تزخر صحار وهي مدينة عمانية بالعديد من المعالم الأثرية المنتشرة في ربوعها، إلا أن أبرزها على الإطلاق «قلعة صحار» التي تعد من أهم القلاع والحصون في منطقة الباطنة العمانية كافة، نظرا لموقعها المتميز ودورها الكبير الذي لعبته طوال القرون الماضية ، ويرجع تاريخ بنائها إلى نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي ، في الطرف الجنوبي من المدينة، و «أمراء هرمز» هم الذين قاموا ببنائها في عهد ملوك بني نبهان. تتميز القلعة بوجود نفق يمتد إلى مسافة عشرة كيلومترات إلى جهة الغرب حيث واحة البريمي ، وكان يجري استخدام هذا النفق «كخط للإمداد والتموين» بواسطة الخيول، عندما تكون القلعة في حالة حصار في زمن الحرب. وفي داخل قلعة صحار توجد عدة آبار للمياه الصالحة للشرب؛ كما تنتشر بها عدة أبراج كانت تستخدم للرصد والمراقبة والدفاع عن المدينة عند اللزوم. وتتميز المدينة بانتشار الأودية التي تنساب فيها المياه منها وادي «حيبي» الذي يبعد عن مركزها بحوالي 60 كيلومترا، إضافة إلى كل من وادي «عاهن» ووادي«الجزي»، وكذلك المناطق الجبلية الصغيرة الواقعة على السفوح وضفاف الأودية ، كما يوجد بها مجموعة من الحدائق الطبيعية التي أضافت إليها منجزات النهضة الحديثة على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، تطويرا يتزايد عاما بعد عام نظرا لأهميتها ومكانتها التاريخية، الأمر الذي جعلها «واحة خضراء». وفيها المجسمات الفنية الراقية المستوحاة من التاريخ العماني العريق وعطاءات البعث النهوضي الشامل، ما جعلها عامرة بالفنادق والاستراحات، ومشهورة بتعدد نافوارات المياه في شوارعها الحديثة المتسعة، التي تمتد بين النخيل والأشجار.. كل ذلك جعلها مؤهلة لاجتذاب السائحين القادمين من داخل السلطنة وخارجها على حد سواء. وتشتهر المدينة بوجود عدد من الحرف والصناعات التقليدية مثل صيد الأسماك وما يتعلق بها من صناعة، وصناعة الحلوى العمانية، وصياغة الفضيات، والحدادة، السعفيات والرعي والزراعة.