كنت في قراءة سابقة قد أوضحت جزءاً من التفاصيل الرامية إلى الدخول بقراءة ل(امرأة تحت المطر) للكاتبة الصحفية القاصة فاطمة رشاد .. موضحاً في ذلك السياق الأنساق الأسلوبية والبنائية التي تطرحها القاصة في تجربتها القصصية المتميزة التي من خلالها تعكس الكثير من الدلالات السردية المؤنسة المفعمة بالتجاوزات من المشكلات الأنثوية والغوغائية الذكورية على المستويين النفسي والسيكولوجي للمعاني من المفردات الإيقاعية والتداعيات اليومية. ونظراً لجرأتها في الطرح الموضوعي والمنطقي وتسلسل أنسياقاتها الدلالية الفاعلة والمؤثرة الأكثر شيوعاً في المجتمع. ومما لمسناه في المجموعة القصصية (امرأة تحت المطر) سيدرك القارئ المتفحص عند قراءته وبنفس الحماس أيضاً هذه الانطباعات التي قمنا بقراءتها مرة أخرى عن ذلك الهمس الحائر، الذي نقرأه بين الحين والآخر عبر صفحات (14 أكتوبر) الثقافية حيث نلحظ الكيفية التي بواسطتها استطاعت القاصة فاطمة رشاد توظيف المشكلات من القضايا الحياتية واليومية بنوتات قصصية مصحوبة. بالتراجيديا والفنتازيا والمشاهد الدرامية الأكثر عمقاً ومأساوية في الوصف والتداعي والتي تسهم في الوعي والإيقاظ وإثارة الذهن. هكذا تكشف لنا تداعيات الهمسات الحائرة عن سيمفونية الألم المرير في أجواء تمتلئ بالقسوة والأنانية وتشع بجمرات الرقص على الأحزان. في الذكريات والمواقف والمتواليات السردية، التي تبعث على التماهي في لغة السرد والأشياء والمكونات المقدور عليها. وذلك حين نقرأ مثل هذه العناوين: المسرواية والانفعالات الأنثوية الشائكة التي تتعلق في العلاقة بين الرجل والمرأة والجسد والذكورية. وفي تلك الإطلالة السريعة والملحوظة على العناوين وكما يبدو لي أيضاً، أنها تمثل مشروعاً روائياً يبدو جلياً وواضحاً من خلال التموضعات السردية وتلاحق أحداثها المؤنسنة في همسات حائرة وتساؤلات أخرى. سيدركها القارئ المتفحص من خلال التقشف في الكلمات والحداثة الفنية لجمالية الصورة الروائية والتكثيف في العبارة والقاموس اللغوي والروائي.