ربما يكون مونديال روسيا 2018 هو الاكثر متعة في تاريخ بطولات كأس العالم. وبصرف النظر عن قناعتنا ان كانت فرنسا استحقت التتويج او لا، فالواضح انها امتلكت ثلاثة عناصر يحتاجها اي منتخب لتحقيق بطولة، وهو النجاعة وتكامل عناصرها، والتنظيم الدفاعي الجيد؛ اضافة الى وجود نجوم حاسمين ومهاريين من طراز عالي؛ جريزمان، بوجبا، امبابي. وخلال البطولة، شاهدنا وفرة من المباريات الممتعة التي قلما نشاهدها في أي كاس عالم. ثم انها البطولة التي حطمت سطوة الفرق الكبيرة. لعل خروج المنتخبات الكبيرة مبكراً ساعد على ايقاع ممتع؛ الجموح الذي يقتله جبروتها لفرض ايقاعاً يحد من التدافع. ولعل هذا لاحظناه في عدد من لقاءات فرنسا؛ اذا استثنينا مواجهتها امام الارجنتينوكرواتيا؛ وهي ظهرت بالثوب المقنع كبطل منذ مباراة الاورجواي. في البدء؛ قلنا يالها من خسارة عدم مشاركة ايطاليا، ثم تحدثنا عن خروج مذل للمنتخب الالماني وعروض هشة للارجنتين، وبهرجة عشوائية للبرازيل. لكننا استمتعنا لما هو اكثر من تلك الأسماء الكبيرة. شاهدنا جموحاً واثارة في مواجهات فرق بلا تاريخ كبير؛ لقاء كرواتياوروسيا، امتعتنا فرق صغيرة مثل اليابان وكوريا، حتى تلك المنتخبات التي لم تفعل شيء سوى التواجد العابر. لا استطيع ذكر كل المباريات المثيرة والممتعة؛ لقاء البرتغال واسبانيا، والارجنتينوفرنسا كأفضل لقاءين. لقاء المانيا مع السويد والمكسيك. وفي الأخير؛ انتصر التحفظ الفرنسي؛ مع هذا لن ننسى تلك السطوة الجامحة لفريق غني بنجوم في كل المراكز؛ ولا تقل جودة دكته الاحتياطية عن اللاعبين الأساسيين، حتى جيرو الذي لم يسجل كان له دوراً تكتيكياً هائلاً. واذا عدنا لتبرير ديشامب المدرب الفرنسي، فان التحفظ على علاقة بخسارة نهائيين في 2006، ومؤخراً لعبه معظم لاعبي الجيل الحالي في نهائي اوروبا 2016. فالمفاجآت في هذا المونديال لم تخلق بطولة متواضعة كما في 2002. لعل حضور البلد المضيف يخلق بعض سمات البطولة، وهو ما اراه مسبقاً، بأننا سنشهد بطولة ضحلة في قطر 2022. ليس انتقاصاً من قطر، لكن دعونا نتمنى حدوث استثناء يمنح البطولة زخماً في الملاعب، ولن ننظر الى خارج الملاعب؛ وارتفاع درجة الحرارة الذي تنخفض معه اللياقة البدنية والحضور الذهني. من صفحة الكاتب