هاجم مسلحون أفرادا من الشرطة العراقية ببنادق ومتفجرات وأطلقوا قذيفة مورتر على مقر أمني أمس الأربعاء فقتلوا أربعة أشخاص وأصابوا العشرات في أحدث هجوم على قوات الأمن. ونشر المسلحون قنابل على جوانب الطرق واستخدموا سيارة ملغومة وقنبلة يدوية في شن ما لا يقل عن ثماني هجمات على الشرطة في العاصمة العراقية بغداد والموصل في الشمال وهي معقل للقاعدة حيث قتل ثلاثة أشخاص. ويختبر المسلحون الجيش والشرطة والحكومة الائتلافية الهشة بينما تستعد القوات الأمريكية للانسحاب بنهاية العام بعد أكثر من ثماني سنوات من الغزو الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. وأعرب عبد الرحيم الشمري رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى عن اعتقاده بأن عدم الاستقرار السياسي هو السبب الرئيسي لتصاعد العنف في الآونة الأخيرة. وأضاف إن بعض الأحزاب السياسية لديها ميليشيات مسلحة وتمويل ضخم وتستغل الوضع الأمني المتدهور كذريعة لإضفاء المشروعية على إبقاء القوات الأمريكية في العراق. وتراجع العنف بشدة في السنوات الأخيرة بعد العنف الطائفي عامي 2006 و 2007 لكن جماعات سنية متمردة مرتبطة بالقاعدة وميليشيات شيعية متنافسة لا تزال تشن عشرات التفجيرات والهجمات الأخرى كل شهر. ويتعرض مسؤولو الحكومة العراقية وقوات الأمن لهجمات بينما تستعد القوات الأمريكية المتبقية وعددها 47 ألفا الانسحاب من عضو منظمة أوبك بنهاية ديسمبر . وأسفرت موجة الهجمات أمس الأربعاء عن مقتل ما لا يقل عن شرطي واحد وثلاثة مدنيين وإصابة 32 بينهم أكثر من عشرة من رجال الشرطة. وقالت الشرطة إن قذيفة المورتر التي أطلقت على المركز الأمني بنينوى وهو مقر للجيش والشرطة أخطأت هدفها وأصابت منزلا فقتلت شخصا وأصابت آخر في جنوب الموصل على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد. وألقى مهاجمون قنبلة يدوية على دورية للشرطة في الموصل فأصابوا أربعة أشخاص وقتلوا ضابطا عند نقطة تفتيش أمنية في حين قتل احد المارة وأصيب آخران بينهم شرطي في انفجار قنبلة على جانب طريق قرب دورية. وقال مصدر بوزارة الداخلية إن قائدا محليا للشرطة وخمسة ضباط أصيبوا عندما انفجرت قنبلتان على جانب طريق في قافلتهم في حي العامرية في العاصمة. وأضاف المصدر إن سيارة ملغومة متوقفة انفجرت قرب دورية للشرطة بحي الغزالية بغرب بغداد ما أسفر عن مقتل احد المارة وإصابة تسعة أشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة. وتابع المصدر إن ثلاثة ضباط أصيبوا بالإضافة إلى خمسة مدنيين في انفجار قنابل استهدفت الشرطة في منطقتي زيونة والجادرية. وقال مسؤول امني عراقي كبير رفض نشر اسمه إن التصعيد الأخير للهجمات كان متوقعا. وأضاف «اعتقد أن قواتنا الأمنية لا تزال غير جاهزة لتولي السيطرة الكاملة على الوضع الأمني». «ثمة حاجة لمزيد من التدريب القتالي والخبرة». وقالت الشرطة إن قنبلة انفجرت قرب قافلة للجيش الأمريكي بالبصرة المركز النفطي. وقال مسؤول بالجيش الأمريكي انه لم يصب احد في الهجوم.