لا تزال قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق ترابط على مداخل بعض المدن اليمنية، رغم نزول قوات "الحماية الأمنية" التي أنشأتها لجنة الشؤون العسكرية في اليمن لتحل في النقاط والمواقع الأمنية بدلاً عن القوات العسكرية الموالية لأطراف النزاع.. ويرى مراقبون إن الهدف من نشر هذه القوات التابعة للحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي عبدالله صالح، في النقاط الرئيسية أو المستحدثة هو فرض نوع من الحضور والسيطرة لا فرض الأمن والاستقرار.. بينما يقول آخرون إنها تنفذ مهاماً خاصة وتعرقل عمل اللجنة العسكرية وقوات الأمن العام وتسهل تنقل بعض المسلحين من الأفراد والجماعات الموالية لعائلة صالح أو المتحالفة معها.. وعلى مدخل محافظة إب يجد الناس أمراً مثيراً للانتباه رغم مرورهم من العديد من النقاط التي يحرسها "الحرس الجمهوري" أو يتواجد فيها، من العاصمة إلى محافظة تعز مروراً بمحافظتي ذماروإب.. ففي نقطة "السحول" المنفذ الشمالي الرئيس إلى محافظة إب لا يزال جنود الحرس الجمهوري يتواجدون بكثافة إلى جانب جنود "لجنة الحماية" بل ويراقبوهم، وعند النقطة مباشرة لا تزال صورة الرئيس السابق علي عبدالله صالح مرفوعة على اللوحة الرئيسية للنقطة (من الوجهين)، والتي تعتبر بمثابة أول لوحة رمزية عند دخول أية محافظة.. ولا أثر لصورة الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي.. توقفت السيارة بعد النقطة مباشرة، وسأل "نشوان نيوز" جنوداً من لجنة الحماية الأمنية عن سر بقاء أطقم الحرس والصورة المرفوعة فتهربوا من الرد، ثم سأل مجموعة من المارة وأصحاب المحال التجارية المجاورة للنقطة ذات السؤال، فقالوا إن جنود الحرس الجمهوري يحرسون الصورة ويرفضون إنزالها، مؤكدين أن مشادات ومشاكل وقعت على إثر هذه الصورة المستفزة لمشاعر الكثير من المواطنين، ونصحوا بعدم سؤال الحرس عنها أو التقاط صورة.. وكان جنود الحرس الجمهوري قد قاما بقتل اثنين من المواطنين وهما عمار المقرعي" و"عادل صالح المقرعي"، في ذات النقطة في 27 من نوفمبر العام الماضي.. دون أن تتضح بعد ذلك ملابسات ودوافع تلك الجريمة التي أثارت استياء المواطنين ضمن حوادث أخرى، بينها مقتل مواطن آخر في نقطة تفتيش بمنطقة "مفرق ميتم" على يد جنود الحرس.. وقال أحد أصحاب المحال التجارية في نقطة السحول ل"نشوان نيوز": "انظر إلى الطقم الواقف تحت الصورة. هم يحرسوها، وقد رفضوا أوامر حكومية".. وقال سائق سيارة: "لا ندري إلى متى سيحرسوها.. هذه آخر صورة مرفوعة لعلي عبدالله صالح في الجمهورية كلها".. معتبراً أنها ليست إلا دليلاً عارضاَ على "عائلية الحرس".. ونشرت قوات الحرس الجمهوري مع اندلاع الثورة العام الماضي جنودها وأقامت نقاط تفتيش مختلفة بالإضافة إلى قيامها باحتلال النقاط الرئيسية التابعة للأمن المركزي والأمن العام والشرطة العسكرية، ولا تزال لجنة الشؤون العسكرية تواجه صعوبات في رفع الكثير من تلك النقاط، وهو ما يلاحظه الناس في الواقع وتؤكده المصادر الرسمية وغير الرسمية. حيث لا تزال بعض النقاط في العاصمة حتى اليوم تذهب وتعود.. وتقول مصادر محلية إن محافظة إب التي بقيت بعيدة نسبياً عن أعمال العنف والقمع طوال العام الماضي، صارت منذ أشهر هدفاً لمخططات عائلة صالح، حيث أنزلت مجموعات مسلحة بهدف القيام بأعمال تخريبية وتقطعات بعضها لم تزل خلايا نائمة، وبعضها وجد نفسه على الأرض من خلال تقطعات مختلفة تبدأ بافتعال مشاكل بين عصابات وثارات قبلية.. وقد خرجت مظاهرات مطالبة بإقالة مدير الأمن في إب الذي يتهمه البعض بالتواطئ مع الأعمال التخريبية بالإضافة إلى إهمال القضايا الأمنية المختلفة في المحافظة..