إننا أصحاب حقٍ ونحن شعب يبحث عن كيانه وهذا أمر مسلّمٌ فيه،لكن علينا ألا نغفل أو نتجاهل أن الآخرين لديهم حقوق عندنا وهذه الحقوق هي المصالح التي تحدد جوهر العلاقات بين الدول (الإقليم والعالم ). لذلك فالتعامل معهم يجب أن يأخذ بالحسبان ما أشرنا إليه إن أردنا الوصول إلى ما نريد هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى علينا ألا ننجر خلف الشارع لكي لا نكرر أخطاء سبعينات القرن الماضي !!فالتزاوج والمواءمة بين العمل الثوري للحراك والعمل السياسي مسألة مهمة ومطلوبة، أما الارتهان للعاطفة وترك الحبل على الغارب فهما الطريق نحو الأخطاء الإستراتيجية التي لا ينفع معها الندم وقتئذ. والحقيقة أقول أن شعورا يتملكني غامرا إياي بالسعادة والطمأنينة وقد رأيت في الآونة الأخيرة تقاربا وأن كان بطيئا بعض الشيء،بين أطياف مختلفة ،هذا الشعور الشخصي ولد بعد الندوة التي نظمها منتدى التنمية السياسي برئاسة الأستاذ/علي سيف حسن والتي تم فيها الاستماع وتقديم المداخلات,والنقاشات لتقرير مجموعة الأزمات الدولية الأخير. وللأمانة أقول أن ورقة الأستاذ علي سيف "نحو حامل سياسي جامع"جديرة بالاهتمام والدراسة لما حوته من أفكار تضعنا على أعتاب مرحلة أكثر أمنا واستقرارا، كما أن الندوة الأخرى التي عقدت تحت عنوان (الحوار الجنوبي الجنوبي التطلّعات والمخاوف وحضرها ممثلون للحراك ولأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ولفيفُ من المثقفين والشباب وقطاع المرأة اعتبرت امتداد لما سبقها فضلا عن كونها ندوة نوعية من حيث أنها لم تقدم فيها أوراق واستمع الحاضرون لبعضهم البعض بصدور واسعة، وهذا الأمر في تقديري هو ما جعل بعض المراقبين أو الحضور يقولون ويؤكدون أن ثمة بوادر تلوح في الأُفق تتعلّق بتقريب وجهات النظر بين مختلف الفصائل السياسية أو الشبابية وذلك هو الكفيل بإعلاء صوت جنوبي غير متنازع من خلاله فقط يمكننا إقناع الآخرين بعدالة قضيتنا وبالتالي الوقوف لمناصرتنا إن هم رأوا ما يقنعهم. لذلك فنحن من يفرض على الآخرين التعاطي مع ملفنا، وهو ما أكد عليه المبعوث الدولي جمال بن عمر، والسفير البريطاني.،وما تلاهما من لقاءات أو تصريحات تؤكد أن العالم يتحرك للاستماع لوجهات النظر والإسهام في حل القضية الجنوبية وبما لا يتعارض مع الاستحقاقات الخارجية المطلوبة. لذلك فالحوار الجنوبي الجنوبي والتحضير لعقد مؤتمر وطني عام لا يستثني أحداً أراه ضروريا ومهما في آن سيما بعد أن ظهرت القضية إلى السطح ،والمطلوب هو التجانس بين أن الأطراف مجتمعة ،مع التأكيد أنه لا يجوز وليس من المنطقي إجراء حوار يتعلق بالقضية الجنوبية بين قيادة الحزب الاشتراكي في صنعاء وفرعه في محافظة عدن " على سبيل المثال"فمجرد التفكير في إجراء حوار كهذا سيفضي إلى تنافر كبير ويلحق الضرر بالجميع ،وبالتالي تباعد المسافة التي راهن ويراهن عليها من لا يريدون مصلحة في التقارب والاصطفاف. أخيرا..أما آن الأوان لنا لالتقاط الرسائل والأوراق والتعامل معها بمنتهي الموضوعية والعقلانية؟واستثمارها بشكل صحيح يجنبنا الخوض في غمار ما لا يجدي نفعا،وعامل الوقت مهم جدا، وهو ملغوم بالتحديات التي من الأهمية بمكان اكتشافها وإبطال مفعولها لاستئناف الرحلة صوب الغد المنشود.