ما قامت به مجاميع مسلحة تم إدخالها في شرطة النجدة عن طريق محمد عبدالله القوسي، لتعتدي على الشعب في أهم وزارة ترتبط بالدولة في ذهن المواطن وهي وزارة الداخلية، ويتم نهبها وإهانتها وهي التي بحوزتها وثائق الناس وممتلكاتهم ومعلوماتهم وقوائم المجرمين.. وهكذا دون أي رادع وبزعامة رجل أمن يفترض أنه أقسم بالحفاظ على الوطن وأمن المواطنين وهو محمد عبدالله القوسي الذي اختار أن يكون جندياً لعائلة صالح وأهان الحدا التي استقدم منها بعض البسطاء، وأهلها وأساء إلى مهنته، وبالتأكيد أنه أضر بنفسه كثيراً.. ليست هذه بطولة ولا هي عملية تستدعي القول إن الوزارة كانت مقصرة تماماً وإن عائلة صالح قوية.. إنها وزارة مثلها مثل البلاد التي نحاول انتزاعها من يد عائلة زرعت الألغام كل مفاصل الدولة ونهبت ممتلكاتها، فالأجهزة الأمنية حائرة بين مسؤول يأمر وآخر يأمر بعكسه.. إن ما تم اليوم من اعتداء على قلب ثاني أهم مؤسسة من مؤسسات الدولة هو تهديد وتحدي للرئيس عبدربه منصور هادي، من قبل عائلة صالح ويستدعي الوقوف الحازم أمامه والرد السريع.. وإلا فإن وزارة الدفاع، وقريب منها منزل الرئيس، ستكون الهدف الثاني.. نحن أمام تحدٍ صعب ليس ببعيد أبداً عن مجمل التحديات في البلاد، ولكنه نقطة حاسمة تتجلى فيها الأزمة التي يتحدث عنها الجميع وهي استمرار سيطرة أفراد النظام السابق على بعض الأجهزة الأمنية والعسكرية وقيامهم بممارسة التخريب من داخل هذه المؤسسات.. هؤلاء المسلحون بحسب ما قال لي أحد الضباط في وزارة الداخلية عند تشكيل الحكومة إن القوسي استقدمهم وسلمهم الوزارة قبل أن يدخل الوزير الجديد، ثم قام بنشرهم في المراكز الأمنية لتهديد الضباط الذين يرفضون أوامر القوسي ويريد اعتمادهم رسمياً بوزارة الداخلية ليكونوا قوة مسلحة يأمرها متى شاء بعيداً عن الوزير والوزارة.. كبعض معسكرات الحرس الجمهوري حالياً.. ويبقى علينا أن ندافع عن وزارة الداخلية، ونقول لأولئك إنهم جبناء ولم يقوموا بأي عمل بطولي بل سيطروا على وزارة كانت أصلاً بيدهم وكان يفترض أنهم حراسها، إذ ليس من الصعب أن تجعل مئات المسلحين يقتحمون إحدى الوزارات في أي دولة بالعالم، طالما أن هنالك مئات المسلحين جاءوا في لحظة غير متوقعة.. وإذا كان من عتب على الوزير الجديد فهو لأنه كان بحاجة إلى أن يقوي سيطرته داخل الوزارة بأكبر عدد من الضباط الموالين للوطن والثورة ويقوي حراسة الوزارة حتى لو استدعى الوضع الاستعانة بالوحدات العسكرية الموالية للثورة والرئيس هادي، طالما والعدو هو النظام السابق.. والقضية ليست الداخلية فقط إنما هي انعكاس للوضع برمته، تحتاج إلى قرارت تاريخية قبل أن تجدها عائلة صالح طريقة مثلى لاستعادة السلطة على طريقة ثورة مضادة "تزحف" للمؤسسات.. وربما قصر الرئيس وحصار للعاصمة!.