خرج الآلاف من المتظاهرين في اليمن لمطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي ونددوا بالفساد الإداري ، في الوقت الذي يسيطر فيه الحزب الحاكم على ميدان التحرير بصنعاء تخوفاً من تكرر السيناريو المصري خصوصاً مع الارتباط الوثيق في العلاقة بين الشعبين والدولتين.. ففي العاصمة صنعاء خرج الآلاف من الطلاب الجامعيين والناشطين والحقوقين في مظاهرة حاشدة انطلقت من أمام جامعة صنعاء باتجاه الخط الدائري وحاول المتظاهرون الوصول إلى ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة على الإطلاق والمجاور للقصر الرئاسي، لكن الشرطة أقامت الحواجز والأسلاك الشائكة وحالت دون وصولهم إليه.. وأثناء عودة المتظاهرين إلى الخط الدائري ومحاولاتهم الاعتصام في جولة "الرويشان" القريبة من أهم الأحياء الراقية في صنعاء، فوجئ المتظاهرون بالعشرات من البلاطجة بالزي المدني والجاكتات العسكرية وهم يحملون العصي والهروات الحديدية بالإضافة إلى العشرات من جنود الأمن المركزي وجنود الأمن العام لتفريق المتظاهرين.. حيث قام البلاطجة بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب المبرح وصرخوا السب والألفاظ السوقية عليهم، واعتدوا بالضرب المبرح على الزميلة والناشطة والحقوقية سامية الأغبري ما أدى إلى إصابتها بالإغماء نقلت على إثرها إلى المستشفى، كما تعرض الكثير من الناشطين والطلاب للضرب. كان ذلك قبل أن تقوم الشرطة بملاحقة المتظاهرين بعد تفريقهم من قبل البلاطجة لتعتقل العشرات منهم، بينهم كاتب هذه السطور (مندوب تحرير نشوان نيوز ) ومصادرة الصورة التي التقطها لأعمال الاعتداء على المتظاهرين، وكذلك اعتقل المحامي والناشط الشبابي خالد الأنسي وغيرهما بالعشرات، لكنها أفرجت عن العديد منهم بعد التحقيق معهم في أقسام الشرطة.. واعتقل العديد من الطلاب بتهمة "سرقة التلفونات" في محاولة من قبل الأمن القومي للتشويش على بقية المتواجدين. من جهته أحكم النظام السيطرة على ميدان التحرير، وحرس نفسه بالأسلاك الشائكة، بعد أن نصب فيه الخيام منذ أيام وملأه بعناصر من الحرس الجمهوري والحرس الخاص بالزي المدني وكذلك عناصر الحزب الحاكم رافعين صور الرئيس صالح، وهو ما وصفه أحد المواطنين متحدثاً ل"نشوان نيوز".. ساخراً.. إن المتظاهرين في ميدان التحرير يهتفون "الرئيس يريد إسقاط الشعب"، باعتبار الشعار السائد في العالم العربي هو "الشعب يريد إسقاط النظام أو الرئيس".. فقد لجأ النظام إلى التشويش على الرأي العام واستخدام المظاهرات المضادة والبلاطجة والسيطرة على ميدان التحرير تخوفاً من تكرار السيناريو المصري. أما في تعز الحالمة فبحسب التقارير الصحفية فقد استمرت المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام صالح بمشاركة الآلاف منذ يومين ما اضطر الحزب الحاكم إلى الاستعانة بالبلاطجة واعتقال قرابة 30 متظاهراً.. وتقول الأنباء أن المظاهرات لا زالت متواصلة.. كذلك خرج المئات من الشباب في مدينة الحديدة إلى أمام حديقة الشعب ونفذوا اعتصاماً للمطالبة برحيل صالح.. يشار إلى هذه المظاهرات هي شبابية وشعبية خالصة ولم تشارك فيها أي الأحزاب المعارضة رغم وجود ناشطين في صفوف المظاهرات لكنهم يشاركون بصفة شخصية لا حزبية. كما يتوقع أن تستمر في الأيام القادمة.