أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد الدور الذي يضطلع به الخطباء والمرشدون في تعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال وأواصر المحبة والأخوة بين أفراد المجتمع وتعميق الوحدة الوطنية ودعائم الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ونبذ ثقافة العنف والتطرف والتعصب التي لا تنتمي إلى عظمة الدين الحنيف بأي صلة. جاء ذلك خلال افتتاحه أمس بصنعاء دورة تدريبية تأهيلية، تنظمها على مدى ستة أيام وزارة الأوقاف والإرشاد بمشاركة 110 خطباء ومرشدين دينيين من مختلف محافظات الجمهورية تحت شعار «دور العلماء والخطباء في ترسيخ قيم الأمن والاستقرار وتعميق الوحدة الوطنية ». وقال الوزير عباد: «إن الدين الإسلامي هو دين الوسطية والاعتدال والرحمة والتآخي والمحبة بين أفراد المجتمع وأمة الإسلام أمة الوسط قال تعالى «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا». وشدد على المسؤولية الملقاة على عاتق الخطباء والمرشدين في توعية المجتمع لفهم الإسلام الصحيح، ومبادئه وقيمه السامية التي تنأى عن الكراهية وثقافة الموت وتعميق القيم التي تتلبس بلباس الشرع في ظاهره والعذاب في باطنه. وأوضح أن التغيير الذي ينشده المجتمع اليمني يتمثل في خلق مزيد من الأخوة والمحبة وتعميق روح الإسلام في العلاقة والمعاملة والقيم والحرص على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ومقدراته وتنميته ومصالح الشعب العامة والخاصة، وليس في سفك الدماء وإزهاق الأرواح والعنف والتطرف . وأضاف: «إن كان هناك صدق في النوايا وإخلاص في الاتجاهات وحصر في المقاصد وحجة فيما ندعو إليه فإن علماء الشريعة والعاملين في مجال الحقل الإسلامي ورافعي كلمة الله، ينبغي أن يكون دورهم ووظيفتهم غير إثارة الفتنة والاختلاف والدعوة إلى إزهاق الأرواح وما نشهده اليوم من مفاسد في كثير من القضايا لا يمكن أن يقال عنها إلا أن أدنى مدلولاتها مخالفة للشريعة». وبين أن الوحدة الوطنية مقدمة على كثير من القضايا في حياة الأمة الإسلامية كما أمر الله عز وجل بالاعتصام بحبله « واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا». وقال :» إن الوحدة مطلب شرعي تتأسس عليها قوة الدين والعقيدة وهي السبيل التي نعصم بها أنفسنا ونعزز قوتنا وحيوية وجودنا ودورنا في الحياة وتحقيق مفهوم الاستخلاف الذي أراده الله تعالى، ولا يمكن أن نؤدي مهمة الاستخلاف ونحن متفرقون ولا أن نطلق كلمة الله ونحن متقاتلون ولا يمكن أن يدعي أحد بأنه يرفع رسالة الشريعة وهو يدعو إلى الموت والقتل وتدمير المنجزات والتصادم مباشرة مع ما هو مطلوب من طاعة ولاة الأمر بما يرضي الله عز وجل ويحقن الدماء والأعراض». وحث وزير الأوقاف والإرشاد خطباء المساجد والمرشدين على تحصين المجتمع عموما والشباب بشكل خاص بقيم التسامح حتى لا يكونوا فريسة لكثير من دعوات الجاهلية التي تريد أن تنأى بالجميع عن المسار الصحيح . من جانبه أوضح مدير عام مركز التدريب بوزارة الأوقاف والإرشاد مدير الدورة عبدالوهاب العلفي أن الدورة تهدف إلى تنمية قدرات الخطباء والمرشدين وتتناول إحياء رسالة المسجد وإبراز مكانته وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف وتعميق الهوية والوحدة الوطنية . وقال:»إن دور الخطباء والمرشدين عظيم وينبغي لهم مضاعفة جهودهم في سبيل حرية النهج القويم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فالعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا لا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم». ودعا العلفي الخطباء والمرشدين في كافة المحافظات إلى الارتقاء بالعمل الدعوي والإرشادي لمواكبة الأحداث والقضايا المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية . وتناقش الدورة عددا من أوراق العمل والمحاضرات التوعوية والإرشادية التي يقدمها رجال الدين والدعاة حول أهمية الحوار الوطني في توحيد الصفوف وإحياء رسالة المسجد والتعايش الإنساني ونبذ التعصب المذهبي وآثار الغلو والتطرف الديني على المجتمع واليمن الموحد بين الماضي والحاضر وطاعة ولي الأمر . كما سيتم مناقشة أوراق عمل عن دور الإعلام في الخطاب الدعوي والوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح الديني وواقع العالم الإسلامي وتحديات الأمة وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة التطرف ودعاة الردة إضافة إلى مناقشة جملة من الأوراق عن تعزيز الهوية الوطنية والشورى في الإسلام والحفاظ على الأمن والاستقرار فضلا عن السياسة الإرشادية والتوعية الفكرية.