تعرض الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد لانتقادات حادة وواسعة بسبب موقفه الجديد من التوغل الكيني في الأراضي الصومالية واصفة إياه بانتقاص سيادة البلاد وبإهانة الشرف. كان الرئيس الصومالي وافق على دخول القوات الكينية أراضي بلاده، وذلك خلال القمة التي جمعته الأربعاء الماضي بكل من الرئيس الكيني مواي كيباكي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، رغم أنه كان قد أعلن موقفا رافضا قبل ذلك. واعتبر المنتقدون القمة الثلاثية والنتائج التي تمخضت عنها خطوة تعطي شرعية لأي دولة تريد أن تتدخل وترسل قواتها إلى الصومال دون أن تحصل على أي موافقة سواء من الصوماليين أو من المنظمات الدولية والإقليمية. وقالوا إن كينيا، بعد موافقة جميع المسؤولين الصوماليين على دخول قواتها إلى الصومال، تكون قد حققت مصلحتها. ووصف النائب عبدي أبشر طوري ما توصل إليه الزعماء الثلاثة في قمتهم بأنه تسوية غير شرعية أبرمت وراء الستار، الهدف منها إضفاء الشرعية على ما أسماه التوغل غير المبرر لقوات كينيا في أجزاء من المناطق الجنوبيةبالصومال تحت ذريعة مكافحة الشباب المجاهدين. النائب طوري علق على موقف الرئيس الصومالي واصفا إياه بالتنازل عن موقف مشرف أشاد به الكثير من الصوماليين تجاه دولة جارة يعتقد أن لها أطماعا معروفة وأخرى غير معلنة. وأضاف «كان الأجدر أن يتخذ الرئيس مثل هذا الموقف بعد أن يخضع موضوع التوغل الكيني وتداعياته للمناقشة من قبل البرلمان ويوافق عليه». وأشار النائب إلى أن الرئيس الصومالي زار أوغندا خلال هذا الأسبوع وذلك بعد أن أطلق تصريحه الذي أغضب المسؤولين الكينيين والرافض لدخول القوات الكينية الأراضي الصومالية، الأمر الذي يدل -حسب قوله- على أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني توسط بين الجانبين. كما وجه رئيس التحالف من أجل السلام عبد الله الشيخ حسن انتقادا شديدا للرئيس الصومالي قال فيه إن الموقف الجديد للرئيس تجاه التوغل الكيني يشكل نقصانا من سيادة الصومال وإهانة لشرفه كرئيس دولة كما أفقده الشعبية التي كسبها بعدما عارض توغل هذه القوات. وقال إن كينيا بحثت عن موافقة الحكومة الصومالية ومسؤوليها بعد أن توغلت قواتها إلى عمق الأراضي الصومالية بمسافة مائة كيلومتر ما يجعل أي اتفاق مع الحكومة الكينية بهذا الأمر لاغيا، مشيرا إلى أن «القوات الكينية قصفت مدنا صومالية وقتلت مدنيين، ورئيسنا لم يتحدث خلال القمة عن هذا الأمر ولم يطلب من كينيا أن تتوقف عن هذا». وأوضح أن كينيا بذلت جهدا كبيرا في البحث عن دعم لعمليات قواتها في جنوب البلاد ومن بين الدول التي طلبت منها الدعم، وفقا لكلامه، إسرائيل. وأكد أن تحالفهم يدين ذلك معتبرا توغل القوات الكينية في الصومال عاملا يقوي حركة الشباب المجاهدين بدلا عن تقويض قوتها كما يكسبها مزيدا من التأييد. أما صلاد علمي أحمد المتحدث باسم الرؤساء التقليديين في مناطق جوبا التي تتمركز القوات الكينية في أجزاء منها، فقال إن الرئيس الكيني حقق مصلحة بلاده خلال هذه القمة، في حين وافق الرئيس الصومالي على أمر لم يفكر في العواقب المترتبة عليه ولم يحقق مصلحة لبلاده. وذكر أن الرئيس الصومالي وافق بعلم أو دون علم على تقسيم الصومال إلى كانتونات تتبع الدول المجاورة، وأن التوغل الكيني لا يهدف -حسب اعتقاده- إلى محاربة الشباب المجاهدين بل لتمكين كينيا من جعل ثلاث محافظات متاخمة لها في جنوبالصومال تحت قبضتها وخلق كيانات إدارية تابعة لها في هذه المحافظات للاستفادة من ثرواتها. ودعا صلاد الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد للتراجع عن موافقته على التوغل الكيني في الأراضي الصومالية الذي لا يستند إلى شرعية من البرلمان الصومالي ولا من مجلس الأمن الدولي ولا من أية جهة أخرى ويجلب -على حد قوله- مشاكل كثيرة للصوماليين لا سيما الساكنين في المناطق الجنوبية. وكان الرئيس الصومالي عارض في وقت سابق توغل القوات الكينية في الأراضي الصومالية، وكسب من ذلك تأييدا من قبل كثير من الصوماليين بينما عبر الكينيون عن سخطهم لموقفه ذاك، لكن موافقته المتأخرة على التوغل الكيني أفقدته كثيرا من تأييد الصوماليين له، في نظر المراقبين.