أكد رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي الرعاية التي توليها الدولة لقطاع التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي بالنظر إلى الأهمية التي يكتسبها هذا القطاع في رفد المجتمع بالكوادر المتعلمة والمؤهلة نظرياً وعلمياً في مختلف فنون العمل التربوي والتعليمي والبحث العلمي بما يخدم قضايا التنمية ومخرجاتها في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأشار رئيس مجلس النواب لدى تدشينه يوم أمس السبت مشروع منحة الصالح التعليمية لتنمية المهارات الإبداعية إلى المنجزات الوطنية التي تحققت في مجال التعليم العام والمتوسط والثانوي والفني والعالي. ولفت إلى مخرجات التعليم في مختلف المراحل مقارنة بسنوات ما قبل الوحدة والجمهورية والثورة والتي تبرز معالمها ورموزها في ربوع الوطن اليمني في الريف والحضر حيث تنتشر المدارس والمعاهد والجامعات في كل أرجاء الوطن. وأشار رئيس مجلس النواب إلى الأرقام العالية التي تحظى بها موازنة التربية والتعليم والتعليم العالي في ميزانية الدولة تقديراً لهذا القطاع وما يعلق عليه من آمال كبيرة لحياة المجتمع وتقديرا عالياً من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي دأب على الاهتمام بقضايا التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي ورعاية الشباب ودعم أنشطتهم في مختلف المجالات. جانب من الحضور وأوضح رئيس مجلس النواب أمام الشباب والشابات الحاضرين في هذا الحفل والمستفيدين من منحة الصالح التعليمية المشهد السياسي الراهن لبلادنا.. منوهاً بالحوارات السياسية التي جرت بين الأحزاب والتنظيمات السياسية خلال الفترة الماضية والقضايا التي تناولتها تلك الحوارات وما أسفرت عنه من نتائج. وأشار إلى أن التعديلات الدستورية قد جرى الحديث عنها منذ فترة طويلة بين تلك القوى السياسية وانتقلت إلى مجلس الشورى الذي يتكون من ممثلي معظم الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية.. مبينا أن مجلس الشورى قد أعطى تلك التعديلات جانبا كبيرا من النقاش بما يخدم مصلحة الوطن وتطوير النهج السياسي لبلادنا. وأفاد يحيى الراعي أن تلك التعديلات وقفت عليها الحكومة فيما بعد وأثرتها بما يلبي مصالح الوطن والشعب اليمني الأبي. كما أشار إلى أن دور مجلس النواب هو استخلاص المواد والأحكام الدستورية المطلوب تعديلها في الدستور النافذ بما يستجيب للمناقشات السابقة والملاحظات المطروحة حولها من كافة الجهات والأشخاص وتقدم نواب الشعب وفقاً للصلاحيات الدستورية بمشروع تعديل إلى المجلس أقره من حيث المبدأ وأحاله إلى لجنة برلمانية خاصة لدراسته وتقديم النتائج بما يتم التوصل إليه، إلى المجلس باتجاه تطوير النظام السياسي والنظام الانتخابي وتوسيع صلاحيات الحكم المحلي وترسيخ مفردات العملية الديمقراطية وإعطاء المرأة مكانة أوسع في المجتمع وتعزيز دورها في مواقع صنع القرار. وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن نواب الشعب قد تحملوا مسئوليتهم الوطنية وقاموا باستكمال التصويت على مشروع قانون الانتخابات المعدل وترشيح اللجنة العليا للانتخابات بما يمكن البلاد وجماهير الشعب قاطبة من ممارسة حقهم الدستوري في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في شهر ابريل من العام الجاري. وأكد يحيى علي الراعي أهمية التدريب والتأهيل المستمر الذي يقوم به المركز الكندي للتدريب وتنمية القدرات في إطار برنامج الصالح لتنمية المهارات الإبداعية للقيادات الشبابية بما يسهم في الارتقاء ببناء قدرات ومهارات الشباب بكافة شرائحهم..معتبرا أن التدريب والتأهيل هو العنصر الأساسي في التنمية بكافة جوانبها. وأشار إلى أن القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تولي الشباب المكانة الكبيرة في السياسات العامة للدولة وبرامجها التنموية المختلفة لما لذلك من أثر فعال في التغلب على كافة التحديات السياسية والتنموية والثقافية. وأشاد بجهود المركز الكندي للتدريب وتنمية القدرات الذي يمد جسور التعاون مع العديد من المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ولجهوده المبذولة من اجل خلق قيادات شابة متطورة في حياتها العملية والتعليمية.. متمنياً ترجمة نتائج التدريب والتأهيل في الواقع العملي بالشكل الذي يلبي طموحات ومتطلبات النهوض بمستوى العمل الإداري والفني والأكاديمي. وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن الإنسان القادر على التعامل مع المتغيرات الحديثة هو أساس النجاح في ظل القوى البشرية المتعلمة والمؤهلة..لافتا إلى أن هذا لن يأتي إلا بالتدريب والتأهيل المستمر وبطريقة مواكبة لتطورات العصر الحديث. كما ألقى عميد المركز الكندي للتدريب وتنمية القدرات إسماعيل حمود الجبري كلمة أشار فيها إلى أن بناء الوطن واجب وطني مقدس يتحمله الجميع، ولا ينال شرف استحقاقه إلا المخلصون من أبناء الوطن، فضلاً عن كونه مسئولية جماعية تكاملية تحتاج إلى تضافر الجهود وشحذ الهمم من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة في طريق النماء والازدهار. ولفت إلى أن كادر المركز الكندي التعليمي والإداري يؤمن أن الولاء للوطن ضرورة إنسانية تحقق للفرد والمجتمع تماسكه واستقراره وتقدمه، وهذا يتطلب من الجميع إظهار الجوانب الإيجابية في تاريخ الوطن وحاضره، وتنمية روح التضحية من أجل استقراره وسلامته، والمساهمة في جعل المواطنة لقاء لكل أنواع التعددية الثقافية والفكرية والتعامل مع المجتمع بشفافية. وأكد الجبري أن معيار الالتزام بالولاء الوطني ليس مسؤولية حاكم ولا محكوم فالجميع شركاء فيه لأن الولاء يتجسد في السلوك والتعامل وترجمته في الواقع بمشاعر الاعتزاز والانتماء إلى الوطن وأن نضع في الاعتبار أن الحوار خيار حضاري لحل كافة القضايا تحت سقف الدستور والقانون والالتزام بالثوابت الوطنية، داعيا إلى أهمية أن يدرك الجميع حكاما ومعارضة أن مصلحة اليمن فوق كل الاعتبارات، وان يسعى الجميع إلى الإيثار والتضحية والدفاع عن الوطن وعن سمعته وبذل الغالي والنفيس في حماية مقدراته من أي عبث أو محاولة للنيل من أمنه واستقراره وكرامته وسيادته. وقال مدير المركز الكندي للتدريب وتنمية القدرات : من هذا المنطلق وتحت شعار «من الأقوال إلى الأفعال» قام المركز الكندي بإعداد وتنفيذ برنامج الرئيس الصالح لتنمية المهارات الإبداعية للقيادات الشبابية الرامي إلى تعزيز العمل المؤسسي للمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني من خلال إعداد وتنفيذ برامج ومشاريع بناء القدرات المؤسسية المعرفية والقيادية والثقافية المجتمعية وغيرها من البرامج، حيث جاء هذا البرنامج ليترجم المبادئ التي يؤمن بها المركز من خلال المساهمة في تحقيق تنمية شاملة تنسجم مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في المجالات العلمية والعملية المختلفة. وأشار الجبري إلى أن هذا البرنامج يستهدف أهم شرائح المجتمع وهم الشباب، فالشباب هم محرك الحياة في مجتمعاتهم وقادتها ومطوروها ومجددوها، وهم طليعة أي مجتمع، وعموده الفقري، وقوته النشطة الفاعلة والقادرة على قهر التحديات وتذليل الصعوبات وتجاوز العقبات بما يملكون من مقومات خاصة بالانفتاح والقدرة على التكيف، الإرادة الصلبة، العزيمة، والتحدي، حب الاكتشاف وقهر المستحيل. ولفت إلى أن الهدف الجوهري لبرنامج الرئيس الصالح لتنمية المهارات الإبداعية للقيادات الشبابية هو الإسهام في تحقيق الأهداف والغايات السامية والنبيلة للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. كما تحدثت في الحفل مديرة برنامج الرئيس الصالح لتنمية المهارات الإبداعية للقيادات الشبابية نجاة محمد الوجرة مستعرضة عطاءات وإنجازات برنامج الرئيس2010-2007م .. مشيرةً إلى أنه تم تنمية مهارات وقدرات 1355 موظفا وموظفة من 12 مؤسسة حكومية هي وزارات التربية والتعليم ، التعليم العالي والبحث العلمي، التعليم الفني والتدريب المهني، والدفاع، بالإضافة إلى قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ودائرة التوجيه المعنوي والهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات، وقناة اليمن الفضائية والأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام والسلطة التشريعية ممثلة ًبمجلس النواب. وأوضحت أن ذلك يأتي في إطار مشروع البناء المؤسسي الذي يهدف إلى تنمية المهارات القيادية والوظيفية ل (6000) موظف وموظفة يمثلون السلطة التشريعية والمؤسسات الأكاديمية، والإعلامية، والعسكرية والأمنية، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى السلطة المحلية. وأضافت أن البرنامج الوطني ركز على تنفيذ العديد من المشاريع الأخرى أهمها مشروع الصالح للتنمية الوطنية الذي يهدف إلى تعميق الانتماء والولاء الوطني وبناء جيل وطني مؤهل قادر على المشاركة الفاعلة في الدفع بالعملية التنموية. وأشارت إلى أنه تم تنفيذ أربع حملات توعوية ميدانية شملت المدارس والجامعات الحكومية والخاصة وتم تنظيم 100 محاضرة توعوية في شتى المجالات، كما تم تنفيذ مشاريع تهدف إلى الحد من البطالة لدى الشباب وذلك من خلال تأهيل الشباب في مجالات مطلوبة في أسواق العمل المحلية والخليجية. كما استعرضت مديرة البرنامج أهداف ومراحل مشروع منحة الصالح التعليمية الذي يتضمن تأهيل 3000 طالب وطالبة في مجالات مطلوبة بسوق العمل حيث يعتبر مشروع المنحة احد المشاريع المهمة التي تنفذ في إطار تنفيذ المركز الكندي للتدريب وتنمية القدرات لبرنامج الرئيس الصالح لتنمية المهارات الإبداعية للقيادات الشبابية . وأشارت الوجرة إلى أن الكلفة الإجمالية لتنفيذ هذا البرنامج تقدر ب 10 ملايين دولار، ويستمر تنفيذه حتى العام 2014م كمبادرة متواضعة من شباب الوحدة مهداة لباني اليمن الجديد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. داعية ً الجهات ذات الاختصاص في الدولة إلى دعم مثل هذه المبادرات الوطنية والشبابية لما لذلك من أثر كبير في تشجيع الإبداع الفردي والمؤسسي لدى الشباب. وألقيت في الحفل كلمات عن المتدربين عبروا فيها عن سعادتهم البالغة للالتحاق بهذا المشروع (منحة الصالح التعليمية) الذي يعتبرونه النافذة الوحيدة التي من خلالها سيكونون قادرين على تحقيق أهدافهم الأكاديمية والوظيفية في مختلف المجالات.. معبرين عن شكرهم لكل من رعى ونفذ هذا المشروع الحيوي والمتميز. وجدد المتحدثون عهدهم لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بأن يكونوا حراساً أمناء على أمن وسلامة الوطن محافظين على وحدته ومكاسبه العظيمة. وتخلل حفل التدشين عرض ريبورتاج عن منحة الصالح التعليمية.. أهدافها ومميزاتها والفئات المستهدفة من المنحة، كما ألقيت قصيدة للمتدربة سبأ العواضي نالت استحسان الحاضرين. حضر حفل التدشين وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح علي باصرة ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم حجري ووكيل أول وزارة الشباب والرياضة معمر الارياني ورئيس دائرة التربية والتعليم بالأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام محمد الرويشان وعدد من المسئولين في الجهات ذات العلاقة.