مضت سنوات طويلة وجيش الدفاع الصهيوني يتغنى ويقول إنه لا يقهر، وكانت تزداد غطرسته كلما دخل في حرب مع الجيوش العربية وحقق فيها الانتصار، كما حصل في حرب 1948، وحرب 1956، وحرب 1967، وأخذ بالاعتقاد بأن هذا الوضع سيستمر، خاصة في ظل وضعية عربية لم تكن مستعدة للدخول في حرب معه، إلى أن جاءت حرب 1973 التي الحقت به أفدح الخسائر العسكرية وكانت الحرب المفاجئة له وكادت أن تؤدي إلى نهاية الكيان الصهيوني، لولا التدخل الأمريكي الذي عوضه في خسائره الفادحة أثناء الحرب. ثم جاءت حرب 1982 عندما قام باجتياح لبنان وكان قد وضع خطته للقضاء على المقاومة الفلسطينية خلال 72 ساعة، وهنا ايضاً كانت المفاجأة عندما استمر الصمود الفلسطينياللبناني المقاوم 82 يوماً، وأيضاً تدخلت الدول الكبرى للتآمر على خروج المقاومة من لبنان. في عام 2006 وعلى يد المقاومة الوطنية اللبنانية تلقى جيش الدفاع الإسرائيلي ضربة كبيرة ألحقت في صفوفه ومعداته العسكرية خسائر كبيرة، وحصلت إرباكات في قيادته وصفوف جيشه لم يشهد لها مثيل، بل هناك من اقتنع منهم بعدم التوجه إلى جبهة القتال. واليوم نشهد من جديد حالة الإرباك الكبيرة في جيش هذا العدو أمام الضربات التي لم يكن يتوقعها من كل فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية والمسلحة في قطاع غزة، ضربات في قلب تل أبيب والقدس، الأماكن التي اعتقد بأنها آمنة ولذلك لم ينصب ما يسمى بالقبضة الحديدة في تل أبيب والتي تمنع على حد زعمه صواريخ المقاومة من تحقيق هدفها، وأسرع لإحضار هذه القبضة إلى تل أبيب. هذه القبضة التي أثبتت فشلها الذريع في استهداف صواريخ المقاومة، ونتيجة لهذا الفشل أخذ يسرح ويمرح في طلعاته الجوية وغاراته المستمرة التي أخذت وبشكل أعمى تقتل المدنيين من أبناء غزة، أطفالاً ونساء شاهدناهم على كل المحطات الفضائية.اليوم غزة ليست وحدها، وعالمنا العربي يشهد على ذلك وشعب فلسطين يشهد على ذلك، مصر العروبة في مقدمة الصفوف لنصرة غزة، ومن بلاد المغرب جاءت تونس لتقول كلمتها. على أرض غزة وعاجلاً أم آجلاً سيأتي العرب كل العرب لأننا منهم وهم منا لأننا لهم وهم لنا ورغم الاختلال في موازين القوى الذي كان ومازال بيننا وبين هذا العدو الصهيوني الغاشم، إلا إننا بدأنا نهز هذه المؤسسة العسكرية بإمكانياتنا المتواضعة. على هذا الكيان الصهيوني العنصري أن يفهم أن الوضع قد تغير وأن وجوده سواء اليوم أو غداً سيتم استئصاله من عالمنا العربي وهكذا أسياده.