لأنهم يريدون إسقاط فشلهم على الحياة الديمقراطية التي تنعم بها بلادنا، ولأنهم لا يعملون إلا وفقاً لأهوائهم ومصالحهم الضيقة لذا فإنهم لا يتوانون ثانية واحدة عن الصراخ والعويل في كل مكان وبأي زمان وأمام من يجدون من الناس ولم يستثنوا أحداً، حتى منابر بيوت الله، حولوها إلى ميادين ينفثون منها سمومهم وتلفيقاتهم ضد الآخر، وأمام من يذهب إلى بيوت الله للعبادة والتقرب من الخالق عز وجل، فإذا بهؤلاء الذين يزعمون أنهم مصلحون و«الإصلاح» بعيد عنهم ومتبرئ منهم - يسعون إلى احتلال مكانة الدعاة المخلصين لوجهه تعالى محاولين بشتى الأساليب وأنواع الطرق الإساءة إلى النظام والحكومة وكل ما هو قائم على الأرض وهم بذلك التوجه غير المنطقي يحاولون دغدغة عواطف الناس وفي أماكن يقال فيها «اسمعوا وأنصتوا ومن تحدث أثناء الخطبة فقد لغى» اختارها هؤلاء المنتمون إلى أحزاب المشترك التي شعرت أنها غير قادرة على استيعاب مفردات الديمقراطية والحرية والعمل السياسي الناضج.. هناك في بيوت الله وجدوا ضالتهم لإجهاض عناوين الديمقراطية التي لم يفهموها بعد.. إلى بيوت الله ذهبوا محتلين منابر الوعظ والإرشاد ليحولوها إلى منابر للإثارة السياسية وينثرون في باحاتها معاول الهدم والدسائس في أوساط المجتمع والدفع بالناس إلى الخروج عن طاعة الحاكم حتى وإن كان هذا الحاكم على حق، المهم في نفوس هؤلاء «الموعطين» وليس «الموعظين» الحصول على أغراض حزبية وشخصية لا تمت إلى إصلاح المجتمع بشيء إلا لأنهم فقدوا في أحزابهم تلك أنفسهم فضاع منهم الحق والفضيلة وكل ما له علاقة بإصلاح المجتمع. جميعنا يعلم أن بيوت الله لم تنشأ من اجل احتضان المكايدات السياسية والهرطقات التي لا فائدة منها سوى إثارة النعرات وتقسيم المجتمع إلى كيانات.. أين هم هؤلاء من خدمة المجتمع والعمل على استقراره.. أين تلك الأحزاب التي لم تترك مكاناً أو إنساناً إلا وتصم أذنيه بعبارات الشكوى مما يقع عليها من ظلم.. وأين هي من خدمة المجتمع وأين هي من الفساد أين وأين وأين!.. الجواب الذي يعكسه واقع تلك الأحزاب إنها في نقطة أسفل القاع لا تريد لنفسها التحرك صوب تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الهوية اليمنية والأغرب من ذلك ذهابها إلى حيث تكون قادرة على بث سمومها حتى وإن كان المكان جحر ثعبان ينتظر الانقضاض على الوطن وأمنه واستقراره فإنها تعمل على مساعدته وتهيئة الأجواء له لتحقيق مآربه الشيطانية. لذا على هذه الأحزاب أن تكف عن تعكير صفو الحياة الديمقراطية التي اختارها شعبنا اليمني منهاجاً وأداة للسير في اتجاه الرقي والتطور والأمن والاستقرار. كما نهيب بوزارة الأوقاف والإرشاد أن تعمل على تحصين بيوت الله من المغالين والمغرضين الذين لا يعملون أية حرمة لبيوت الله.. وحتى لا يحرموا المواطنين الذين ذهبوا للمساجد للتعبد وسماع ما يقوم حياتهم الدنيوية ويقربهم من الله عز وجل فكثير منهم لم يستطيعوا تحمل المكايدات الواضحة والدسائس المخيفة الآتية من ذلك الصوت البارز في منبر المسجد فما كان منهم إلا أن تركوا بيت الله وصلاة الجمعة وفي أنفسهم حزن وأسى ليختاروا بيوتهم لأداء صلاة الجمعة و قلوبهم وألسنتهم تردد «حسبنا الله ونعم الوكيل» من تلك الأصوات النشاز!! إذن هل سنجد تجاوباً سريعاً من وزارة الأوقاف والإرشاد لمنع حدوث مثل تلك السلوكيات وحتى لا تتحول بيوت الله الى أماكن ينفث فيها أولئك المتمصلحون سمومهم.. فهل من مستجيب؟!