سامراء مدينة عراقية تقع شرق نهر دجلة على بعد ستين ميلا شمال بغداد، كانت مستوطنة منذ أقدم العصور، وفي العصر الآرامي السابق للإسلام، وتحديدا في الحقبة الساسانية اتخذ من موقع سامراء الحصين مركزا استراتيجيا وعسكريا أثناء احتدام الصراع ضد الروم، وقد أقاموا فيها الحصن المعروف باسم حصن سومير الذي يمد الصلة لأسمها الأول. أما المدينة الإسلامية التي عرفت ب(سر من رأى) فبناها المعتصم العباسي سنة 835م لتكون عاصمة دولته. وتتحدث الروايات أنه لما جال يفتش عن موضع لبناء عاصمته، وجد في هذا الموضع ديرا للعراقيين المسيحيين، فأقام فيه ثلاثة أيام ليتأكد من ملاءمته ، فاستحسنه واستطاب هواءه، واشترى أرض الدير بأربعة آلاف دينار. وبعد أن تم بناء المدينة انتقل مع قواده وعسكره إليها، ولم يمض إلا زمن قليل حتى قصدها الناس وشيدوا فيها مباني شاهقة وسميت بالعسكر والنسبة إليها عسكري كما هو الحسن العسكري. و كان هارون الرشيد قد اختار هذا الموضع سابقا لتشييد قصر له سمي باسمه، حيث حفر أول نهر فيها، ورام أن يبني مدينة في منطقة القاطول لكنه لم يتمها. و في عهد المأمون العباسي بنيت قرية المطيرة والتي كانت من منتزهات بغداد. وفي سنة (859م) بنى المتوكل العباسي مدينة المتوكلية وشيد المسجد الجامع ومئذنته الشهيرة الملوية التي هي أحد معالم المدينة. ومن معالمها الشهيرة أيضا ضريحا الإمامين علي الهادي والحسن العسكري ذوا القبة الذهبية الكبيرة.