بلغ عدد الذين أدلوا باصواتهم على الفيس بوك لاختيار المهندس الشاب وائل غنيم متحدثا رسميا باسم الشباب المعتصمين في ميدان التحرير والمشاركين في مختلف المحافظات المصرية من أجل الاصلاحات السياسية والدستورية التي يطالبون بها أكثر من سبعمائة ألف مشارك في موقع (كلنا خالد سعيد) الذي دعا إلى حركة 25 يناير الاحتجاجية. من جانبه نفى المهندس الشاب وائل غنيم الذي يوصف بالمحرك الإلكتروزني لثورة 25 يناير الشبابية (( أن يكون للأحزاب والإخوان والقرضاوي وخامنئي ونصرالله وايران أي دور في تفجير ثورة الشباب المصري التي انطلقت يوم 25 يناير )) ، مشيرا الى أن الذين يحاولون ركوب موجة هذه الثورة التي تعمدت بدماء المئات من الشبان والشابات من الأحزاب والإخوان يريدون في المقام الأول سرقة الانتصارات والانجازات التي حققها الشباب خلال بضعة أيام بينما عجزت هذه الأحزاب عن تحقيقه طوال عقود من السنين بحسب تعبيره . و أبدى وائل غنيم استياءه ممن قفزوا على ما فعله الشباب، وأضاف : (( هذا ليس وقت تصفية حسابات، كما أنه ليس وقت الانتهازية والناس اللى بيحاولوا يقسموا التورتة، وقال إنه غضب عندما علم بالتخريب والتدمير الذي حدث في أقسام الشرطة وفي أماكن أخرى، وقال «دى بلدنا ولازم نحافظ عليها، ولازم نعمل إطار قانوني كلنا نحترمه)) مشيرا الى أن موقع (كلنا خالد سعيد استقطب خلال الأيام الأولى من تأسيسه في ابريل 2010 سبعة ملايين توقيع لأفراد ينتمون الى مختلف فئات وأطياف شباب مصر والطبقة الوسطى من الجنسين، ونجح في ادارة مناقشات وحوارات موضوعية عن مستقبل مصر وضرورة إطلاق مزيد من الحريات الفكرية والتسامح الديني في المجتمع المصري وبلورة رؤية للمستقبل والتحرك من أجل التغيير وهو ما عجز عنه الحزب الحاكم والاخوان المسلمون والاحزاب الأخرى خلال سنوات طويلة . الى ذلك نفى وائل غنيم في حديث أجرته معه على الهواء المذيعة التلفزيزنية المصرية الشهيرة منى الشاذلي مساء أمس الأول عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية أن يكون الشباب هم من قاموا برمي سيارات الشرطة بزجاجات المولوتوف وقتل بعض رجال الأمن وسرقة المتاجر وفتح أبواب السجون وتخريب المصالح العامة والخاصة في المظاهرات التي دعا اليها موقع (كلنا خالد سعيد) الذي يشرف عليه في الفيس بوك يوم 25 يناير الماضي، واتهم أطرافا مختلفة لم يسمها بأنها تسللت الى المظاهرات وقامت بتلك الأعمال من أجل تحقيق أجندات سياسية وأعمال غير قانونية لا علاقة لحركة الشباب بها . وحكى وائل غنيم تفاصيل واقعة اعتقاله، وقال إنه كان في زيارة أحد أصدقائه مساء الخميس 27 يناير وقبيل ساعات قليلة من جمعة الغضب الشهيرة، وعندما ذهب ليأخذ تاكسي، فوجئ بأربعة أشخاص يلقون القبض عليه، واستغاث بالمارة، لكنهم اقتادوه إلى سيارة وأودعوه فيها وبقي معصوب العينين لمدة 12 يوماً دون أن يعرف أي تفاصيل عما يحدث بالخارج، وقال إنه تعرض لأذى نفسي كبير، خاصة أن أحداً من أسرته لم يكن يعرف مكانه، لا أبوه الذى يرى بعين واحدة ولا زوجته ولا أبناؤه، كما أنه لا يعرف إن كانت الثورة نجحت أم لا ؟ وهل هناك من يسألون عنه أم لا؟ وأشار غنيم إلى أنه لم يتعرض لأذى جسدي، وقال إن (( أغلب الأسئلة التى كانت توجه لي في التحقيقات هي عما إذا كانت هناك أياد خارجية تقف وراء صفحة خالد سعيد والدعوة ليوم 25 يناير، أم أنها دعوة شبابية عفوية مصرية خالصة، وعندما توصلوا لهذه الحقيقة، تعاملوا معي بشكل أفضل، وحسيت إن فيهم ناس خايفة ع البلد فعلا )) . وبكى المهندس الشاب عندما سألته المذيعة منى الشاذلي عما إذا كان راضيا عن الدماء التي سالت والشهداء الذين ماتوا والخسائر التي تكبدتها مصر بسبب دعوته لتلك المظاهرة على الفيس بوك ، ثم ترك الاستديو فجأة لكن قبل رحيله قال : (( أنا أعتذر وعايز أقول لكل أب وأم فقدوا ابنهم أنا آسف بس مش غلطتي..دي غلطة كل واحد كان ماسك في السلطة ونتيجة طبيعية لحياتنا السياسية والحزبية المعفنة)). ثم قال وهو مازال يبكي بصوت عال "عايز امشي". وغادر الاستديو على الهواء. وقال غنيم إن الدكتور حسام بدراوي أمين عام الحزب الوطنى الجديد والمعروف بانتماءاته وأفكاره وتوجهاته اليسارية جلس معه وقام بتوصيله إلى المنزل وقال له إن الحزب الوطني تغير وخرج منه كثيرون، مشيرا إلى أنه التقى قبل خروجه اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد فى حوار اتسم بالندية، ولمح فيه أن الوزير يعامله كشخصية مهمة وقوية وليس كشاب تافه، ودار حوار بيننا فى كل شيء. المديعة/ منى الشادلي وحول ما قاله له وزير الداخلية، أضاف غنيم، قال لي : ((انتو حققتوا مكاسب ما كانش حد متخيلها..ولا حد يتوقع انتو عملتوا ده إزاي..احنا اتغيرنا ومش ح نرجع للوراء..يا ابني البلد دي كلنا بنحبها وخايفين عليها..لازم تبقوا واخدين بالكم من الناس اللي واخدينها انتهازية )) . وكان رجل الأعمال المصري المسيحي نجيب سايروس هو أول من أبلغ قناة العربية عصر يوم الأحد الماضي 6 فبراير بأن وائل غنيم ليس مختفيا ، وطمأن ملايين الشباب الذين نظموا حملة عالمية على الفيس بوك وتويتر وجوجل للبحث عن مصير المهندس الشاب وائل غنيم الذي اختفى مساء الخميس 27 يناير بعد يومين من بدء حركة الشباب الاحتجاجية ، مشيرا الى أن رئيس الوزراء أحمد شفيق أكد له بأن وائل غنيم موجود في مكان آمن وسوف يطلق سراحه خلال 24 ساعة .. وفي مساء أمس الأول الإثنين (7فبراير/شباط 2011) أعلنت وزارة الداخلية الإفراج عن الناشط الإلكتروني وائل غنيم الذي يعمل مديراً إقليمياً لشركة «غوغل» والذي يوصف بالمحرك والمنظم الإلكتروني للاحتجاجات التي تشهدها مصر منذ 25 يناير 2011، بعد سبعة شهور من مبادرته في تأسيس موقع «كلنا خالد سعيد» على الفيس بوك. لم يتملك نفسه وغادر مقعده على الهواء وهو يبكي البطاقة الشخصية للمهندس وائل غنيم * ولد في مصر عام 1980. * نشأ في الإمارات العربية المتحدة. * حاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من كلية الهندسة بجامعة القاهرة في العام 2004. * حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأميركية بالقاهرة في العام 2007. * عمل من 2002 إلى 2005 في شركة «جواب دوت كوم» لخدمات البريد الإلكتروني التي وصل عدد المشتركين فيها إلى أكثر من 5 ملايين مشترك في العالم العربي. * في الفترة من 2005 إلى 2008 قام بتكوين وإدارة الفريق الذي أنشأ بوابة معلومات مباشرة، وهي أكبر بوابة معلوماتية باللغة العربية متخصصة في مجال أسواق المال. * عمل مستشاراً في العديد من المشاريع مثل مشروع تطوير بوابة الحكومة الإلكترونية بمصر، ومشروع تطوير موقع سندباد التجاري. * يعمل في مجال الإنترنت منذ العام 1998 حيث قام بإطلاق أحد أكثر المواقع العربية زيارة حتى يومنا هذا. * انضم وائل غنيم إلى شركة «غوغل» في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008 مديراً للتسويق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنتجات غوغل الخاصة بالمستخدمين (كمحرك البحث، جيميل، أي غوغل، ومتصفح غوغل كروم، يوتيوب، ونول). * يشرف على تعريب وتطوير المنتجات التي تفيد المستخدم العربي من خلال العمل مع فريق من المهندسين الذين يجيدون التحدث باللغة العربية. * في مارس/ آذار 2009، اقترح غنيم على موسوعة المعرفة إنشاء برنامج سفراء المعرفة لترويج المعرفة في العالم العربي. * مؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد» على الفيسبوك (تيمناً بالناشط الإلكتروني الذي قتل تحت التعذيب العام الماضي) وتعد الصفحة الأولى الأكثر نشاطاً في مصر والوطن العربي، وتعتبر أنموذجاً للنشاط الإلكتروني المؤثر في الحياة العامة. * عضو في حركة 6 أبريل التي تساهم في قيادة المظاهرات المليونية في أرجاء مصر. * اختفى وائل يوم «جمعة الغضب»، 27 يناير 2011، ولم تعرف أسرته وشركته مكان وجوده. * وفي 2 فبراير/ شباط 2011، أعلنت القوى الشبابية المشرفة على الثورة المصرية أن وائل غنيم هو المتحدث الرسمي باسمها. * أثارت قضية اختفائه الرأي العام والحقوقي في مصر ومناطق مختلفة من العالم بعد صدور بلاغ من شركة جوجل العالمية يفيد بأنها فقدت الاتصال بمديرها الاقليمي في الشرق الأوسط وائل غنيم منذ 27 يناير، وقد انتشرت عشرات المجموعات والصفحات على شبكة الفيس بوك تتضامن معه مثل: «اسمي وائل غنيم»، «كلنا وائل غنيم»، «فين أستاذنا وائل غنيم؟»، «أين وائل غنيم» وغيرها.