بعد نجاح ثورة مصر في إسقاط نظام حسني مبارك، وقوف الجيش المصري على الحياد، بادر نظام الرئيس علي عبدالله صالح إلى البلطجة كسياج أخير لحماية نظامه الذي لا يستطيع إجبار الشرطة على قمع المتظاهرين.. كما أنه النظام الأضعف في المنطقة حيث لا يسيطر على كامل الأراضي اليمنية. من أجل ذلك تحولت صنعاء إلى عاصمة للبلطجة والفساد واكتظ ميدان التحرير في صنعاء بقبائل الرئيس وحلفائه القريبين من العاصمة، ووزع الحزب الحاكم مئات الملايين على عقال الحارات ووكلاء الحزب التقليدين في المناطق المحيطة بالعاصمة.. لتصبح ثورة اليمن هي حرب النظام على الثوار. ظهر اليوم الاثنين هاجم العشرات من البلاطجة وبعضهم من المعروفين للطلاب وهم من قادة العصابات في الحارات وقطاع الطرق.. هاجموا الطلاب عند بوابة جامعة صنعاء وقاموا بالاعتداء على المعتصمين الذين يحملون الأقلام والورود ويطالبون بإصلاح الأوضاع وتغيير النظام.. بلطجية صالح حضروا برفقة قيادي في الحزب الحاكم وضباط مأجورين حاملين العصي والسلاح الأبيض واعتدوا على المعتصمين بالضرب بالعصي وقذفوا الطلاب والجنود من الشرطة الراجلة والحرس الجامعي بالحجارة وقاموا بالاعتداء على سيارات المواطنين، وقد نجح حرس الجامعة في إغلاق البوابة أمامهم لكنهم استمروا بقذف الحجارة إلى داخل الجامعة. وحسب شهود عيان فقد قاموا بالدعس على العلم الوطني وقاموا بسرقة الهواتف المحمولة على الطلاب.. كما منعوا "نشوان نيوز" من التصوير عن قرب، وأكدوا أن لديهم تعليمات بأخذ كاميرات وجوالات من يقوم بتصويرهم.. وفي هذا الصدد قام البلاطجة بالاعتداء على مراسل موقع "مأرب برس" الزميل ماجد الشعيبي وقاموا بأخذ كاميرا التصوير منه. وحمل البلطجية صور الرئيس علي عبدالله صالح هاتفين: "ما لنا إلا علي"، وردوا على المعتصمين بقولهم "الرئيس يريد تغيير الشعب"، قبل أن يقوم القيادي في الحزب الحاكم بتوزيع مبالغ ماليه عليهم، وأكد شاهد عيان أنهم اعتدوا على دكتورة في الجامعة أثناء خروجها وضربوا سيارتها بالعصي وهتفوا في وجهها "الوحدة.. الوطن.. ما لنا إلا علي".. مع أنها لم تكن سوى من المارة.. وطالب الطلاب وزارة الداخلية بتحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن وأكد العديد منهم الذين تحدثوا ل"نشوان نيوز" أن أعمال البلطجة لن تؤدي إلا لتثبيت إيمانهم بضرورة تغيير النظام وتقديم أرواحهم في سبيل اليمن . واستنكروا عدم قيام الداخلية بملاحقة البلاطجة وتركهم يعبثون بالأمن. ولم يقم الطلاب بالرد أو الاشتباك مع البلاطجة. في هذه الأثناء يسيطر الحزب الحاكم وبلاطجته على ميدان التحرير منذ أيام ويقومون بتوزيع المبالغ المالية لبعض من يحضر معهم هناك. فيما يتم توزيع البلاطجة على أي منطقة يسمع فيها عن تواجد للمتظاهرين المطالبين برحيل صالح. ويشارك في أعمال البلطجة عناصر من الحرس الجمهوري والحرس الخاص والأمن القومي بالزي المدني، وقد شوهد أمس الأحد عشرات البلاطجة يحملون الأجهزة العسكرية ويستقلون سيارات حكومية.. فيما تقف الشرطة على الحياد وتبادر لاعتقال وضرب المتظاهرين المعارضين فقط. ويقول متظاهرون وناشطون إن مخطط البلطجة في مصر كان بنصيحة من الرئيس صالح قدمها لزميله مبارك، باعتبارها أسلوب استخدمه الحزب الحاكم في اليمن منذ اندلاع المظاهرات بعد سقوط بن علي في تونس، لكن مبارك لم يكن يمتلك القدر الكافي من البلاطجة لقمع المظاهرات.. وهو ما يحاول نظام صالح إثباته في اليمن ، عن طريق البلطجة رفيعة المستوى.. من صور اليوم: بلاطجة يحملون صور صالح وهم يحاولون اقتحام الجامعة بعد أن أغلق الحرس البوابة أمامهم: بلاطجة يحملون العضي ويطاردون المتظاهرين الطلاب بالقرب من بوابة الجامعة: طلاب وناشطون يعتصمون للمطالبة برحيل صالح