افادت مصادر ان الآلاف من رجال القبائل المسلحين يطوقون منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة العاصمة اليمنية صنعاء محملين بمختلف أنواع الاسلحة، ترافقهم عشرات السيارات المحملة بالدوشكات والهاونات، في أوسع استنفار شعبي لردع المليشيات "المتشددة" المسلحة التي تفجر منذ عدة أشهر فوضى عارمة في العاصمة من العنف المسلح. وتؤكد المصادر أن الحشود القبلية رفضت وساطات حكومية وشعبية لإخلاء مواقعها التي تحصنت بها "إلاّ بعد تأديب أعداء الوطن والشرعية" على حد تعبير أحد مشايخ القبائل الذي أكد أن أنصاره مصرون على الزحف الى ساحات الاعتصام، وقال أن تحركات رجال القبائل جاءت في أعقاب تهديدات علنية أطلقتها مليشيات الإخوان المسلمين بالزحف نحو حارات صنعاء واحتلال العاصمة وهدر دماء كل من سيقف في طريقها.. ونقل موقع (نبأنيوز) عن تلك المصادر: ان محاولات متعددة تبذل لاثنائهم قام بها قادة عسكريون من الحرس الجمهوري ومسئولون محليون في عدد من المحافظات الا انهم رفضوا اي تدخل، محملين الجهات المسئولة في الدولة مسئولية ما اسموه ب"التمادي والصلف" الذي تمارسه مليشيات الاصلاح والمنشق علي محسن. وقال احد المشايخ المرابطين في احد مداخل العاصمة مع مجموعة مسلحة كبيرة ل"نبأ نيوز": ان المبالغة في التسامح من قبل الدولة جعلت "المراهقين السياسيين وتجار الحروب واعداء الوطن يتمادون ظنا منهم ان الدولة عاجزة عن تربيتهم".. وأضاف: "في هذه الحالة نحن القبائل من سنلقنهم الدرس اللازم ليعرفوا حدودهم وان للبلد حرمة وللناس حقوقا وليسوا عبيداً عند احد". تجدر الاشارة الى ان حالة ضبط النفس والمرونة التي تبديها القوات الحكومية تدل دلالة واضحة على مقدرة كبيرة في تحمل المسئولية وادراك حجم الامانه الملقاة على عاتق القوات المسلحة والامن، غير أن الاستياء الشعبي ما زال يتصاعد من ردود فعل الدولة تجاه القوى الارهابية التي قصفت مسجد دار الرئاسة، حيث أن الشارع اليمني يطالب السلطات بالكشف الفوري عن الجناة وإعدام جميع المتورطين في الحادث واعتباره استهدافا للسيادة الوطنية ومؤامرة ارهابية حدد القانون الجنائي عقوبات صارمة تجاهها. جدير بالذكر أن القوى المتورطة في الحادث تستغل تأخر نتائج التحقيقات في حادث الرئاسة في أوسع حملة اشاعات لتضليل الرأي العام ومحاولة امتصاص نقمة الشارع بإلقاء الشبهات على عناصر السلطة وأجهزتها تمهيداً لحشد الموقف مع الجناة الحقيقيين حال كشف هويتهم.