ترى ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن ما عرف بثورة الشباب التي انطلقت من أمام جامعة صنعاء أوائل هذا العام رفعت شعار ( الشعب يريد إسقاط الفساد ) بدلاً من شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام )؟!. لن ينشق عن الجيش لا فرقة ولا قائد ليعلن انضمامه للثورة.. ولن يعلن شيخ أو عصبة قبلية أو جماعة دينية متطرفة، أو اصحاب شركات ومؤسسات تجارية خاصة انضمامها للثورة.. كذلك لن يقدم مسؤول استقالته من منصبه في الحكومة أو في الحزب الحاكم أو في مجلس النواب ليعلن انضمامه للثورة.. كما لن يعلن أي حزب من أحزاب المعارضة انضمامه للثورة!. وهكذا سنرى ثورة الشباب تمضي في طريقها وحيدة.. نظيفة.. خالية من شوائب المصالح الخاصة.. ودنس الدسائس والمؤامرات.. ولن تلقى الدعم سوى من المستضعفين والناس الطيبين.. والتأييد من الأغلبية الصامتة!. وفي النهاية سنرى أن من سيقوم بضرب ثورة الشباب هذه.. التي ترفع شعار (الشعب يريد اسقاط الفساد) هم أولئك الذين يساندون اليوم ثورة الشباب ويعلنون انضمامهم لها طالما هي ترفع شعار (الشعب يريد اسقاط النظام) !. اسقاط النظام هو هدفهم إذن لا غير.. ويستعينون في ذلك بثورة الشباب لتنفيذ مخططهم للانقلاب على النظام.. واستبداله بنظام آخر.. نظام يهيمنون عليه وحدهم.. إنها ثورتهم إذن.. وليست ثورتنا يا شباب!. إذن يا شباب.. ماذا لو غيرنا الشعار.. ماذا لو صححنا المسار.. ماذا لو قلنا (الشعب يريد إسقاط الفساد).. أليس هذا هو هدفنا الأساس.. وليس تآمراً أو حقداً على أشخاص.. لماذا إذن نعطي الفساد فرصة أن يمتطي صهوة جوادنا غدراً وعنوة واستغفالاً؟!. يا شباب.. لنعمل على أن نفكر صح.. ذلك من مبادئ الأخلاق.. وأساس العمل الصالح.. وقد أمرنا الله أن نعقل ونفقه ونتدبر.. لأننا إذا ضيعنا الطريق.. وأخطأنا الهدف.. حينئذ ستجهز قوى الظلام علينا وعلى ثورتنا.. بدون شفقة ولا رحمة!.