علمت "نبأ نيوز" من مصادر مطلعة أن قوات خفر السواحل اليمنية استنفرت منذ مساء أمس الأول جميع قواتها على امتداد الشريط الساحلي اليمني المواجه للصومال، وكثفت دورياتها البحرية، وعززت وجودها البري بقوات من الجيش ضمن إجراءات احترازية لمنع تسلل عناصر من قوات المحاكم الإسلامية إلى الأراضي اليمنية، وبالتنسيق مع قوات التحالف المشترك التي تتخذ من قاعدة في جيبوتي مركز قيادتها الرئيسي. وعلى صعيد سياسي متصل، أفادت المصادر ذاتها ل"نبأ نيوز": أن مباحثات السيدة "جينداي فريزر"- مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية- مع المسئولين اليمنيين، والتي شملت لقاءً بالرئيس علي عبد الله صالح، وبالدكتور أبور بكر القربي- وزير الخارجية، بحضور "توماس كراجسكي- سفير الولاياتالمتحدةبصنعاء، قد أسفرت عن الاتفاق على مبادرة يمنية- أمريكية لاحتضان مؤتمر وفاق صومالي بصنعاء يجمع ممثلي الحكومة الانتقالية- التي تحضى بدعم واشنطنوصنعاء- وفصائل المحاكم الإسلامية الثلاثة الرئيسية، وبقية فصائل وطنية صومالية، وزعامات قبلية واقتصادية في إطار رغبة لتشكيل حكومة "متوازنة" تضم ممثلين عن جميع القوى، وطبقاً للرؤى التي ستتبلور خلال المؤتمر المزمع الاتفاق على موعده خلال الأيام القليلة القادمة. وتوقعت المصادر مشاركة ممثلين عن دول الإقليم الصومالي مثل إثيوبيا وكينيا لبحث آليات التزام إقليمي لدعم توجهات الحكومة الانتقالية، وتشكيل قوة حفظ سلام دولية من دول المنطقة لمساعدة حكومة الصومال في إعادة إحلال السلام، وتأهيل قواتها الداخلية للقيام بمسئولياتها، ولدعم جهود إعادة اعمار ما خربته طواحين الحرب الدائرة منذ سنوات- والتي سبق للرئيس علي عبد الله صالح أن تقدم بمبادرة للجامعة العربية لدعم إعادة اعمار الصومال وحضيت بموافقة الجامعة. وكانت السيدة"جينداي فريزر"- كشفت أمس قبيل مغادرتها عدن أن مشاوراتها في اليمن كانت جيدة جداً، مشيرة إلى توافق وجهات نظر الحكومتين اليمنيةوالأمريكية حول المشكلة الصومالية، مؤكدة دعم الولاياتالمتحدة القوي للحكومة الانتقالية ومشددة على ضرورة توافر الأمن في الصومال. وكانت المسئولة الأميركية خلال اجتماع لها بالرئيس صالح أعربت عن تقدير الولاياتالمتحدة للجهود والمساعي الدائمة، التي يبذلها الرئيس والحكومة اليمنية لتحقيق الوفاق وإعادة إحلال الأمن والاستقرار في الصومال. كما أثنت على الدعم الذي يقدمه اليمن للاجئين الصوماليين، من خلال توفير المعونات الغذائية والطبية اللازمة، إضافة إلى المساعدات الإنسانية الضرورية. وعلى هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في عدن عقب الدكتور أبوبكر القربي- وزير الخارجية:" أن هذا اللقاء يأتي بعد اجتماع لجنة الاتصال الدولية التي عقدت بالأمس في نيروبي والتي حضرتها سعادة مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية واطلعنا على نتائج اللقاء التي تؤكد أن استقرار الصومال لن يتحقق إلا بمشاركة كافة الفصائل الصومالية في إيجاد الحل السياسي الذي يعزز الأمن والاستقرار في الصومال". وأضاف القربي: "نحن في اليمن كما تعرفون رعينا العديد من اللقاءات بين المجموعات الصومالية وكنا للأسف الشديد في آخر لقاء قد خرجنا ببيان من المحاكم الإسلامية لو أنه طبق لما وصل الحال بالصومال إلى ما وصل إليه اليوم، لكن نحن اليوم مع دول الجوار والولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي سنعمل على تطبيق القرار 1725 الصادر عن مجلس الأمن والذي يؤكد على مجموعة من الثوابت أهمها بالطبع إرسال قوات حفظ السلام إلى الصومال والعمل الآن على دعم الحكومة الصومالية لكي تستطيع فرض الأمن والاستقرار على العاصمة وفي أنحاء الصومال، وكما أشارت سعادة مساعدة وزيرة الخارجية بأننا سنعمل والمجتمع الدولي في هذا الاتجاه". هذا وكانت صنعاء كشفت أمس عن وجود شخصيات من المحاكم الاسلامية في اليمن تجري مباحثات مع المسئولين اليمنيين في تطورات الوضع الصومالين في نفس الوقت الذي أشارت مصادر "نبأ نيوز" الى ان وجود هذه الشخصيات يصب في نفس إطار المساعي اليمنية لاحلال الوفاق بين الفصائل الصومالية.