( شامب دي مارس ) هي ساحة عامة خضراء، تقع بالحي السابع من مدينة باريس، في المساحة المحصورة بين برج إيفل والمدرسة العسكرية على طول المحور الممتد جنوب- شرق / شمال-غرب. وتعتبر من أشهر الساحات في فرنسا؛ ليس فقط لما تعطيه من جمال بصري على طول هذا المحور، ولكن أيضا نظرا لما شهدته من أحداث كثيرة منذ إنشائها . "شامب دي مارس" لفظة فرنسية تعني حقول مارس، وقد سميت بهذا الاسم نسبه إلي مارس إله الحرب عند الرومان، حيث صممت في 1751 لتكون مجالا للتدريبات العسكرية، وذلك حسبما أوصى به كونت دي ارجنسون من أجل أن تكون الساحة مناسبة لإستقبال 10,000 من رجال الملك للتدرب على فنون الحرب. ساحة مارس كما تظهر في لقطة من أعلى برج إيفل من الجهة الجنوبية الغربية، ويظهر فيها المدرسة العسكرية في الثلث العلوي من الصورة.وفي أثناء إنشاء المدرسة العسكرية في 1766، قام المعماري جابريل بتعديل المساقط الخاصة بها، بحيث تفتح الواجهة الرئيسية للمدرسة على الساحة وليس على الجانب الآخر كما كان مخططا من قبل ، مما ساهم في إضافة بعد بصري آخر لمدينة باريس . كانت الساحة - منذ إنشائها - مسرحا لأحداث تاريخية عديدة أهمها الثورة الفرنسية ؛ حيث شهدت الساحة إحتفالات التحرير في 14 يوليو 1790، والتي تم فيها الاحتفال رسميا بسقوط الملكية آنذاك. وقد كانت الساحة مسرحا لمذبحة راح ضحيتها 50 شخصا؛ حيث قاموا بالتظاهر في 17 يوليو 1791 ضد خلع الملك لويس السادس عشر ، ، فما كان من الجنود - بأمر من الماركيز لافاييت - إلا أن قاموا بفتح النار عليهم. وفي 27 أغسطس 1783 شهدت الساحة أول محاولة للطيران ببالون، قام بها الأخوان تشارلز وروبرت مونتجولفير. أما في آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فقد شهدت الساحة جميع المعارض العالمية التي أقيمت في باريس في أعوام 1878، 1889، 1900 و1937 علي التوالي. تقدر أبعاد هذه الساحة ب 220 متراً طولا في 780متراً عرضا بمساحة 171,600 (كم2) أي (40.85 فدان بالضبط). وقد أضافت هذه الساحة بعدا جماليا لمدينة باريس من خلال المحور البصري الممتد من برج إيفل إلى المدرسة العسكرية.