بسطت القوات الكينية مدعومة بقوات صومالية سيطرتها على قرية بي بي الإستراتيجية بولاية جوبا السفلى في الصومال ممهدة الطريق لبلوغ مدينة كيسمايو بعد مواجهات مسلحة مع قوات حركة الشباب المجاهدين خلفت أربعة قتلى وستة جرحى على الأقل. وقد تجددت المواجهات المسلحة بين الجانبين إثر وصول قوات التحالف إلى قرية بي بي قادمة من قرية هربولي، حيث اخترقت الموقع الجديد من ثلاثة اتجاهات وتمكنت من اقتحام القرية بالقوة النارية والعددية وفق روايات شهود عيان. ولم تتضح بعد الحصيلة النهائية المتصلة بالخسائر، إلا أن المعلومات الأولية الواردة من هناك تشير إلى إمكانية ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوف الجانبين وتعد قرية بي بي هي الثانية التي تسقط تحت قبضة قوات التحالف خلال أسبوع واحد. وتأتي التطورات الميدانية في خضم التصعيد العسكري الذي يترافق مع مواصلة القوات الكينية، والصومالية زحفها ببطء شديد نحو مدينة كيسمايو حاضرة ولاية جوبا السفلى. من جانبها أقرت حركة الشباب المجاهدين بإخلاء القرية من قواتها، ووصفت انسحابها من المنطقة بأنه انسحاب تكتيكي، متعهدة بمواصلة الهجمات المسلحة على القوات الكينية. وتحدث المكتب الإعلامي عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الكينية في اشتباكات الجمعة الماضية دون إيراد أرقام محددة. وأشار المكتب إلى وجود قواتهم خلف القوات «الغازية» وأمامها على حد تعبير المكتب. إلا أن سيطرة قوات التحالف على قرية إستراتيجية أخرى قد يعجل سقوط مدينة كيسمايو في أيدي قوات التحالف، وفق مراقبين صوماليين. وتقلل حركة الشباب المجاهدين من أهمية سقوط المدن والقرى تحت سيطرة القوات الكينية، طالما أنه سيتم تحريرها من قبل قوات الحركة، حسب رأيها. وفي هذا السياق لم يستبعد المصدر إمكانية وصول القوات الكينية إلى مدينة كيسمايو، إلا أنه استدرك قائلا «لن تنعم القوات الغازية فيها، سنستهدفهم بشتى الوسائل العسكرية المتاحة، وسيدفعون ثمنا باهظا عاجلا». وقد تعرضت قرية بي بي والمنطقة المحيطة بها لغارات جوية مكثفة، شنتها المقاتلات الحربية الكينية ليلة الخميس والجمعة الماضيين مستهدفة فيما يبدو مواقع تابعة لحركة الشباب المجاهدين إلا أن الأخيرة نفت تعرض مواقعها للقصف. من جانبهم أكد سكان المنطقة سماع أصوات القصف الجوي والقصف البري بالمدفعية الثقيلة المتبادل بين الجانبين، ووصفوه بالعنيف والقوي. وتقدر المسافة الفاصلة بين قرية بي بي، وكيسمايو حوالي 65 كلم وهو تهديد مباشر للمدينة الساحلية. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تصل فيها -القوات الكينية التي تعمل تحت إمرة قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال- إلى المنطقة. وفي حين شهدت المنطقة هدوءا حذرا صباح أمس السبت قال عبد الناصر سيرار أحد القيادات الصومالية البارزة المرافقة للقوات الكينية- إن زحف قوات التحالف لن يتوقف.ورغم اقتراب القوات المشتركة من كيسمايو إلا أن الهدوء يعم جنباتها لكنه هدوء يقول صوماليون إنه يسبق العاصفة.