لقد كانت أخلاق إخواننا التجار الحضارم المغتربين في بعض دول شرق آسيا وراء إسلام العديد من مواطني تلك الدول ودخولهم في الإسلام بل واعتباره دين الناس هناك فيما بعد، بسبب أمانة وصدق أولئك التجار وحسن معاملتهم ونقلهم صورة مشرفة عن هذا الدين الذي مثلوه خير تمثيل وجسدوه في سلوكهم وتصرفاتهم فكانوا سفراء بررة للإسلام ومبادئه وقيمه وأخلاقه الإنسانية السامية والرفيعة فأحبهم الناس هناك وازداد دخولهم طواعية في دين الله وأحبوا رسول الله ونبيه حباً جماً وتغنوا بمناقبه وفضائله وشمائله وصفاته الحميدة.. كيف لا.. وقد وصفه ربه بأنه لعلى خلق عظيم بالمؤمنين رؤوف رحيم. أما بعض المحسوبين على الإسلام في العصر الراهن فقد نقلوا صورة سيئة عن هذا الدين العظيم مما جعل الآخرين يظنون أن بعض التصرفات والسلوكيات اللا إنسانية التي صدرت وتصدر عن أولئك المتأسلمين هي من أخلاق الإسلام ومن قيمه ومبادئه التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه صلاة الله وسلامه، وهو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، مما دفع ذلك الآخر الغربي إلى اختلاق تهم ومشاهد وصور سيئة وإلصاقها بنبي الإسلام نكاية بالمسلمين جميعاً ورد فعل تجاه تلك التصرفات الهمجية التي صدرت من بعض المحسوبين على الإسلام وأهله وآخر تلك الأعمال المسيئة لنبي الإسلام ذلك الفيلم الهابط فنياً وأخلاقياً والهادف إلى السخرية والاستهزاء والانتقاص من المسلمين في أنحاء العالم بالطعن في رمزهم وقوتهم وأسوتهم ومعلمهم والرحمة المهداة للعالمين وهيهات أن يصلوا إلى مقام هذا النبي والرسول الكريم لأن ربه قد تكفل بالدفاع عنه وحمايته ونصرته عندما قال:" إنا كفيناك المستهزئين". وقال:" ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ". وبما أن سخريتهم تلك لن تصل إلى حضرة من رفع الله ذكره وأعلى قدره فلم يتبق إلا أن هذه السخرية الغربية القادمة رياحها من جهة أمريكا ومن قبل من جهة الدنمارك وغيرها هي رد فعل كما ذكرنا آنفاً على تصرفات بعض من يحسبون على الإسلام الذين يشوهون صورته النقية والصافية السمحة العادلة والمنفتحة والعالمية من خلال تصرفاتهم الهمجية كقتل النفس التي حرم الله وترويع الآمنين والغدر والعنف والإرهاب وانتهاك الأعراض وسلب الأموال وإهلاك الممتلكات واقتحام المرافق واحتجاز المعاهدين، بالإضافة إلى اتصافهم بالعقليات المتحجرة والمتشددة والجمود الفكري والتقليد الأعمى وعدم الاعتراف بالآخر والتدين المزيف وعدم الصدق والأمانة وتكفير الناس وتفسيقهم والصراعات المذهبية والتخلف عن ركب الحضارة والتقدم العلمي والتكنولوجي والافتقار إلى مشروع حضاري ورؤية إسلامية واضحة ومحددة لمجتمعات مدنية متحضرة وراقية بدلاً من العيش بخنوع وضعف ووهن وخور وتشرذم وتناحر وانقسام وخلافات.. كل هذه التصرفات والسلوكيات والعقليات البعيدة عن روح وجوهر الدين الحق تجعل الآخر يتجرأ على رموز الدين ومقدساته تحت مبرر حرية الرأي والفكر وفي الحقيقة أن الإساءة لنبي الإسلام هي إساءة للمسلمين كما أسلفنا ولكن كثيراً من المسلمين اليوم لم يفهموا الرسالة الغربية هذه فيعملوا على تحسين صورة المسلم الحقيقي كما فعل إخوانهم التجار الحضارم في دول شرق آسيا فكانوا خير قدوة وخير سفراء لبلادهم ولدينهم ومن قبلهم كان الصحابة أفضل الخلق بعد الرسل رضوان الله عليهم. وما هو جدير بالإشارة إليه هنا ذلك المسيحي الأمريكي الذي ألف كتاب: "العظماء مائة" في مقدمتهم وأولهم "محمد" صلى الله عليه وسلم" مما يدل على أن بعض الغربيين لا ينتقصون من محمد إلا بقصد الانتقاص والسخرية من مسلمي هذه العصور المتأخرة بسبب عقلياتهم وتصرفاتهم الغريبة عن الإسلام الحقيقي وبسبب ضعفهم وهوانهم على الناس وتخلفهم، ولأنهم أصبحوا غثاء كغثاء السيل برغم كثرة عددهم كما جاء في الحديث النبوي الشريف.