وصفت الكاتبة الفرنسية شانتال دوبيل ما يجري في سوريا بأنه حرب يشنها الناتو على دولة ذات سيادة ويستخدم فيها المعارضة المتطرفة والمتعصبة والظلامية والوحشية ضد الدولة السورية المتسامحة والتي تمارس حقها في الدفاع عن أرضها وسيادتها بجميع الوسائل المتاحة لها فالبلد في حالة حرب وهو يتعرض إلى هجوم من الخارج. وأكدت الكاتبة في مقال نشره موقع (الترانفو) أن كل ما يجري في سوريا مفتعل من قبل المخابرات الغربية لزعزعة استقرار هذه الدولة التي لا تخضع وترفض أن يحكمها الطغاة أو أن يكون فيها جيش يموله الأميركيون فالغرب يريد استبدال السلطة الحالية بدمى سهلة الإنقياد تسمح لهم بنهب البلاد والاستيلاء على ثرواتها. وتهكمت الكاتبة على من يدعي أن الغرب يريد دعم الديمقراطية في سوريا..موضحة أن: « الأنكلو ساكسون لا يدافعون عن الديمقراطية في العالم بل يسحقونها وإنهم لا يترددون أبداً بالاعتماد على ملتحي تنظيم القاعدة لتدمير دولة ذات سيادة مثل سوريا». وحددت الكاتبة الفرنسية صلب المشكلة بين الغرب والقيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد بالقول: « إن الرئيس الأسد لا يعجب الغرب لأنه يرفض الخضوع ويصر على حماية سيادة بلده.. ولأنه يقيم روابط مع دول عدم الانحياز ويدافع عن الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي»، ساخرة من المعارضة التي تنادي بتغيير القيادة السورية التي وصفتها بأنها «معارضة مسحورة بأوهام الغرب الذي يدعي الديمقراطية وخاصة أولئك الأصوليين المتطرفين». وقالت الكاتبة إن ما يجري في سوريا بالفعل هو «محاولة زعزعة استقرار دولة ذات سيادة من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية وتركيا» مؤكدة أن الممالك الخليجية النفطية جميعها فاسدة وتركيا هي الحليف المخلص لحلف الناتو. وفيما يخص الإعلام الفرنسي والسياسة الخارجية الفرنسية استهجنت الكاتبة الفرنسية تبعية العديد من كبرى وسائل الإعلام في فرنسا لصناع الحرب وتجار الموت واقتصارها على نشر الأكاذيب والترويج للحرب. واعتبرت الكاتبة الفرنسية أنه عار على الصحفيين الذين باعوا أنفسهم إلى القوى عديمة الأخلاق أن يكونوا بخدمة حلف شمال الأطلسي الذي أعلن الحرب ضد سوريا وسخر وسائل إعلامه لخدمة حروبه وعولمته المالية الليبرالية. شعار موقع (الترانفو) وأشارت الصحفية الفرنسية إلى أنه يكفي إلقاء نظرة على من يتم التحاور معهم في وسائل الإعلام الغربية لفهم تحيزهم: « فنحن نرى مناقشات من طرف واحد وتبين وجهة نظر واحدة فإذا هي مناقشات خاطئة ونرى أيضا مقابلات مع معارضين (للنظام السوري) ولا نرى أبدا على الشاشة أي شخص من مؤيديه ليشرح الوضع وليدافع عن وجهة نظر بلده». وبشفافية مطلقة قالت الكاتبة الفرنسية: « إن صحفيينا في فرنسا منذ عهد ساركوزي يعملون بتنسيق مع عملاء إسرائيل الذين يدافعون حصريا عن حروب الناتو والعولمة المالية وتدخل الغرب في الدول التي لا تريد الخضوع وعن (الثورات الملونة)... كل ذلك على حساب الإعلام النزيه». وكشفت الكاتبة دوبيل أن عملاء الموساد يحتلون حاليا في فرنسا كل المراكز الرئيسية على حساب استقلال فرنسا وهذا ينطبق ليس فقط في الصحافة ولكن أيضا في الحكومة والإدارات العليا حيث أن قيادا ت الأحزاب والمناصب العليا كمنصب رئيس الجمهورية وبلدية باريس ورئيس المجلس العام هي (محجوزة) من قبل مجموعة وحيدة على حساب التنوع. وقالت الكاتبة إنه من غير المقبول أن نرى جميع القطاعات الأساسية في فرنسا تسيطر عليها نفس الجماعة .. لا لخدمة فرنسا ولكن في الحقيقة لخدمة إسرائيل وبشكل أوسع لخدمة الغرب الذي يزداد إجراما مضيفة أنه حتى مستشارو الرؤساء خرجوا من نفس القالب مثل برنار هنري ليفي معربة عن استنكارها لكون هذا المحرض على الحرب لحساب إسرائيل والذي يجب ان يمثل أمام محكمة لاهاي يحتفى به ويتم استقباله من قبل الرئيس (فرانسوا هولاند) كما استقبله في السابق نيكولا ساركوزي في الوقت الذي وعد فيه الرئيس الجديد بالتغيير. وذكرت الكاتبة أن المجازر ترتكب اليوم في سوريا من قبل المتطرفين أنفسهم الذين أعماهم التعصب ضد سوريا الحديثة وهم على استعداد لفعل أي شيء لتحقيق غاياتهم مؤكدة أن هذه المجازر تم عرضها على أن الجيش هو من ارتكبها وهذه كلها أكاذيب فما يسمى (الجيش الحر) هو ليس حرا ولكنه ممول من قبل الغرب لخدمة مصالحه وهو والمجرمون المتطرفون من يرتكب الجرائم داعية إلى الحذر مما يروجه ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان والذي لا يعدو كونه مكتبا لخدمة مصالح الغرب وكل ما يقدمه دجل. ولفتت الكاتبة إلى أن مرتزقة الغرب يلجؤون إلى الأزقة الضيقة لتجنب تعرضهم للهجوم من قبل الدبابات و يأخذون الأهالي كرهائن ويذبحون المدنيين المؤيدين للدولة وذلك لكي ينسب الصحفيون الغربيون هذه الوقائع إلى الجيش متسائلة لماذا تتبنى فرنسا ورئيسها نفس السياسة التي تبناها ساركوزي عميل السي آي أيه والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا بتدخلها في الشؤون الخارجية للآخرين. واعتبرت الكاتبة أن مجرد تعيين لوران فابيوس من قبل عملاء الموساد وزيرا للخارجية فقد اختار هولاند عمدا متابعة السياسة الإستعمارية والإمبريالية لسلفه في الاليزيه مؤكدة أنه لن يحدث أي تغيير معه فهو سجين المجلس اليهودي في فرنسا ومجرد منفذ مخلص لقرارات المجلس اليهودي الذي يخدم مصالح إسرائيل وبشكل أوضح فإن هولاند مثل ساركوزي الواقع تحت التأثير والذي سيجر فرنسا دون موافقة الفرنسيين إلى مغامرات استعمارية وإمبريالية للغرب المجرم الحريص فقط على السيطرة على جميع دول العالم وعلى ثرواتهم. وتساءلت الكاتبة إلى متى سنتحمل أكاذيب وسائل الإعلام والحروب الاقتصادية الدموية التي تدمر دولا بأكملها (العراق- ليبيا- والدول الإفريقية...)؟ وإلى متى سندع اسوأ الفظائع ترتكب باسم فرنسا؟... وإلى متى سنتحمل رؤية بلدنا على رأس هذه الحروب البشعة والتي قد تجر انتقاما على أراضيها. وختمت الكاتبة بالقول: « من المهم أن نطرح هذه الأسئلة لأن التفكير يسبق العمل ضد الحرب».