فرض جنود صوماليون وإثيوبيون مدعومون بقوات أميركية حصارا بريا وبحريا على مئات من مقاتلي المحاكم الإسلامية في الشريط الحدودي الجنوبي من الصومال المحاذي لكينيا. وقال متحدث باسم الحكومة الصومالية المؤقتة إنه يأمل أن يلقي مقاتلي المحاكم أسلحتهم ويسلموا أنفسهم أو يقتلوا، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين حاولوا الفرار بحرا لكن السفن الأميركية انتشرت لمنع حدوث ذلك. كما أغلقت كينيا حدودها مع الصومال وعززت وجودها العسكري هناك. ونقل مراسل الجزيرة أن السلطات الكينية أعادت نحو أربعمائة لاجئ صومالي. وأبقى إغلاق الحدود آلاف الصوماليين عالقين في بلدة قريبة، ولم تفلح دعوات المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس في إقناع كينيا بالسماح لهم بالدخول. من جهته قال وزير الداخلية الصومالي حسين عيديد إن نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة من مقاتلي المحاكم ما زالوا يختبئون في العاصمة مقديشو والمناطق المحيطة بها، مشيرا إلى أنهم يحاولون زعزعة الأمن في المدينة. يأتي ذلك في وقت ناشد فيه أيمن الظواهري -الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في تسجيل صوتي بث على الإنترنت- المسلمين في الصومال على الثبات في الميدان في مواجهة ما سماها الحرب الصليبية في بلادهم. وحث الظواهري الصوماليين على شن حملة تفجيرات انتحارية وهجمات مباغتة على القوات الإثيوبية في الصومال على غرار ما يحدث في العراق وأفغانستان. سياسيا بدأت مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال اليوم اجتماعا في العاصمة الكينية نيروبي. وقد استهل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف الاجتماع بالطلب بالبدء بنشر قوة أفريقية للسلام في بلاده فورا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1725 وتقديم دعم مالي وتقني للحفاظ على الأمن والاستقرار في الصومال. ويتضمن جدول أعمال الاجتماع البحث في الوضع الحالي في الصومال عبر التأكيد على تشكيل حكومة تضم كل الأطراف الصومالية والتحديات الأمنية وبينها زعماء الحرب والمليشيات والإرهاب. كما يشمل جدول الأعمال تمويل ونشر "قوة سلام في الصومال سمح مجلس الأمن الدولي مطلع الشهر الماضي للدول الأفريقية بإنشائها، إلى جانب مساعدة الحكومة الانتقالية" الصومالية. ويشارك في الاجتماع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جينداي فريزر ووزير الخارجية الكيني رافايل توجو ووفد من جامعة الدول العربية برئاسة السفير سمير حسني. وقد أعربت فريزر عن أملها في نشر قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال بحلول نهاية الشهر الجاري. وقالت إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وعد -في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جورج بوش- بإرسال من ألف إلى ألفي جندي لحماية قوات الحكومة الصومالية وتدريب جنودها. من جانبه حث أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية الحكومة الصومالية على فتح حوار مع جميع الأطراف الصومالية الراغبة في الحوار وإرساء الأمن والاستقرار، بما فيها المحاكم الإسلامية باعتبارها قوة سياسية موجودة على الساحة رغم التطورات الميدانية الأخيرة. وفي سياق متصل أعرب الرئيس المصري حسني مبارك -أثناء لقائه وزير الخارجية الإثيوبي سيوم ميسفين في القاهرة- عن اقتناعه بأنه "ليس لإثيوبيا أطماع في أراضي الصومال". المصدر: الجزيرة