أبدى الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد في تصريح للصحافة معارضته لتوغل القوات الكينية في الأراضي الصومالية، الذي شهد قبل أيام تطورا لافتا تمثل بتدخل عسكري فرنسي مباشر في العمليات الجارية ضد حركة الشباب المجاهدين. وجاءت تصريحات الرئيس شيخ أحمد أثناء تفقده مواقع القوات الحكومية والقوات الأفريقية في حي دينيلي الذي شهد معارك عنيفة منذ نهاية الأسبوع الماضي مؤكدا أن الحكومة والشعب لا يقبلان تدخل القوات الكينية بخلاف قوات الاتحاد الأفريقي من أوغندا وبروندي التي جاءت إلى الصومال برضا الحكومة والشعب وبتفويض الأممالمتحدة حسب قوله. وأضاف إن الحكومة الصومالية تحدثت مع نظيرتها الكينية في هذا الأمر واقترحت أن يكون لكينيا دور واضح يقتصر على دعم القوات الصومالية التي قال إنها مستعدة لتحمل مسؤولياتها، داعيا إلى تعزيز التعاون بين البلدين لتحقيق السلام في المنطقة انطلاقا من مقررات اجتماع الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) الذي عقد مؤخرا في أديس أبابا. وشدد على ضرورة التعاون بين الدول في شرق أفريقيا والحفاظ على حسن الجوار. من مخلفات القنابل التي ألقتها الطائرات الكينية على كيسمايو كما أشار الرئيس الصومالي في حديثه إلى أن الشعب لم يشك في السنوات العشرين الماضية من أي تدخل كيني في شؤونه الداخلية، لكنه نبه إلى أن هذا الموقف تبدل مؤخرا على خلفية دخول القوات الكينية مناطق صومالية، داعيا الحكومة الكينية إلى الأخذ بعين الاعتبار تبدل الموقف الشعبي الصومالي منها وضرورة التنسيق مع الحكومة الصومالية. وتزامنت تصريحات شيخ أحمد مع استمرار القوات الكينية في عملياتها إلى جانب قوات الحكومة الصومالية ضد حركة الشباب المجاهدين ولاسيما في محافظة جوبا السفلى وجيدو بجنوبالصومال، وكان آخرها غارة جوية نفذتها الأحد الماضي طائرتان حربيتان كينيتان على مدينة كيسمايو الخاضعة لسيطرة حركة الشباب المجاهدين. ولم يرد على الفور أي تعليق من الحكومة الكينية على تصريح الرئيس الصومالي الذي ربما يكون مفاجئا بالنسبة لها ولاسيما أنه جاء متأخرا قياسا بالوقت الذي دخلت فيه قواتها إلى الصومال. وفي تعليقه على المعارك الشديدة التي دارت مؤخرا بين القوات الحكومية المدعومة من قبل قوات الاتحاد الأفريقي وبين مقاتلي الشباب المجاهدين في حي دينيلي جنوب مقديشو، ذكر الرئيس الصومالي أن القوات الحكومية -التي قال إنها تنفذ أيضا عمليات عسكرية في مناطق أخرى من الصومال- حققت تقدما وكسبت مواقع مهمة. ونفى شيخ أحمد ما ذكرته حركة الشباب المجاهدين من أنها كبدت قوات الاتحاد الأفريقي خسائر كبيرة في المعارك الأخيرة وقتلت ستة وسبعين جنديا منها قائلا «قتل عشرة جنود فقط من قوات حفظ السلام الأفريقية، والجثث التي عرضتها حركة الشباب المجاهدين أكثرها من مقاتليها الذين قتلوا في المعارك». وأضاف أن هناك عمليات تقوم بها القوات الحكومية في أكثر من منطقة من مختلف محافظات الصومال معربا عن أمله بأن «يحدث تغير وتتحرر جميع مناطق الصومال في وقت قريب». وفي هذه الأثناء تشهد الضاحية الجنوبية من مقديشو حركة نزوح كبيرة حيث يتوجه الناس إلى مناطق يعتبرونها آمنة داخل العاصمة خشية توسع رقعة المعارك. وتشمل المناطق التي ينزح منها الناس منطقة عيلاشا بياها وجارسبالي ومنطقة كيلو 13 وهي المناطق التي لجأ إليها سكان مقديشو جراء المعارك التي اندلعت عام 2007 ضد القوات الإثيوبية. وكانت وكالة الأسوشيتدبرس للأنباء قد نسبت إلى مصادر كينية رسمية إعلانها أمس أن قوات فرنسية شنت هجمات على مواقع لحركة الشباب المجاهدين الصومالية في أول تدخل عسكري غربي في هذا البلد منذ نحو عقدين. وأكد الجيش الكيني في بيان له البحرية الفرنسية قصفت ليلة السبت بلدة كوداي قرب معقل حركة الشباب في كيسمايو الجنوبية بعد ساعات من تصريح المتحدث باسم الجيش الكيني بأن أحد شركاء كينيا الغربيين -يرجح أن يكون الولاياتالمتحدة أو فرنسا- كان وراء ضربات جوية جرت خلال الأيام الأخيرة وأدت إلى مقتل عدد من مسلحي حركة الشباب في الصومال. وذكر دبلوماسي -يتخذ من نيروبي مقرا له الأسبوع الماضي- أن فرنسا شنت هجمات عسكرية في الصومال، وهو ما نفاه مسؤولون فرنسيون في باريس، ولم تعلق وكالات الأنباء والصحف الفرنسية على هذا التطور الميداني. وأضاف مصدر أن مقاتلات حربية -يعتقد أنها كينية- شنت غارات جوية عنيفة على مدينة كيسمايو الساحلية الأحد الماضي مستهدفة موقعين غير مأهولين بين ميناء كيسمايو الدولي ومستودعات بترولية سابقة. ولم ينجم عن القصف الجوي -الذي يعد الأول منذ سيطرة حركة الشباب المجاهدين على كيسمايو في أغسطس/آب 2008 - أي خسائر بشرية لعدم وجود مدنيين أو مقاتلين في المنطقة. يشار إلى أن الطيران الكيني شن خلال الأسبوعين الماضيين قصفا عنيفا على مدن وقرى واقعة في ولاية جوبا السفلى، بينها قوقاني وتابتو وراس كمبوني. وقد اعترفت الحكومة الكينية بتوغل قواتها في عمق الأراضي الصومالية مسافة 100 كلم لمحاربة حركة الشباب، وفي المقابل هددت الحركة بنقل المعركة إلى عمق كينيا ردا على استيلاء القوات الكينية على مدن صومالية إستراتيجية.