سقط ستة شهداء فلسطينيين مع مواصلة المقاتلات التابعة للاحتلال الإسرائيلي غاراتها صباح أمس على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي، في حين أطلقت المقاومة صواريخ باتجاه عسقلان وأشكول، وقد ارتفع ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 145 شهيدا وأكثر من 1100 جريح، وقد استهدف الاحتلال مكاتب لوسائل إعلام، كما تحدثت وزارة الأوقاف في غزة عن تدمير مسجدين وإصابة 34 مسجدا بأضرار جزئية جراء القصف الإسرائيلي. وقالت الأنباء من غزة إن مسنا فلسطينيا وابنته استشهدا في أحدث الغارات على غزة، مشيرا إلى أنه سبق ذلك استشهاد فلسطيني في حي الشجاعية بمدينة غزة، إضافة لسقوط شهيد آخر في حي تل الزعتر ببيت لاهيا شمال القطاع، واستشهاد فتى فلسطيني (14 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها بغارة أمس بحي الشجاعية. فقد قصفت طائرات الاحتلال بصواريخ عدة مجمع أبو خضرة الحكومي وسط مدينة غزة ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وأسفر القصف أيضا عن تضرر عدة منازل مجاورة واندلاع حريق في أحدها. كما أصيب سبعة فلسطينيين في سلسلة غارات الليلة الماضية على مناطق متفرقة بمدينة غزة وخان يونس وجباليا والنصيرات. في المقابل أطلقت المقاومة أربعة صواريخ من غزة صباح أمس على منطقة أشكول في النقب الغربي وصاروخين على عسقلان، كما جرى إطلاق خمسة صواريخ على أشدود خلال الفجر، ولكنها لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وفي استمرار لاستهداف وسائل الإعلام، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن غارة إسرائيلية استهدفت برج نعمة في غرب مدينة غزة الذي يضم مكتب الوكالة، من دون أن تسفر عن وقوع إصابات في المكتب. وفي وقت سابق، أكد متحدث باسم مستشفى (الشفاء) في غزة استشهاد مصورين يعملان في فضائية (الأقصى) التابعة لحركة (حماس)، وأوضح المصدر أن طائرة أباتشي إسرائيلية قصفت السيارة التي كانت تقل المصورين. كما أفادت الأنباء باستشهاد مدير إذاعة القدس التعليمية متأثرا بجروحه بعد سقوط صاروخ على دير البلح. من جانبها قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة أمس إن قوات الاحتلال استهدفت مسجدين ودمرتهما بشكل كامل خلال غاراتها التي دخلت يومها الثامن على القطاع، في حين ألحقت أضراراً جزئية ب34 مسجداً آخر إلى جانب استهداف ست مقابر. ونقلت وكالة يونايتد برس أنترناشونال عن بيان للوزارة أن مسجد الرحمن في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ومسجد الرباط في حي الزيتون بغزة تعرضا للاستهداف المباشر مما أدى لتدميرهما بالكامل، في وقت لحقت أضرار جزئية متفاوتة ب34 مسجداً آخر بسبب القصف العشوائي لمنازل المواطنين والأراضي الزراعية والمقرات الحكومية، بالإضافة إلى تضرر مدرسة الأوقاف الشرعية بخان يونس جنوب القطاع. وذكرت أن ست مقابر تعرضت للقصف في أرجاء متفرقة من القطاع بشكل مباشر، الأمر الذي نتج عنه تطاير جثث الشهداء والموتى. واعتبر وزير الأوقاف في الحكومة المقالة إسماعيل ضوان استهداف المساجد ودور العبادة والمقابر أنه «عمل إجرامي كبير يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية». وجاءت هذه التطورات في وقت بلغ فيه عدد شهداء أمس الأول الثلاثاء 29، وقالت الأنباء إن عشرة شهداء سقطوا في غارات شنت على القطاع في الساعات الأخيرة. ففي بيت لاهيا شمالي القطاع شنت طائرات إسرائيلية غارة جوية على المدينة، ما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص وإلحاق دمار بعدد من المنازل. وشنت طائرة استطلاع إسرائيلية غارة على منطقة المغراقة جنوبغزة مما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة طفلة بجروح، أما في منطقة الواحة غرب غزة فقالت المصادر المحلية إن الطيران الإسرائيلي شن غارتين على المنطقة أسفرتا عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح هم من المزارعين الفلسطينيين. وتحدث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عن قصف 25 هدفا في أنحاء غزة في غضون نصف ساعة، من بينها «21 قاعدة إطلاق صواريخ، وثلاثة أنفاق، ومنشأة عسكرية تابعة لحركة حماس». وأكد متحدث عسكري إسرائيلي مقتل إسرائيليين جراء قصف صاروخي من قطاع غزة، موضحا أن أحدهما جندي قتل جراء سقوط صاروخ فلسطيني على منطقة أشكول، والثاني مدني من البدو المقيمين في النقب. ويرتفع بذلك إلى أربعة عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ بدء العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة الأربعاء الماضي. من ناحية أخرى أصيب 17 إسرائيليا على الأقل في انفجار استهدف حافلة عامة في شارع شاؤول حاميليش قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب، ووصفت حالة ثلاثة منهم بأنها بين المتوسطة والحرجة. وقال الأنباء إن المعلومات المتوافرة لغاية الآن تشير إلى أن شخصا ألقى حقيبة داخل الحافلة ثم لاذ بالفرار، وبعد ثوان قليلة وقع الهجوم، ونقل عن مصادر بالإسعاف الإسرائيلية قولها إن حالة معظم المصابين طفيفة، باستثناء ثلاثة منهم. وأوضحت أن الشرطة الإسرائيلية عمدت فور وقوع الهجوم إلى إغلاق الشوارع المركزية في تل أبيب، وأنها بدأت عملية تمشيط واسعة في معظم أحياء المدينة تحسبا لأن يكون المهاجم أو الجهة التي تقف وراءه قد زرعت عبوات ناسفة بأماكن أخرى. كما أوضح أن الجيش والشرطة الإسرائيليين أقاما الكثير من نقاط التفتيش بين مدينتي القدس وتل أبيب وعلى الطرق المؤدية إلى الضفة الغربية، تحسبا لأن يكون منفذ الهجوم قادما من الضفة ويسعى للعودة إليها. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية النقيبة ليوي الأسمري إن المؤشرات تدل على أن الحادث ناجم عن عمل «إرهابي»، مشددة على أنه من الصعب الحسم بأي أمر لغاية الآن، وأن التحقيق جار. وأفادت بأن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض على شخص اشتبهت في علاقته بالحادث، لكنها أفرجت عنه عندما أظهر التحقيق أن لا صلة له به، كما نفت العثور على جسم مشبوه آخر في المدينة وفقا لما تناقلته وسائل إعلام ظهر أمس. وقد أشارت الأنباء إلى أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أمس الأول رفع حالة التأهب بين صفوفها، مما يشير إلى توفر معلومات لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول احتمال وقوع مثل هذا الهجوم الذي جاء في وقت تشهد فيه إسرائيل والمنطقة توترا شديدا على خلفية تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ثمانية أيام، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 140 فلسطينيا وجرح نحو ألف آخرين.