لوحظ في اليومين الأخيرين قيام زوار من أنصار ما اتفق على تسميته ب"الحراك الجنوبي" في اليمن الذي ينادي بتشطير اليمن والعودة به إلى ما قبل الثورة اليمنية سبتمبر 1962 – أكتوبر 1963.. لوحظ قيام هؤلاء بإرسال تعليقات وردود جاهزة بطرق مختلفة على الأخبار والكتابات في المواقع الإخبارية والمنتديات.. ويقول المشرف الفني ل"نشوان " إن الردود والتعليقات كانت تأتي بنفس الصيغة مع تغيير بسيط في السطر الأول والثاني وأحياناً في أماكن متعددة داخل النص على مواضيع مختلفة حيث تتخذ الصيغ الجاهزة مواقف سياسية تبدو عمل تنظيمي يهدف أصحابه إلى استعطاف الرأي العام المحلي والعربي والغربي ويتخذون أساليب عاطفية قوية تتحدث عن ظلم وإقصاء وتمييز مزعوم يمارس من قبل النظام اليمني ضد أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.. وحتى من قبل اليمنيين الذين كانوا تحت حكم نظام الشطر الشمالي قبل قيام الجمهورية اليمنية 1990. تُظهِر التعليقات أصحاب هذه الآراء على ثقافة عالية وإحساس عميق بالمسؤولية وممثلين لكل مواطن في جنوب وشرق اليمن دون استثناء.. كما تسد الطريق أمام أي حلول دون التشطير.. والحق أن المثقف والمحب لوطنه لا ينادي أبداً بالتشطير بل يسعى لإصلاح الأوضاع بالطرق المشروعة التي لا تضر بالثوابت الوطنية العليا المتعارف عليها بين الشعوب.. وإلى ذلك فإن هذه النصوص الجاهزة تقوم بالتأصيل الديني للانفصال وتحرص على عدم الإساءة إلى أي أطراف محلية ودولية ولا تطالب بإصلاح الأوضاع المختلة.. بل تشدد على الانفصال. ونقتبس من نافذة إدارة التعليقات على سبيل المثال هذه الصيغة: (1) ( إقتباس ) على الكاتب عندما يبدأ الكتابة ان يكون انسانا واقعيا لا انحيازيا المهم ان يخاف على الوحدة كما يخاف على ولدة وحدقةعينيه ..ليس بالضرورة ان نثحدث عن الجنوب او اشمال طالما ونحن اريضينا بوحدة حقيقية ثايثة ومتجذرة الى ابد الابدين الجنوب كان جميلا بعيون كثيرين والشمال كان اجمل يعيون كثر لافرق المهم كيف علينا ان نحاغظ على الوحدة وان لانقرأ مرة اخرى مثل هذه الكلمان حيث يخاطب احد الجنوبيين اخا له من الشمال بالقول ..(( لم تولد جنوبيا ابدا لكنك لو ولدت جنوبيا ستعرف بما نعاني ستعرف .. لم تذهب الى البريد وعمرك 35 سنه ومنذ عشر سنوات وانت تستلم معاشك التقاعدي تخيل اني متقاعد من وزارة الانشاءات وعمري 25 عام لست وحدي هناك مئات من الجنوبين في مرفقي والالاف الجنوبين في مرافق اخرى تخيل انهم يخيروك مابين مليون ريال او معاش شهري 18000 الف وتاتي الان تكلمونا عن الوحدة الوحدة ماتت في قلوبنا .. انتم تتكلمونا لسبب بسيط لا تعانونا ما نعاني جرب .. لاسبوع واحد واجعل من نفسك جنوبيا ,, وادهب لتقم بمعاملة ما في احد المرافق .. انظر بما ستجده من معاناه وتعب وارهاق وحقد لكن لو رجعت لطبيعتك الشمالي .. ستجد حسن المعاملة هكذا نحن نعاني من كل شيء في قلبي غصة غصة كبيرة ان تعود للبيت فارغا وتخرج مليء بالهموم والبكاء احدالادراين الشماليين في الخدمة المدنية في عدن واسمه حسان قال لصديقي الباحث عن وظيفة : نحن لدينا خطة في توظيف الالاف الشماليين في عدن خلال الخمس السنوات القادمة وحسان عمره 26 سنه وموطف منذ ثمان سنوات وصديقي يكبرني بسنتين خريج جامعي ودون وظيفة هكذا نحن في الجنوب نعاني نكبر ونشيب والغصة في قلوبنا )) (2) ( إقتباس ) تكونت جمهورية اليمن الديمقراطية من 24 مشيخة وسلطنة وكانت تجربة توحد المشيخات ناجحة ولم يحصل ان ان بنى عدنى بيت فى المكلا 0 باعتبار ان الارض حق اجتماعى موروث لسكانة - ولكن بعد الوحدة اليمنية هانحن نشاهد اغتصاب الاراضى من المتنفذين من الشمال - وعندما كلفت الرئاسة كل من عبدالقادر هلال والدكتور باصرة رفعواا تقريرهم المشهور حددوا 15 متنفد هم المتسببين فى الاستيلاء على الاراضى والمزارع واختفى هذا التقرير وبدلا ان تقف السلطة مع شعبها وتحاسب المتنفذين ال15 وقفت مع المفسدين -لقد تزامنت وحدتنا مع الوحدة الالمانية -- فمع الوحدة الالمانية اعتمدت المانيا الغربية لالمانيا الشرقية 60 مليار دولار ونصف مليون وظيفة للنهوض بالمانيا الشرقية ولكن عندنا فى اليمن -- طرد جميع العسكريين من اعمالهم وعشرات الالف من الموظفين واستولواعلى الثروة -- والاسواء من ذلك انهم جلبوا عشرات الالاف من الامن السياسى لمراقبة الجنوبيين ( هل هذة الوحدة) لايوجد شمالى على الاطلاق فى الداخل او الخارج الا هو متمسك بالوحدة ياترى لماذا يقولون مستعدين ان نموت من اجل الوحدة يقولون سننقل الحرب من بيت الى بيت -- المسالة فى نظرهم اغتصاب -- اما الجنوبيين كلهم فى الداخل والخارج يريدوا الانفصال السلمى السلمى --- انهم كفروا بالجنوبيين عندما احتلونا -- وهم الان يحتقرون 2 مليون ليحاربونا فى بيوتنا -- الاجذر يكم ان تحاربوا المفسدين تحاربوا القات تحاربوا السرق --- نحن الجنوبيين اول من رفع شعار الوحدة واول من تقبلها وتقبلنا كل العمالة اليمنية التى زحفت لتشتغل فى المشاريع ------ ولكن لالاسف تحولنا نحن الان الى عبيد - عندما ذهب ابن عمى لكى يشتغل فى محافظة فى احد المشاريع طردوة بحجة ان لايشتغل احد الا من المحافظة نفسها بينما فى المكلا مثلا الاف العمال من محافظات الشمال لهم الاولوية فى العمل -- ان السلطة لا تقدر ان تمنع متنفد من اقفال سجنةفى الشمال ولكنها على الجنوبيين تستخدم كل شى ولايظهر القانون الا على الجنوبيين-- ان العرض العسكرى الذى اقيم فى 22 مايو من هذا العام موجة الى الشعي فى الجنوب -- فهم يقولون كم حققنا الوحدة بهذة الالة العسكرية سنسحق الجنوبيين بهذة الالة العسكرية ان الشعب فى الشمال نكن كل الاحترام ومكن يظل هذا السؤال لماذا الوحدة او الموت ولماذا متمسكين بالوحدة ---مؤكد ال 20 مليون سيقتل ال2 مليون الخ الخ... والصيغ السابقة استخدم كل واحد منها على موضوع مختلف، ومن يتابع المواقع الإخبارية ومواقع الصحف والمنتديات سيجد أن مثل هذه الردود جاهزة استخدمت مع تغييرات في بداية أو وسط أو نهاية النص للتأثير على زوار المواقع الذين هم من كل بلدان ومن كل أطياف العالم .. والحقيقة أنها افتراءات، وإن كان هناك ظلم فهو لا يفرق بين المواطنين في أي جهة.. والمفسدين والمتنفذين كما هو واقع الحال هم من جميع مناطق وأحزاب وأطياف الشعب اليمني. ويمكن استخلاص أن 90% من الحراك في اليمن هو حراك على شبكة الإنترنت وانفصال على شبكة الانترنت، واليمن شعبين على شبكة الانترنت.. لكنه وبنسب مختلفة يؤثر على السياسة وعلى الرأي العام البريء. وكذا يمكن استخلاص أن هذا الحراك الذي يدعو إلى التشطير وليس إلى إصلاح الأوضاع هو مشروع منظم يريد أن يحكم.. ولم يكن يوماً مشروع عامة الشعب في أي بلد في العالم هو الحكم، لأن الشعب يسعى دائماً إلى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة. رياض الأحمدي _________ نشوان - خاص
