الزواج من وجهة نظر شرعية أن غلاء المهور يجعل الزواج يتعسر أو يتعذر على كثير من الشباب فيتأخر الزواج لذلك وهذا خلاف ما شرعه الله من تخفيف المهور اذ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة ) ، كما تزوجت امرأة بنعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحها ، وقال لرجل التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم «هل معك شيء من القرآن» قال نعم سورة كذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم « زوجتكها بما معك من القرآن» ، وقال له رجل يارسول الله إني تزوجت امرأة على أربع أواق يعنى مئة وستين درهما فقال النبي صلى الله عليه « على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث فتصيب منه ». وقال عمر رضي الله عنه لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها رسول الله رواه الخمسة وصححه الترمذي. المغالاة في المهر فكثير من الناس يغالون في المهور لمقاصد مذمومة إما متاجرة وطلبا للمال أو مفاخرة وطلبا للرياء ، أو مجاراة للأعراف وإتباعا لآراء النساء ، يقول احد الفقهاء من محافظة لحج وهو الحاج أمين العسيلي ( ينبغي على الأولياء التيسير في ذلك وعدم إثقال كاهل الزوج و إشغال ذمته بالديون ، واللائق بالوجهاء وأعيان الناس في اليمن أن يكونوا قدوة في المجتمع وأن لا يشقوا على إخوانهم الذين لا يستطيعون مجاراتهم في غلاء المهور ،ومن المؤسف أن بعض الأسر خاصة في عدن تعلمت هذه الأيام أن تكثر من الشروط مع علمها بضعف حال الزوج و الوالد الحكيم هو الذي يحرص على نجاح الزواج ولا يلتفت إلى المال بل ربما أعان الزوج على ظروف الحياة ، أما إذا بذل الزوج المال الكثير وكان ميسرا و لم يشق عليه ذلك فلا بأس بذلك ، والصحيح انه لا حد لأقل الصداق أو أكثره في الشرع ) . الشباب والعزوف عن الزواج إن عزوف الشباب عن الزواج وتسويفهم له لارتباطهم بعلاقات أو رغبتهم في الحرية وعدم الالتزام بالمسؤولية أو غير ذلك من القناعات الفكرية لا يسوغ شرعا ولا يجوز الاعتماد عليها فالشاب امين الجماعي يؤكد أن عزوفه عن الزواج هو ناتج عما يشاهده في بيته من خلال مايحصل بين اخيه وزوجته إذ يقول ( لقد وصلت إلى قناعة بأن عدم الزواج يهدئ البال وهذا مالمسته من أخي الكبير الذي حذرني مرارا من الزواج بسبب المشاكل المعيشية وغلاء المهور ) . السن المتقدمة للشاب أو الشابة تأجيل أهل المرأة تزويج البنت هو من الأسباب الواهية و المبررات غير المقنعة كسن الفتاة وتعليمها أو حصولها على وظيفة ما يكون سببا لحرمان الفتاة و عنوستها. ألطالبة نهى عثمان في كلية التربية تطرح رأيها حول ذلك قائلة ( كثير من الفتيات يمررن بهذا المنعطف الأسري الذي لايخدمهن على الإطلاق فاعرف كثيرا من الفتيات اللواتي لم يوفقن بزواج بهذه الحجة فتصبح الفتاة دون زواج حتى سن متقدمة وبعضهن يصبن بداء العنوسة إلى الأبد ) . إضافة إلى جملة من المعوقات منها امتناع بعض الفتيات عن الزواج لمفاهيم خاطئة وأفكار مثالية سعيا وراء الأمل المنشود وفارس الأحلام وكل ذلك خيال قل أن يتحقق في الواقع ، وكم من فتاة ندمت اشد الندم على فوات شبابها ، والواجب على الفتاة عند خطبتها التعقل والمشاورة والاستخارة والموازنة بين المصالح والمفاسد والتركيز على توفر صفة الدين والخلق في الشاب . أيضا إكراه الشاب أو الفتاة على الزواج بأحد أقاربه ، فيكره الولد على الزواج بابنة عمه أو البنت بابن عمها دون النظر إلى الرغبة والتوافق النفسي وهذا العمل محرم في الشرع ومن عادات أهل الجاهلية له تأثير كبير في تأخر الزواج أو فشله و يوقع الأولاد في حرج عظيم . وما يعانيه الشاب في عدن كثرة الشروط من قبل الفتاة وأهلها ، وتضخيم الجانب المادي والغنى في اختيار الزوج والرضا به وعدم الاهتمام بالصفات المهمة الأخرى كالدين والخلق والكفاءة . طبعا تشير المعادلة خصوصاً في المحافظات الجنوبية إلى انتشار البطالة بين الشباب وقلة الفرص الوظيفية أو ضعف الدخل لدى الشاب العامل ما يجعله غير قادر على فتح بيت وتكوين أسرة ، والمسؤول عن هذه المشكلة العظيمة هو الدولة وجهات العمل والشؤون الاجتماعية . وينبغي للقطاع الخاص وذوي الغنى واليسر أن يكون لهم حضور في هذا المجال .