عقد المجلس الاقتصادي الأعلى اجتماعا له أمس برئاسة رئيس الوزراء رئيس المجلس الأخ محمد سالم باسندوة. وكرس الاجتماع لمناقشة عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الاقتصادي، والخطط والسياسات الكفيلة بالتخفيف من الظروف الاقتصادية الصعبة سواء تلك المرتبطة بمعيشة المواطنين أو بالموازنة العامة للدولة في ظل تدني مستوى الإيرادات وبوجه خاص الإيرادات النفطية منها جراء استمرار توقف أنبوب نقل النفط الخام مأرب - رأس عيسى، وما تمثله هذه الموارد من أهمية كبيرة في دعم الاقتصاد والموازنة العامة للدولة. وتناول الاجتماع الفرص الكفيلة بتعظيم استفادة اليمن من الموارد النفطية في القطاعات المختلفة، بما يعود بالفائدة على المجتمع ويساند جهود الحكومة الرامية إلى تحسين معيشة المواطنين وتلبية المطالب الاقتصادية العادلة في الحياة الكريمة، وبلورة سياسات اقتصادية وتنموية محورها الأساس المواطن، وفي مقدمة ذلك امتصاص البطالة والتخفيف من الفقر. وتدارس المجلس عدداً من الرؤى والأفكار الهادفة إلى تحقيق هذه الغاية، بما في ذلك البدائل المقترحة لحل إشكالية توقف ضخ إمدادات النفط الخام على المديين القصير والمتوسط، وكذا تحديث المنشآت والقطاعات النفطية في الجوانب الإنتاجية والاستكشافية بما يعزز استفادة الاقتصاد الوطني من القطاعات الواعدة في مجالات النفط والغاز، وأحيط المجلس بخطط وزارة النفط والمعادن في هذا الجانب، والآليات التنفيذية التي ستعتمدها لانجاز هذه الخطط. من جانب آخر استقبل رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انجر اندرسون التي تزور اليمن حاليا. وجرى خلال اللقاء مناقشة جوانب التعاون المشتركة، بما في ذلك المشاريع التنموية التي سيدعمها البنك الدولي في اليمن خلال المرحلة القادمة، وكذا التحضيرات النهائية الخاصة بعقد الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن خلال الأسبوع الجاري في الرياض، إضافة إلى الترتيبات القائمة لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة كافة الأطياف السياسية في اليمن. وفي اللقاء عبر الأخ رئيس الوزراء عن تقدير الحكومة للجهود المبذولة من البنك الدولي لمساعدة اليمن ومساندتها لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق النهوض المنشود في هذا الجانب، مشيرا إلى حرص حكومة الوفاق الوطني على بذل كل الجهود الممكنة لتحسين مستوى معيشة المواطنين الذين يعقدون آمالاً كبيرة في المرحلة الانتقالية على التغيير الأفضل في كافة النواحي بما فيها المعيشية. ولفت الأخ باسندوة إلى أهمية دعم الأشقاء والأصدقاء لحكومة الوفاق الوطني لتحقيق الغايات والطموحات في رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق الأمن والاستقرار وبناء اليمن الجديد، مؤكدا أن على البنك الدولي تزويد اليمن بخبراء في كافة المجالات خاصة الاقتصادية بما يساعد على الاستفادة من الخبرات المتقدمة لتحقيق النهوض المنشود على كافة المستويات. من جانبها أثنت نائب رئيس البنك الدولي على الجهود التي تبذلها حكومة الوفاق الوطني، معربة عن تقديرها لحجم المسئولية الملقاة على عاتقها في إعادة بناء اليمن. وأكدت حرص البنك الدولي على مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم اللازم لدعم مسارات التنمية والاستقرار في اليمن، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من استقرار المنطقة والإقليم. على صعيد متصل استقبل رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس بصنعاء وفد شركة مصدر سيتي الدولية الذي عرض له رغبة الشركة في تبني إقامة مشروع « سكنى الغد» المتضمن بناء وتشييد عدد من المدن السكنية في محافظات يمنية مختلفة. وتعرف الأخ رئيس الوزراء من الوفد على عمل الشركة التي تأسست في عام 2006، وتتخذ من العاصمة الإماراتيةأبوظبي مقرا لها، وتعد من الشركات الرائدة العاملة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، مشيرين إلى خبرات الشركة والمشاريع التي نفذتها في الإمارات وسوريا والولايات المتحدةالأمريكية. وعبر وفد الشركة عن الرغبة الجادة في التعاون مع الحكومة لإقامة مشاريع مدن سكنية في اليمن على أن يتم توفير الأراضي وتحديد المحافظات والمدن المستهدفة لتتولى الشركة إقامة مشروع « سكنى الغد» وتجهيزها وبيعها للحكومة التي ستقوم بدورها ببيعها للمواطنين بأقساط شهرية مناسبة، مؤكدين أن أهم ما يميز هذه الوحدات السكنية الاعتماد على الطاقة المتجددة النظيفة والخالية من التلوث. ورحب الأخ رئيس الوزراء بمثل هذه الأفكار الاستثمارية المبدعة التي تراعي عدة جوانب وتساهم في حل الإشكالات السكنية القائمة في اليمن، وفقا لمعايير ومواصفات بيئية عالمية، مؤكدا استعداد الحكومة لتقديم كافة أوجه الدعم لإنجاح عمل الشركة وتذليل الصعاب أمام المستثمرين بما يساعد على تنفيذ مثل هذه المشاريع التي يحتاجها اليمن.