حث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو يوم أمس الاثنين دول منطقة الشرق الاوسط على الانخراط في «تفكير جديد» خلال محادثات نادرة بشأن جهود تخليص العالم من القنابل الذرية تشارك فيها اسرائيل والدول العربية وتقاطعها ايران. وافتتح امانو اجتماعا يستمر يومين في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتبر فرصة للمساعدة في بناء الثقة وتقليص انعدام الثقة العميق بالمنطقة. وقال أمانو انه يأمل أن «تساعد (المحادثات) في تشجيع الحوار عن منطقة خالية من الاسلحة النووية» في الشرق الاوسط. وقالت ايران التي تتهمها اسرائيل والولايات المتحدة بالتخطيط لتصنيع أسلحة نووية انها لن تشارك في المناقشات بعد أن أقر مجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة قرارا يوم الجمعة يوبخها على أنشطتها النووية. واتهمت ايران التي تنفي وجود هدف عسكري لانشطتها النووية أمانو بالانحياز للغرب والفشل في التعامل مع الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة. وقال مسؤول غربي بعد بدء الاجتماع المغلق بقليل «المقعد الايراني خال». وقال خبير مكافحة الانتشار النووي مارك فيتزباتريك مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان من المؤسف غياب ايران. وأضاف ايران برفضها الحضور سددت ضربة أخرى لرؤية منطقة خالية من الاسلحة النووية. ووصف الاجتماع الذي يعقد يومي 21 و22 نوفمبر تشرين الثاني بأنه محاولة لها أهمية رمزية لجمع الخصوم بالمنطقة في نفس المكان ولكن من غير المتوقع أن يتمخض عن نتيجة ملموسة. واذا جرت المحادثات بسلاسة مع التزام جميع الاطراف بالابتعاد عن الخطاب الحاد فقد يبعث هذا برسالة ايجابية قبل مؤتمر دولي مزمع عقده العام القادم عن اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. وقال أمانو «أتمنى أن تكون مناقشاتكم خلاقة وبناءة وتتجاوز مجرد اعادة اعلان المواقف المعلنة منذ فترة طويلة. ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وهو الامر الذي يتكرر تنديد الدول العربية وايران به. وستركز المحادثات على تجارب مناطق أنشأت مناطق خالية من الاسلحة النووية من بينها افريقيا وامريكا اللاتينية وكيف يمكن أن تتعلم منها منطقة الشرق الاوسط. وقال امانو أتمنى أن يغذي هذا تفكيرا جديدا وخلاقا بشأن ارتباط الشرق الاوسط المحتمل بالمناطق الخمس القائمة الخالية من الاسلحة النووية. وكانت الدول الاعضاء في الوكالة قد قررت في عام 2000 عقد الاجتماع لكن موافقة الاطراف المعنية على جدول الاعمال ومسائل أخرى استغرقت كل هذا الوقت. وتمت دعوة جميع الدول الاعضاء في الوكالة. وقال فيتزباتريك استجابة اسرائيل والدول العربية للارادة السياسية لحضور دورة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن ثم السماح بعقدها اخيرا هو تطور ايجابي. ولم تؤكد اسرائيل او تنف قط امتلاكها أسلحة نووية. واسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي. وتقول انها لن تنضم الى المعاهدة الا اذا عقدت سلاما شاملا في الشرق الاوسط مع الدول العربية وايران. وسيكون على اسرائيل التخلي عن الاسلحة النووية اذا وقعت المعاهدة. ووافقت فنلندا على استضافة المؤتمر الذي يعقد العام القادم لبحث تخليص الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل. واقترحت مصر فكرة عقد الاجتماع الذي يدفع في اتجاه اجراء محادثات بين جميع الدول في الشرق الاوسط للتفاوض على معاهدة تقام بموجبها منطقة خالية من الاسلحة النووية.