يثق صالح أن لدى اليمنيين أضعاف ما لدى المصريين لإسقاطه، كما يدرك أن أسباب نجاح الثورة في اليمن ليست محصورة، فبدأ من حيث انتهى مبارك، وقام باختراع أوراق جديدة لإخماد ثورة الشباب، بعيداً عن الشرطة والجيش التي لن تقف في صفه، فلجأ إلى القبيلة والحشد من القبائل المجاورة لصنعاء بتعبئة مناطقية، تزيد النار اشتعالاً وتنذر بانقسامات وسط الجيش والأمن وتفقد صالح الكثير من حلفائه. .. فيما يشبه ما قام به الإمام يحيى حميد الدين أوائل القرن الماضي عندما استجار بالقبائل لإخماد الثورة في تعز وإب والزرانيق في الحديدة، "ألا يا اهل الحدا يا أهل آنس.. عشاكم البلاد المفسدات".. تفرغ صالح مباشرة بعد ثورة مصر وقام بلقاءات مع القبائل المحيطة بالعاصمة وتم توزيع مبالغ مالية عليها وعلى عصابات الحارات والتقطع لتخيم في ميدان التحرير للحيلولة دون تطور ثورة الشباب.. العاصمة تضج بالبلاطجة المزودين بالسلاح الأبيض والمسدسات والمدعومين بعناصر من الأمن القومي والحرس الجمهوري يحملون صور صالح ويهتفون بحياته، فقد شهد اليوم أحد الشوارع المتفرعة من جامعة صنعاء القديمة باتجاه شارع هائل اشتباكات عنيفة بالحجارة بين الطلاب الذين تظاهروا بالمئات والبلاطجة الذين يتم إحضارهم إلى جوار الجامعة لتفريق المظاهرات.. فيما وقفت قوات الأمن على الحياد، لكنها لم تمنع البلاطجة من التقدم نحو الطلاب، على العكس قامت بمنع الطلاب من الوصول إلى شارع الزبيري.. وهتف الشباب في وجه الجنود "يا عسكري يا مغوار.. افتح الباب للأحرار". كما هتف الطلاب والناشطون الذين لم يلحظ فيهم أي تواجد للأحزاب بسقوط صالح وأكدوا على ضرورة رحيله، فيما هتف أنصار صالح "بالروح بالدم نفديك يا علي"، وتلفظوا بالألفاظ السوقية والمناطقية على المتظاهرين واعتدوا عليهم بالضرب بالعصي وبعضها حديدية.. أحد المتظاهرين من كبار السن انهال عليه البلاطجة بالضرب وأصيب في رأسه وهو من محافظة تعز ما اضطر بعض الشباب للاجتماع حوله والدفاع عنه .. وهو الموقف الذي رفع من حماسهم وتعهدوا بالثورة حتى النصر أو الموت. وهو ضمن العديد من الطلاب الذين اسعف بعضهم للمستشفى. لم يقرأ صالح.. أو أن بطانته هي من سيعجل برحيله.. وأحداث صنعاءوتعز وعدن والبلطجة التي لجأ إليها الحزب الحاكم ، أثبتت أن ما يوجد الآن ليس نظاماً سيدافع عن نفسه، وإنما عصابات مناطقية وبلاطجة ومراكز قوى، ستنهار بصمود الشباب الذين لا يمثلون أي حزب، وإن حضر بعض الناشطين فإنهم حضروا بصفة شخصية.. وستكون الثورة اليمنية حسب بعض المتظاهرين هي النموذج الأبرز الذي يفاجئ العالم. صور من مظاهرات اليوم: بلاطجة يرشقون الطلاب بالحجارة والمتظاهرون يردون.