الحادث الإرهابي البشع الذي استهدف يوم الأحد رتلاً من الآليات العسكرية في خط طريق المنصورة بمدينة عدن كان في طريقه إلى محافظة أبين وأدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الجنود والضباط ونفذه أحد عناصر القاعدة بواسطة سيارة هيلوكس مفخخة فجرها وسط هذا الرتل العسكري.. هذا الحادث الذي هز مدينة عدن وروع سكانها الآمنين المسالمين وتناقلته المحطات و القنوات التلفزيونية الفضائية والمواقع الإخبارية المحلية والعالمية بسرعة فائقة يقيناً أنه يأتي في إطار سيناريو إرهابي دموي إجرامي يستهدف إحداث حالة من الفوضى وأعمال العنف والتخريب وزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد السلم الاجتماعي والأهلي في عدن ،وهي مدينة حيوية مهمة في اليمن والعالم، للوصول إلى إسقاطها أو محاولة اجتياحها من قبل هذه الجماعات الإرهابية المسلحة لتلحق بجارتها محافظة أبين التي اجتاحتها هذه العصابات خصوصاً عاصمتها زنجبار التي دمرت فيها ونهبت كل الممتلكات العامة والخاصة والخدمية وتشرد سكانها بصورة جماعية منذ يوم الجمعة 27 مايو الماضي .. ومنذ أكثر من شهرين وزنجبار و جعار تحت نيران القصف المدفعي والصاروخي في الحرب بين القاعدة والجيش ولكن هناك مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق إلى تحرير زنجبار وكل أبين من أسوأ عصابات الشر والبطش التي عاثت في الأرض فساداً وذلك باصطفاف القبائل مع الجيش ضد مسلحي القاعدة. إن جريمة الأحد في عدن نفذت كما شهدنا سلفاً في إطار مسلسل إرهابي من أجل السيطرة على عدن .. والحقيقة أن مثل هذه الهجمات المفخخة لم تكن جديدة بل سبقتها عدد من الجرائم منها حادث تفجير السيارة المفخخة على الآليات العسكرية المرابطة في كالتكس وحادثتا تفجير سيارتي القياديين العسكريين العقيد السنباني والعقيد خالد الحبشي اليافعي ما أدى إلى استشهادهما، وآخرها ما حدث للخبير البريطاني بمدينة المعلا هذه الرسائل الإرهابية القذرة وغيرها التي سجلت في غضون زمن قياسي قصير وفي أغلى إلى مدن اليمن (عدن) تؤكد الخطر الحقيقي الذي بات يهدد عدن في الوقت الراهن من القوى الظلامية الإرهابية. وأمام هذا المشهد القاتم والمريع لتراجيديا الأحداث المهولة المتسارعة الذي يمر به الوطن عامة، وبعد الدرس التدميري القاسي الذي دفعت ثمنه أبين أرضاً وإنساناً فإن وجهة عناصر القاعدة وهدفها الرئيسي هو اجتياح مدينة عدن وهم مستعدون لتقديم الغالي والنفيس للوصول إلى العمق الإستراتيجي لليمن والمنطقة وهي عدن.. لكن إن وجدوا المواجهة القوية والاصطفاف المجتمعي ضدهم في أبين مع رجال القوات المسلحة وتم سحقهم وتطهير أبين منهم فإن عدن ستكون بعيدة المنال عنهم.. وهذا الأمر لا يقبل التأخير بل يجب تحرك الدولة ودعمها المنظم للناس لتحرير أبين وحماية عدن وبدون شك فإننا كلنا ضد قوى الإرهاب والإجرام التي دمرت كل معاني الحياة واستمرأت سفك الدماء وإزهاق الأرواح بدون رحمة.