بدأت أمس بصنعاء فعاليات اللقاء السنوي التقييمي السادس عشر لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية. وفي افتتاح اللقاء أكد وزير النفط والمعادن المهندس هشام شرف أهمية عقد هذه اللقاءات السنوية التي تحرص الهيئة على تنظيمها لمناقشة واستعراض وتقييم أعمالها الفنية والاستكشافية للاستفادة منها عند إعداد التقارير ووضع الخطط المستقبلية. وقال الوزير هشام شرف» نأمل أن تشهد الأعوام القادمة مزيدا من العمل وتحقيق الانجازات في قطاع المعادن»..لافتا إلى أن قطاع التعدين في اليمن لم يجد الاهتمام والدعم الكافي والكبير الذي يفترض ان يكون عليه بسبب ان العائد من قطاع التعدين يأتي بعد فترة من الزمن وليس عائد سريعاً. وأضاف « يجب أن يحظى قطاع المعادن في اليمن بدعم المستثمرين لان الدولة لديها ارتباطات والتزامات وهموم كبيرة ولهذا سنركز جهدنا خلال الفترة القادمة على الاستثمارات وجذب المستثمرين إلى اليمن والمشاركة في الفائدة والجهد وإيجاد موارد دعم للبلد «. وأكد وزير النفط والمعادن أهمية التركيز على قطاع المعادن باعتباره القطاع الأكثر استمرارية وقدرة على استيعاب الأيادي العاملة وامتصاص البطالة والحد من الفقر إضافة إلى ما يحتاجه من تدريب لكوادر بأعداد كبيرة للعمل في مختلف محافظات الجمهورية بخلاف القطاعات الأخرى . وقال« التركيز سيكون على قطاع المعادن ولكن لا نعتمد فقط على الدولة ان تضخ أموالاً لهذا لقطاع ولكن نشجع القطاع الخاص والمستثمرين العرب والأجانب ونخلق الظروف المواتية لقدومهم لليمن من امن واستقرار وقانون وهذا ما تعمل عليه حكومة الوفاق الوطني ». وأضاف« يجب أن يعلم الجميع ان المهمة شاقة ولا يستطيع فرد او مجموعة ان تقوم بها ولابد من تعاون الجميع للوصول إلى النتائج المتوقعة «..معربا عن امله في ان تتبنى الهيئة مشاريع فنية تخدم البرامج الاستكشافية لاستغلال الثروات المعدنية والصخور والمعادن الصناعية والإنشائية ذات المردود الاقتصادي الكبير وقد أثبتت الدراسة الأولية وجود مؤشرات مشجعة لها حيث يؤدي ذلك إلى الإسهام الفعلي لقطاع التعدين في التنمية خصوصا في المرحلة القادمة التي تتطلب وجود مصادر متعددة لدعم الاقتصاد الوطني وبناء المؤسسات والبنى التحتية التي تأثرت بسبب الأزمة ومن اجل تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي لليمن. ولفت الوزير هشام شرف إلى ان استمرار عقد هذه اللقاءات السنوية ولفترة من الزمن يثبت جدية هيئة المساحة الجيولوجية ورغبتها في تطوير أعمالها وعرض نتائجها أمام المهتمين وبكل شفافية وكذا دعوتها للمهتمين من كافة الجهات يغني اللقاء بالآراء والملاحظات التي تخدم النجاح والتكامل في الأعمال الفنية والاستكشافية. وثمن الجهود التي يبذلها جميع العاملين في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في هذا القطاع ..متمنيا من الجميع المزيد من النجاح والتقدم وان يخرج اللقاء بنتائج تنعكس ايجابا على أداء الهيئة المستقبلي وتطوير العمل البحثي والاستكشافي وجذب الاستثمارات المحلية والعربية والعالمية لاستغلال الموارد المعدنية المتواجدة في مختلف محافظات الجمهورية. فيما أكد القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور عامر الصبري ان عقد اللقاء السنوي يتيح للجيولوجيين والأكاديميين والمستثمرين المهتمين بقطاع التعدين التعرف على آخر المستجدات الفنية المتعلقة بمختلف مجالات علوم الأرض التي تتضمن نشاطات المسح الجيولوجي والاستكشاف المعدني والدراسات الجيوهندسية والجيوبيئية. وأشار إلى أن الهيئة بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات الماضية في ظل محدودية الإمكانيات المالية وتقادم الأجهزة والمعدات حيث تم تحديد العديد من مواقع الموارد المعدنية التي اسهمت في انشاء صناعات استخراجية وتحويلية مثل صناعة أحجار البناء والزينة والاسمنت والسيراميك والزجاج التي مثلت قصص نجاح تظهر ان قطاع التعدين واعد ومبشر. ولفت الدكتور عامر الصبري إلى ان نشاط الهيئة لا يقتصر على استكشاف واستخراج الموارد المعدنية حيث تقوم بتنفيذ الدراسات المتعلقة بمختلف علوم الارض مثل الانهيارات والتشققات الارضية وانجراف التربة والتقليل من مخاطر الظواهر التي تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية. وأكد أن ما تحصل عليه هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية من موارد مالية ومخصصات سنوية لا تكفي لاستكمال اعداد الخرائط الجيولوجية التفصيلية وتكثيف اعمال الاستكشاف لتوفير قاعدة بيانات لطرحها كفرص استثمارية واعدة امام المستثمرين. فيما تطرق مدير عام التخطيط بالهيئة احمد رشيد إلى سير العمل بالهيئة خلال العام الماضي والصعوبات التي واجهت الهيئة جراء الاحداث التي شهدها اليمن والتي القتها بظلالها على مختلف انشطتها اضافة إلى ما تواجهه الهيئة من صعوبات بسبب نقص الموارد المالية. ويناقش اللقاء السنوي السادس عشر الذي تنظمه هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية على مدى ثلاثة ايام انشطة مشاريع التخريط الجيولوجي والدليل الطيفي لصخور الاساس والخارطة الجيوبيئية والخارطة الغرضية، وكذا انشطة مشروعي الاستشكافات المعدنية والصخور الصناعية والإنشائية وبرامج التعاون الخاصة بالهيئة. كما يناقش المشاركون اعمال وأنشطة إدارة الخدمة الفنية في كل من عدن وحضرموت وكذا انشطة وأعمال مشاريع الدراسات الجيوفيزيائية والمختبرات المركزية، والجوانب المتعلقة بالتقييم والترويج والمعلومات والجيولوجيا البحرية والطاقة الحرارية الارضية بالإضافة إلى انشطة مشروع انتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري في اليمن وغيرها من الانشطة التي نفذتها الهيئة خلال العام الماضي. حضر افتتاح اللقاء عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة والمهتمين في الجامعات والمؤسسات والشركات المحلية والعربية والأجنبية .