أفادت مصادر في الصومال بأن قوات الحكومة الصومالية تساندها قوات كينية سيطرت الليلة الماضية على مدينة قوقاني الإستراتيجية، وفي الأثناء تحدثت الأنباء عن إغلاق حركة الشباب المجاهدين مركز آل ياسر للنازحين الموجود بمنطقة كيلو خمسين شبيلي السفلى جنوب العاصمة مقديشو، وذلك لإعادة تأهيل النازحين به في مناطقهم بعد أن هطلت بها الأمطار، حسب الحركة. وأضافت المصادر أن القوات الصومالية دخلت، ومعها قوات كينية إلى مدينة قوقاني الليلة الماضية دون وقوع اشتباكات مسلحة بينهم، وبين حركة الشباب المجاهدين. وذكر أن القوات الحكومية أخذت مواقع دفاعية متقدمة باتجاه مدينة أفمدو التي تقع على مسافة 55 كلم شرقا. وكانت مقاتلات حربية كينية شنت عصر يوم أمس غارات مكثفة على مدينة قوقاني مستهدفة مواقع حركة الشباب غير أنه لم يتضح بعد حجم الخسائر الناجمة عن القصف الجوي. وتشهد مدينة أفمدو منذ صباح يوم أمس الأحد تحركات عسكرية لمقاتلي الشباب تحسبا للزحف المستمر للقوات الصومالية الكينية باتجاه المدينة. وقد تحرك عشرات من مقاتلي حركة الشباب المجاهدين من كيسمايو عاصمة ولاية جوبا السفلى، ومدينة بؤآلي عاصمة ولاية جوبا الوسطى باتجاه مدينة أفمدو للدفاع عنها. غير أن مراقبين صوماليين يرون صعوبة الدفاع عنها بعد سقوط مدينة قوقاني في قبضة القوات الحكومية. من جانبها اعترفت الحكومة الكينية لأول مرة بدخول قواتها المسلحة إلى الأراضي الصومالية لمطاردة خاطفي اثنين من عمال الإغاثة الإسبانية. وفي سياق متصل، قررت حركة الشباب المجاهدين إغلاق مركز آل ياسر للنازحين، واصطفت طوابير من الحافلات والشاحنات الكبيرة في المخيم لاستعمالها في نقل النازحين وأمتعتهم بعد أن زودتهم الحركة بمواد غذائية تكفيهم للشهور الأربعة القادمة حسب ما صرح به للصحافة رئيس لجنة إغاثة المتضررين بالجفاف التابعة لحركة الشباب المجاهدين السلطان محمد آل محمد. وقال السلطان إن برنامج نقل النازحين الذين يقدر عددهم بأربعة آلاف وخمسمائة أسرة إلى مناطقهم يهدف إلى تشجيعهم على الاعتماد على النفس وزراعة أراضيهم، مشيرا إلى أن الوضع قد تحسن وأن أمطار موسم الخريف بدأت تهطل بكثرة على معظم المناطق التي تضررت بالجفاف سابقا حسب قوله. وأضاف أن الحركة تريد أن يبدأ النازحون حياتهم من جديد ويمارسوا أعمالهم بحرية كما كانوا في السابق دون أن يكونوا رهنا للهيئات الإغاثية التي وصفها بالصليبية ومحصورين في مركز طيلة الوقت للاعتماد على المساعدات المقدمة لهم. ونفى الشيخ ما تردد من أن الحركة أجبرت النازحين في مخيم آل ياسر على العودة ووصف ذلك بالدعاية التي تروجها جهات وصفها بأعداء الشباب المجاهدين. وكانت حركة الشباب المجاهدين فتحت مركز آل ياسر قبل أربعة شهور لاستقبال الهاربين من ظروف الجفاف الشديدة التي سادت عددا من المناطق الجنوبية في البلاد بسبب تأخر هطول الأمطار لعدة مواسم ما أدى إلى نفوق المواشي ونقص المحاصيل الزراعية.