هذه المفازة، التي وضعت فيها ،قسراً، محصورة بين النهر والحدود . فجأة وجدت نفسي فيها . لم اعبر نهرا ولم اجتز حدودا .ارض لا ارغب فيها . والعنها في كل وقت في سري وعلني. وأتبرأ منها بعد أن فات الوقت . هذه الأرض، المفازة، لاتصلح لزرع ولا لضرع . اعترف الآن أني أنا الذي وطَنت نفسي فيها، بعد أن اخترعتها لنفسي، ولقد جردتها من الزمان والمكان، لاحميها من جموحي . هزيمة وقف خلف صورة قديمة له . فتذكر انه كان مهزوما تماماً . الآن راح يجمع قوى نفسه، ليتخلص من الصورة، ولكن هزيمته، بقيت واقفة وراءها . ومع ذلك اعتقد انه سيبدأ من جديد . فتوى كان السلطان مراد الرابع ، سلطان الدولة العثمانية، يهدم ويبني، يقسو ويرحم، يقتل ويسامح في آن واحد . فوصفه أعداؤه بأنه غول لايصدر منه غير الشر والأذى، بينما وصفه أصدقاؤه بأنه قديس دأبه العمران، وطلب الحق . أما الشيخ البهائي فقد قال في فتواه : - إن المكلف إذا بذل جهده في تحصيل الدليل فليس عليه شيء إن كان مخطئاً في اعتقاده، ولو كان بخلاف الحق. فاعتبره، طرف القضية مرتداً، ووجب بنظرهما قتله . تعاليم فيلسوف، ذو فكر حر لم يتحيز بعد، بل وربما لن يتحيز أبداً، نظر إلى التعاليم التي يسير على هديها البشر فوجد أنها متناقضة تماماً . ووجد أن سر الاحتراب بين الناس هو بسبب اختلاف التعاليم التي تعطى لهم . فقرر أن فطرة الإنسان أكثر سماحة من الأفكار المتحيزة . ونتيجة لذلك قرر هو وراح يعلم إتباعه، إن الحرية هي أجدى من فرض الأفكار ليعيش الإنسان بسلام . ملك شطرنج فجأة، وأنت تفز من ليلك السرمدي، لتجد نفسك قزماً مترهلا بلا أنصار تكتشف، انك محدود الحركات، غير محصن، بلا علم ولا شعار، لا ارض لوجودك، تحكم أرضاً بلا أشجار، بلا انهار وتراك جزءاً من لعبة أبطالها أحجار بلا هدف، بلا أمل، ليل بلا نهار . أحجية سألها : أتدرين ماهو جميل في الموت المبكر ؟ أن تموت بجسد طازج لم يتعرف على الترهل بعد . قالت له : الشر بعيد عنك . قال لها : هيا بنا نمضي الوقت بعيدا بين الأرزاء . سألته : إلى أين في هذا الوقت ؟ إلى مكان بعيد ؟ قال لها : ليس بعيداً، ولكن لا احد يمكنه الوصول إليه . قالت له : لننم الآن . قال لها : مبكر النوم في هذا الوقت، سنشبع نوما في الغد .