كثير من الأقلام جفت والأصوات بحت وهي تطالب وتدعو الإخوة الفرقاء إلى وضع خلافاتهم جانبا والتعامل بجدية ومسؤولية مع المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي " 2014 " لنقل السلطة سلميا حتى لا تنجر البلد إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها تأكل الأخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر وتقود اليمن إلى هاوية لا يمكن الخروج منها مطلقاً ، ويفوتون بمكابرتهم وأعذارهم غير المقبولة واللا معقولة كل الحلول المطروحة الآن والمبادرات الخيرة من قبل الأشقاء والأصدقاء ليستمر نزيف الدم والاحتراب والاقتتال الذي سيفتح الباب واسعا أمام الطامعين وذوي الأغراض الخبيثة الطامحين للسلطة عن طريق الرصاص والدم الذين يعمدون إلى نشر الفوضى في كل مكان في البلد للوصول إلى غايتهم المنشودة تلك ,وهو ما لا يريده أي عاقل في اليمن أو خارج اليمن. لماذا كل هذه المكابرة والتعنت الأعمى وغير المبرر؟ لماذا نرفض أن يخرج اليمن من محنته بسلام بدون إراقة المزيد من الدماء البريئة ؟ لماذا هذه الرغبة الشديدة في تدمير مقومات الحياة بل في تدمير اليمن بذاته ؟أكل هذا من أجل أن يصل الإخوان ومن يسيرهم ب "الريموت كنترول" من بعيد من وراء الحدود إلى السلطة ؟!,أيها السائرون بالتحكم عن بعد أفيقوا يرحمكم الله يكفي ما قد عاناه اليمن وشعب اليمن من ويلات ومن حروب ومن تخريب متعمد لاقتصاده وسبل العيش الكريم، يكفي ما قد وصلت إليه شروركم من تخريب وقتل وقطع للطريق والكهرباء والماء ولكل سبل الحياة ،وتشريد للمواطن المسكين المغلوب على أمره. ولقطع الطريق أمام كل هذه الشرور والكوارث والمآلات التي تنذر بأخطار جمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى على اليمن أرضا وإنساناً فإن الحكمة تستدعي من الفرقاء السياسيين" السلطة والمعارضة " ضرورة التسريع بالتوقيع على الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية وعدم جعل التفاصيل الصغيرة عقبة كأداء في طريق تنفيذ هذه الآلية حتى تضع المعارك أوزارها ونجنب اليمن شرور الويلات والحروب والمزيد من إراقة الدماء البريئة الطاهرة للإنسان اليمني، ونسمو باليمن فوق الجميع فهو يستحق أن يضحي الجميع من أجله بالغالي والنفيس، وأن يرتقوا ويرتفعوا بمصلحة اليمن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية، ويتركوا كل هذه المكابرات والخلافات والمشاحنات من أجل الوصول باليمن إلى بر الأمان والسلام والطمأنينة والاستقرار. ونستبشر خيراً بتأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي حول اليمن حتى ال 28 من نوفمبر الجاري وتأجيل سفر المبعوث الدولي بن عمر ليتركوا للسياسيين اليمنيين فرصة الاتفاق النهائي بشأن الآلية التنفيذية حول المبادرة الخليجية ليتم التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة في الرياض في القريب العاجل إن شاء الله. فهل يستجيب الفرقاء ويحتكمون إلى العقل أم إلى السلاح؟! ونحسب أنهم مع الرهان الأول لأنه مطلب الشعب اليمني الذي سئم من المعارك وسفك الدماء وعدم الاستقرار، وأن تعود لليمن عافيته التي فقدها طوال أكثر من 10 أشهر فالخروج من الأزمة في اليمن لم ولن يكون إلاّ بالحوار. والله من وراء القصد.