة من خلال استفتاء شعبي من المقرر ان يجري في شهر يوليو المقبل. وتقول الصحيفة: ان الرسالة التي تحاول طهران توصيلها بسيطة الفهم، وهي أن الولاياتالمتحدة تحت حكم الرئيس باراك أوباما سوف تهجر العراق عاجلاً أم آجلاً، وستترك الشيعة والأكراد من دون قوة أجنبية متحالفة معهما ضد من تسمّيهم الصحيفة "الانتقاميين السنة" المدعومين من قبل الحكومات العربية. كما أن طهران لا تريد عراقاً قوياً ديموقراطياً، بحكومة مركزية قادرة على أن تصبح قوة اقليمية. ولهذا فانها تبحث عن جمهورية شيعية مستقلة بهيئة (حكم ذاتي) أو (اقليمي) على غرار (اقليم كردستان) ولهذا السبب تشجع طهران الأكراد أيضا على ابعاد أنفسهم عن بغداد. ويبدو ان نقب طهران طلع على شونه كما يقول اخوتنا الشاميون / فالبصرة لم تسقط بيد عملائها ولن تسقط بعد الوعي الشعبي العراقي العارم بالدور الدموي الايراني وسكان المحافظات الست رفضوا الوصاية الايرانية ومشاريعها بل ايدوا المعارضة الايرانية ووقعوا لها وثائق دعم وقام بذلك كبار شيوخ عشائر الجنوب وفي المقدمة منها اشرس فصيل معارض منظمة مجاهدي خلق كما ان الاتفاقية وقعت حكومياً وبرلمانياً والانتخابات القادمة لم تعد يد ايران فيها طليقة كسابقتها بالتزوير والتزييف وسوف يشارك فيها كل العراقيون الذين غيبهم عملاؤها او تغيبوا لاجتهادهم الخاص وسوء التقدير، وبذلك فان فرص ايران تتناقص يوما بعد آخر في اصعب واهم مشروع لها .. العراق . [email protected]