برزت مدينة العلا السعودية الأثرية في أوائل القرن السابع الهجري كمدينة رئيسة تابعة آنذاك لسلطة الأيوبيين في دمشق ، وفي القرن الثامن عشر ميلادية كانت تابعة لسلطة العثمانيين ، وفي القرن التاسع عشر تبعت لمحافظة المدينةالمنورة ثم أصبحت تابعة لإمارة حائل حتى عام 1309ه وبعدها عادت مرة أخرى لتتبع المدينةالمنورة. كانت تسمى قديما بوادي القرى وديدان وهي من أقدم المدن. تاريخها لم يعرف على وجه الدقة، إلاّ أنّ العلماء أجمعوا على أنّ تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين، وقد مرت بعدة حضارات وتعاقبت عليها دول عديدة ، ومر بها النبي في غزوة تبوك ، وهي بلد الشاعر جميل بثينة. الباحثون يسمونها بعاصمة الآثار وبلد الحضارات، كما تعرف عند أهلها ب«عروس الجبال». يتصف أهلها بطيبتهم وحسن ضيافتهم. فيها مدائن صالح أو قرى صالح أو الحجر، وهي تسمياتٌ تطلق على مكان قوم ثمود والأنباط حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غاية في الجمال والغرابة والتي تعرف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النحت وجماله. ومن آثار العلا محلب ناقة سيدنا صالح، القلاع الإسلامية، محطّات سكة الحديد، مقابر الأسود، جبل عكمه، الصليمية، وغيره الكثير لم يكشف بعد حتى الآن... وقد حدد العلماء أربع ممالك قامت في العلا كونت فيها حضارات منذ بداية القرن السادس قبل الميلاد، وهذه الممالك أو الدول هي: (مملكة ديدان- مملكة لحيان- دولة الأنباط) . شاع في العهد الإسلامي في القرن السابع الهجري استعمال اسم العلا أكثر من ذي قبل، رغم أنه كان معروفا سابقًا كقرية وادي القُرى في العصر الأموي. كانت أهمية العلا والحجر مدائن صالح بشكل عام بالغةً لوقوعها على طريق التجارة القديم. فنجدهما في العصور القديمة تتحكّمان في حركة النقل التجاري بين الشمال والجنوب، وفي العصور الإسلامية كانتا محطتين من محطات طريق الحج الشامي ، وفي العصور الحديثة أصبحتا محطتين على خط سكة حديد الحجاز لخدمة حجاج بيت الله الحرام. ولأهميتهما العلمية في تاريخ الإنسان، رحل إليهما الكثير من العلماء لدراستهما، ورغم ذلك فالموقعان محتاجان لكثيرٍ من الدراسة لإزالة كثير من الغموض.