توقعت مصادر دبلوماسية وعسكرية استمرار المعارك التى تخوضها السعودية واليمن ضد الحوثيين لأسباب قد تكون مختلفة ما بين الرؤية العسكرية والسياسية حيث يرى الخبير الاستراتيجى محمود خلف أن طبيعة مسرح العمليات تحتاج لنظم قتالية واستخباراتية عالية. واقترح بأن يطلب اليمن رسميا عبر الجامعة العربية أن تمد السعودية اليمن بهذه القدرات القتالية خاصة أن السعودية استطاعت عزل المناطق الحدودية فقط فيما ذهبت رؤية دبلوماسى يمنى إلى أن المعركة معقدة وحلقاتها متشعبة محليا وإقليميا ودوليا- مشيرا إلى دخول القاعدة بقوة فى هذه المعركة. بداية أوضح دبلوماسى يمنى أن المعركة التى يخوضها اليمن ضد الحوثيين أصبحت معقدة لأسباب منها- تقديرات غير دقيقة لأعداد الحوثيين- وتحالف القاعدة مع هذه المجموعات المدعومة من البحر من قبل قوى إقليمية. وحصول الحوثيين على السلاح مجانا- استمرار أزمة الملف النووى الإيرانى- وجود دور إسرائيلى عبر جزيرة دهلك التى استأجرتها فى ارتيريا وعملت بها أكبر قاعدة تجسس فى المنطقة- استخدام الأحباش والصوماليين فى توصيل السلاح للحوثيين. وأضاف أن إخواننا الشيعة «الحوثيين» يظنون أنهم بنهاية المعركة سوف تتفاوض معهم الحكومة وربما يمثلون فى البرلمان والحكومة واعتبر هذا الهدف الحوثى سببا فى إطالة أمد المعركة لأنهم إذا خسروا فلن يحصلوا على شىء. وقال إن الأمور معقدة جدا ومتداخلة ولم يعد الأمر بين السعودية واليمن لأن هناك قوى كبرى مستفيدة وتساءل هل تستطيع الدول الكبرى فى الوطن العربى أن يكون لها دور حاسم خاصة مصر والسعودية؟. واعتبر أن الدور المصرى يعد الأكثر قبولا بعدما أصبحت السعودية طرفا فى المعركة. واقترح أن يكون لمصر دور من خلال تشكيل وفد من الأزهر ومجموعة من العلماء للتدخل سياسيا لدى الحوثيين وإيران وأن يكون هناك ممثل من الحكومة اليمنية وممثل من الحوثيين- للعمل على وقف إطلاق النار وإيجاد منطقة معزولة- أى يتم عزلها عن الحرب وتحويلها إلى مناطق للتنمية والبناء والإعمار خاصة أنها تفتقد حتى للبنية الأساسية. وأضاف المصدر اليمنى أن الحكومة اليمنية تبذل كل الجهود والرئيس اليمنى يتمتع بالحكمة لكن الأوضاع الراهنة قاسية خاصة فى ظل التحرك الجنوبى الراهن- الذى تحول إلى عمل سياسى محدد حيث يطالب بالحد الأدنى «حكم ذاتى» والحد الأعلى- الانفصال إذا لم تحل مشاكله. وحذر المصدر اليمنى من الوصول إلى مرحلة العصيان المدنى- وتوقع مشاكل سياسية حادة فى اليمن مشيرا إلى انضمام القاعدة إلى المعركة واستغلالها لهذه الأوضاع. ولفت الانتباه إلى دعوة الرئيس اليمنى على عبد الله صالح خلال عيد الأضحى لحوار تحت قبة مجلس الشورى يدعى إليه كل الأطراف دون استثناء أى بما فى ذلك الجنوبيون والحوثيون ولكن تحت شعار- الوحدة الوطنية والنظام الجمهورى وهما شرطان موجهان للجنوبيين والحوثيين الذين يرغبون فى تحويل النظام إلى ملكية. وأضاف المصدر اليمنى- أن دعوة الرئيس صالح لم يعلق عليها أحد. وأن الجميع مازال يترقب نهاية المعركة.. وقال إن المعلومات الواردة عن سقوط القائد الميدانى للحوثيين فى حرف سفيان. مازالت متضاربة وبالتالى فمن السابق لأوانه الحديث عن حسم عسكرى قريب للمعارك. وحول الأدوات التى تحتاجها المعارك النظامية التى يقودها الجيش اليمنى والسعودى ضد الحوثيين أوضح الخبير الاستراتيجى والعسكرى محمود خلف أن حسم المعركة يحتاج إلى دعم نيرانى ومساعدات قتالية لليمن بمعنى أن تطلب اليمن رسميا من السعودية وعبر جامعة الدول العربية مساعدات قتالية لمدة شهر أو اثنين وأضاف أن هذا الحل بدأ متأخرا وكان من المفروض أن تقوم به اليمن منذ عامين. واعتبر أن معركة الطيران بمفردها غير كافية- لحسم المعركة مؤكدا على أهمية نظم استخباراتية قوية على عزل المناطق الجبلية عن منافذ الإمداد. واستبعد وجود ما يسمى بالقاعدة فى هذه المعارك مؤكدا أنها اختراع أمريكى وأن ما يوجد على مسرح العمليات فى اليمن عناصر إرهابية تستفيد من الأراضى الوعرة. وأشاد بالحصار البحرى الذى تفرضه السعودية وقال إنه يساعد القوات اليمنية فى الكفاءة القتالية كما تحدث عن الإدارة الناجحة للسعودية فى المعركة من خلال عمل حزام نارى على خط الحدود إضافة إلى تعامل الطيران السعودى المزود بالاكتشاف الليلى للهدف الذى ساهم كثيرا فى منع الحوثيين من دخول الأراضى السعودية. وقال أتصور أن يطلب اليمن مساعدة لقوات قتالية وأجهزة وطائرات حديثة فى السعودية خاصة أن السعودية لم تدخل إلى العمق اليمنى لمطاردة الحوثيين واكتفت بعزل خط الحدود وبالتالى بقيت المشكلة داخل اليمن والتى إذا تركت على ما هى عليه سوف تأخذ شهورا طويلة من الاستنزاف حتى للقوات النظامية وانهاك قدراتها القتالية وقال إن الحل الوحيد لحسم المعركة تقديم السعودية لمساعدات قتالية ونظم معلوماتية وأجهزة عكسرية متطورة تنهى فى خلالها مطاردة هذه العصابات الإرهابية. ومع كثرة الاجتهادات والتحليلات إلا أن المعارك لا تزال تدور وبعنف فى مدينة صعدة شمال اليمن بعد سيطرة السعودية على جبل استراتيجى حدودى مع اليمن «جبل الدود» حاول الحوثيون تركيز هجماتهم فى اتجاه محاولات لدخول القصر الرئاسى فى صعدة ولكن الحكومة اليمنية تعاملت مع هذه المجموعات التى تدربت على فنون الفر والكر والتى تحاول فك الحصار الذى فرضته الحكومة اليمنية على الخلايا الحوثية فى مدينة صعدة القديمة.