فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللعبة العمياء بين (الإخوان) و(الجهاديين)
مصر بين رايتين
نشر في 14 أكتوبر يوم 30 - 04 - 2013

دعهم الآن فلربما كان لك حاجة بهم فى زمان ما، تضرب بهم الأعداء أو يكونون «مخلب قط مخيفاً»، وعندما يأتي وقت لم يبقَ لك حاجة بهم، احكم عليهم بالإعدام قبل أن يأكلوك، والغاية آنذاك تبرر الوسيلة.
امتلأت بطون كتب التاريخ بشواهد عديدة على تلك الفلسفة فى تعامل السلطة على تنوعها مع الجهاديين، كان آخرها ما فعله نظاما «السادات ومبارك» من استخدام تيارات ضد تيارات ليضرب الجميع بالجميع، ظناً منهما أنهما بذلك الفعل قد تبقى لهم سلطة مستقرة، لكن مشاهد النهاية فى كتب التاريخ أخبرت أن تلك اللعبة أحرقت لاعبيها وسفكت دماءهم..
وها هي اللعبة تتكرر مرة أخرى وبالسيناريو ذاته، لكن يتداخل في المشهد لاعبون دوليون بأصابع أجهزة مخابراتهم وسفاراتهم، فيعبثون في أمن الوطن ويهددون بوابته الشرقية والغربية. مخلب قط مخيفاً»، في هذا الملف نحاول تحليل علاقة تنظيم الإخوان بالجهاديين، ربما نخرج بنتيجة تكشف بعض غموض تلك العلاقة، وتزيل الستائر السوداء لينكشف المسرح على بعض اللاعبين القدامى ونعود إلى بداية العلاقة بينهم قبيل الثورة المصرية ودورهم في فتح السجون وسر معرفة الجهاديين بأحداث 25 يناير قبل وقوعها، وحقيقة دورهم في يوم موقعة الجمل، وأسباب تعاملهم فيما بينهم بشفرات، مروراً بعلاقتهم بالمرحلة الانتقالية واصطفاف عدد من المجموعات الجهادية خلف مرشح «الإخوان» آنذاك محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، ثم تمرد فصيل السلفية الجهادية ومحاولة الانقلاب على الحكم، ومعرفة زعماء الجهادية بعلم «مرسى» بالأمر قبل انكشافه ورصد محاولات الضغط عليه.
دعوة للرقص على جثة النظام السابق
كان النظام السابق قد أفرج عن غالبية الجهاديين الذين رفضوا المراجعات الفكرية التي بدأتها الجماعة الإسلامية أواخر التسعينات من القرن الماضى، قبل ثورة يناير، رغبة منه في سرعة إغلاق ملف العنف المسلح للأبد، وإعطاء إشارة بذلك إلى الإدارة الأمريكية التي باتت كأسد جريح بعد ضربات سبتمبر الموجعة.
وظل فلول الجهاديين تحت قبضة الأجهزة الأمنية التي كانت تدرك جيداً أنها لم تتراجع عن أفكارها خطوة، لكنها أيقنت أن هؤلاء الخارجين من بوابات الجحيم قد أعياهم التعب، ولم يعودوا يملكون لا سيفاً ولا فرساً، ولم تظن يوماً أن السماء كانت تخبئ لها قدراً لم يخطر لها على بال.
تنامى للقيادات الجهادية علماً أن شيئاً ما سيحدث في 25 يناير، وأخذوا أهبتهم استعداداً لذلك، ففى حواره المسجل مع «الوطن» قال علاء شتا، القيادي الجهادي: «هاتفني أحد الإخوة في تنظيم الجهاد وأخبرني أن هناك شيئاً كبيراً سيحدث، وأنه يتوقع أن يكون يوم 25 من يناير».
ويُلقى الغموض شباكه عند هذه النقطة، فمن كان يعرف أن هناك شيئاً كبيراً سيحدث وبأي غرض تم إبلاغه للجهاديين؟، ثم يحكى «شتا» كيف اشتركوا في الثورة منذ ال25 من يناير منسقين مع الإخوان بأسماء و«شفرات كودية».
كان بليغاً «شتا» عندما شبّه حالتهم في الصراع مع النظام السابق بأنهم «كانوا كالذي يدفع عربة إلى الأمام في منزلق وعر، فإذا تراجعوا لحظة داستهم العربة وقضت عليهم»، وبدا أن «الإخوان» وظّفت الجهاديين لصالحهم في صراعهم مع النظام السابق، وأملت معظم العناصر الجهادية التي كثّفت وجودها في ميدان التحرير في أن هذه الثورة ربما حوّلت مصر إلى دولة إسلامية خالصة وفق رؤيتهم لشكل الدولة الإسلامية وطبيعة المجتمع المسلم.
فى حديث صحفي يروى عبدالناصر أبوالفتوح، الجهادي الذي أخرج محمد مرسي من السجن، ويقول: «أطلق حرس السجن النيران بكثافة كى تنفد الذخيرة التي معهم، وبذلك يظهر الأمر بأنهم قاومونا حتى نفدت ذخيرتهم، وبمجرد نفاد الذخيرة انسحبوا نهائياً، وكان هذا في فجر يوم 29 يناير 2011، فهدأ صوت الرصاص، ولم نجد لهم وجوداً، ثم سمعنا صوت أقدام من خارج السجن، وصوت هرج من الناحية الخلفية للعنبر وسط الظلام، وأعطى الضباط والحراسة مفاتيح العنابر للمسير -وهو كبير الجنائيين- وسمعنا خارج العنابر أصوات أشخاص يجرُون، لكن لم نتبين شيئاً، لأننا كنا في آخر عنبر، وكنا نسمع من فتحات الباب خروج السجناء السياسيين والجنائيين، ولم نتمكّن من الخروج، لأن الباب كان مغلقاً، وفى تمام الساعة التاسعة من صباح يوم 29، وجدنا أُناساً يمرون من أمامنا، ومعهم سلالم وأدوات هدم، شواكيش ومرزبات، فطلبنا منهم المساعدة ففتحوا جدار الزنزانة وخرجنا منها واحداً تلو الآخر.
ويعطى «أبوالفتوح» وصفاً لهؤلاء الأشخاص الذين ساعدوه على الخروج فيقول «من لهجتهم وملابسهم أعتقد أنهم أشخاص من سكان المنطقة حول السجن من العرب والبدو»، ولم يستطع «أبوالفتوح» -على حد قوله- أن يُحدّد هوية المقتحمين ويقول «كنت في حالة ذهول شديد، حيث أصبح السجن شبه خالٍ، فذهبت إلى «عنبر 3»، الذي كانت به قيادات الإخوان، فوجدتهم لم يخرجوا بعد، فأحضرت سلماً كان موجوداً بالسجن، وصعدت به على جدار العنبر، وقمت بإنزاله لهم من الناحية الأخرى، وصعدوا واحداً تلوا الآخر بصعوبة شديدة، وخرجت مع قيادات الإخوان حتى خارج السجن، وكان بانتظارهم سيارات أتت لهم من مدينة السادات، فشكرونى على ما قمت به معهم، ووفّروا لى سيارة كي تقلني إلى أقرب مكان».
تشكيل أحزاب «جهادية».. لعبة «الإخوان» لشق صف «الإخوة»
نجحت الجماعة في شق صف «إخوة الجهاد» خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بإقناعهم بالاصطفاف خلفها، والتخلي عن عقيدة فورية وحتمية «تطبيق الشريعة» واستبدال ذلك بالتدرج في التطبيق، ودفعهم لتشكيل عدد من الأحزاب السياسية، إلا أن الجزء الأهم في التيار ظل متمسكاً بعقيدته، مُصراً على حرمة الدخول في اللعبة السياسية باعتبارها كُفراً صريحاً.
ودفعت حالة الفراغ الأمني وزخم ما بعد الثورة إلى عودة فصيل من التيار الجهادي لعادته القديمة، وسرعان ما شكل تنظيماً ربط أعضاءه بتنظيم القاعدة العالمي، خاصة في بلاد المغرب بقيادة أبومصعب عبدالودود، ووضع خطة لضرب نقاط الضعف في الأمن القومي المصري، وبنى فلسفته على سرعة انهيار الأمن العام في البلاد، ما يتيح له إعلان إمارة إسلامية في مصر.
فى تحقيقات نيابة أمن الدولة التي أجرتها معه قال محمد جمال، أحد أعضاء تنظيم القاعدة المقربين من أيمن الظواهري، إنهم استطاعوا جلب صواريخ من ليبيا بدعم مالي من تنظيم القاعدة في شمال مالي، جرى كل ذلك بعد أن تسلم محمد مرسي رئاسة البلاد.
تسرب نبأ التنظيم الجهادي للمخابرات العامة المصرية وجهاز الأمن الوطني، اللذين أبلغا بدورهما رئيس الجمهورية، لكن المدهش هو عدم إعطاء «مرسي» أوامر بتوقيفه إلا بعد رصد المخابرات الأمريكية «شبكة الجمال» التي كان يقودها محمد جمال، القيادي بالقاعدة، لنقل الأسلحة من ليبيا إلى مصر وتوارد الاتهامات لها ولأعضاء التنظيم المصرى بالاشتراك في قتل السفير الأمريكي في «بنغازي».
فى تصريحات صحفية «مسجلة» قال مصدر جهادي، إنه يمتلك تسجيلاً صوتياً لحوار دار بينه وبين أحد زعماء السلفية الجهادية في مصر، يكشف له فيه عن قرب عملية جهادية كبيرة سوف تحدث في مصر خلال أيام، وذلك قبل القبض على خلية مدينة نصر وأنه وراء استهداف الجنود في رفح وقسم ثانى العريش.
ويوضح: «في شهر سبتمبر من العام الماضي اتصل بي أحد زعماء السلفية، ودعاني للحضور في منزله، وعندما وصلت إليه بمنزله وجدت عادل عوض شحتو، أحمد المتهمين في خلية مدينة نصر، ومعه أحد قيادات السلفية الجهادية، فعرفت أن هناك شيئاً يدبر».
وتابع: سألته عن سبب الاجتماع فأخبرني أن هناك عملية قريبة ستغير مصر فقلت له: لكن «مرسي» أفرج عنا ووعد بتطبيق الشريعة فيجب أن نقف معه لا أن نقف ضده فأجاب: «مرسي» كافر ولا يطبق شرع الله، وبعد ذلك سأخبرك بكل شىء، ثم طلب مني مليون جنيه لدعم الجهاد فاشترطت عليه معرفة الجهة التي سأدفع لها المبلغ فأخبرني أنهم الإخوة في سيناء فقلت: وماذا يفعل الإخوة في سيناء؟ فأجاب: إنهم هم الذين ضربوا قسم العريش والبوليس الدولي والجنود في رفح «وكل يوم يضربولهم جنديين أو تلاتة».
وأضاف: كنت أول من أرشد عن أول الخيط في «الخلية» وذهبت بعد ذلك للواء أحمد سالم، مدير أمن القليوبية وقتذاك، وكنت على معرفة به وقت أن كان رئيس مباحث السجون، وحكيت له القصة فنصحني أن أتوجه لجهاز الأمن الوطني لأن الموضوع خطير، وأرسلني إلى عمرو الخولي، الضابط بالجهاز، الذي حكيت له القصة كاملة، فأرسلنى بدوره إلى محمد القوصي، ثم أخبرنى «الخولي» بعد ذلك أنه سيقوم بمتابعة الموضوع، وعرفت بعد ذلك منه أنه قال له: «سيبك من القصة دى احنا عملنا اللى علينا».
وأردف: ذهبت لمحمود عزت، نائب مرشد الإخوان، بعدما فاض الكيل، وأخبرته بما جرى وأنه لا بد من أخذ الاحتياطات قبل أن تقع الكارثة، وكان معه أكرم الشاعر، القيادي في الحرية والعدالة، فأخذني «الشاعر» إلى محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، وأخذ رقم هاتفى وأخبرنى بأنه سيتم الاتصال بي في وقت لاحق، مضيفاً: لم يتصل بى أحد فقمت بالاتصال بسعد عليوة، القيادي الإخواني، وأخبرته بالموضوع فحدد لى موعداً بشقة يلتقى بها قيادات الإخوان في مدينة نصر أمام حديقة الطفل، وعندما وصلت اتصل بى أحد الأشخاص وأخبرنى أن شخصاً ما سيأتى أمام الحديقة، وفوجئت بمحمد البلتاجى، أمين حزب الحرية والعدالة، وهو قادم علىّ، فشرحت له الموضوع وأعطيته «سي دى» عليه تسجيل المكالمة.
كان اللافت المشترك بين كل هذا، هو أنه لم يُستدعَ أحد للتحقيق، لتظل علاقة الإخوان بالجهاديين يكتنفها الغموض.
وفي أثناء إلقائه لمحاضرة على موقع المحادثات الصوتية «بال توك» قال أحمد فؤاد عشوش، القيادي في جماعة السلفية الجهادية، إنهم لم ولن ينسوا ما فعله بهم ضباط أمن الدولة، ومصلحة السجون، وإنهم سيوثقون تاريخهم في هذه المرحلة معتمدين على وثائق وأدلة يملكونها، وسيثأرون منهم، حتى يتوبوا ويعودوا إلى إسلامهم مرة أخرى، مشيراً إلى أنهم لن يصمتوا على بقائهم في مواقعهم، فيما قال خبير أمنى إنهم «قليلون ولا يمثلون تنظيماً حتى الآن».
وأضاف عشوش:«1000 عضو من الحركة الإسلامية ماتوا على أيدي هؤلاء الضباط في عهد الرئيس السابق»، لافتاً إلى أن أسماء هؤلاء الضباط معلومة، وأن الشهود على الوقائع ليسوا أفراداً، بل عشرات الألوف، حسب تعبيره، وطالب عشوش بمحاكمة هؤلاء الضباط عن طريق المحاكم الإسلامية، على ما بدر منهم من تعذيب، ووصفهم ب«كبار مجرمي الحرب»، مشيراً إلى أنهم ضحوا في السجون من أجل الثورة الإسلامية.
وقبلها هدد السلفيون باستخدام القوة وتقديم التضحيات من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وقال أبوأسلم المصري، القيادي ب«السلفية الجهادية» عبر مدوّنته الشخصية على الإنترنت: «نحن نعلنها، أيتها الحكومة المصرية الكافرة، لكم دينكم ولنا دين، دينكم الديمقراطية، وديننا الإسلام، لا نعبد ما تعبدون، نعبد الله وتعبدون الدستور والقانون الوضعي والآلهة الورقية، بدت بيننا وبينكم البغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده، وتنساقوا لشرعه، وإلا سقناكم وأخضعناكم إليها أذلة تحت ظلال السيوف».
فسّر البعض هذه التصريحات بأنها محاولة لترهيب معارضي الإسلاميين، وربما كان أحد أهم الأهداف التي يبقى مرسي من أجلها على لجهاديين هو استخدامهم كمخلب قط ضد المعارضين.
محمد الظواهري أثناء محاصرة المحكمة الدستورية
اعتصام «السلفية الجهادية» أمام «الاتحادية».. أول ورقة ضغط
قبل القبض على متهمي «خلية مدينة نصر الإرهابية» قبل ما يقرب من شهرين، كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على «عادل عوض شحتو» دون أن تفصح عن الأسباب، ما حدا بالبعض أن يُرجع ذلك إلى الهجوم الذي شنه «شحتو» على «الداخلية» ووصفه لها بالكفر ودعوته إلى هدم الأهرامات.
بدت الأسباب واهية وغير مقنعة، فحال «شحتو» في هذا الأمر لم يختلف عن غيره من أقرانه في السلفية الجهادية، لكن اللافت بعدها هو ظهور اللاعب الجهادي المتمرد على المسرح السياسي والإعلامي، متمثلاً في خروج شيخ السلفية الجهادية، محمد الظواهرى، مندداً في كافة الوسائل الإعلامية بالقبض على «شحتو» و«زوار الفجر»، ومحذراً من عودة الممارسات الأمنية القديمة، وختم ذلك المشهد باعتصام مدهش لأعضاء السلفية الجهادية أمام قصر الاتحادية، وبإعلان جماعة جهادية جديدة حملت اسم «الدعوة السلفية الجهادية» وسمى داوود خيرت، المنظر الجهادي هادئ الطباع، متحدثاً رسمياً باسمها، وبدا أن هناك مساومة ما تشى بصفقة في الأفق.
لم تمنع تلك الضغوط قوات الأمن من اقتحام شقة مدينة نصر، والقبض على عدد من أعضاء السلفية الجهادية، كان بحوزتهم «كشكول» معنون ب«فتح مصر» يؤصل شرعياً لوجوب الخروج على الحاكم، الذي لا يحكم بما أنزل الله وبوجوب قتال كل من يقف حائلاً دون ذلك، وفى مقدمتهم الجيش والشرطة.
لكن أحداً لم يقترب من قيادات السلفية الجهادية، ولا حتى ما يقرب من 10 متهمين في القضية نفسها، الذين بدا أنهم «لا ناقة لهم ولا جمل» ثم ظهرت بوادر تمييعها بإغفال سؤال المتهمين عن «الوثيقة» ذاتها عدا متهم تونسي الجنسية هو «علي سعيد مارغنى».
بعدها اختفت قيادات السلفية الجهادية البارزة لحين، ثم خرجت بخطاب مغاير تماماً لما بدأته قبل القبض على خلية مدينة نصر، وامتلأ مضمونه بممالأة «مرسي» والإخوان واعتبارهم «مسلمين» وبجواز إعطائهم الفرصة لتطبيق شرع الله وغير ذلك من الخطاب الدينى والسياسي المهادن.
وبعد أن قام «الظواهري» بدور تحريضي على احتجاجات 11 سبتمبر العام الماضي، التي جرت خارج السفارة الأمريكية في القاهرة ووصلت ذروتها باختراق جدران المجمع وإحراق العلم الأمريكى خفت دوره التصعيدي ضد الأمريكان تماماً.
اللافت أيضاً أن هناك جهاديين هما أسامة قاسم وهشام أباظة كانا قد صرحا ل«الوطن»، عقب حادثة رفح مباشرة، بأنهما كان لديهما علم بوقوع الحادث قبله لكن سرعة الأحداث لم تسعفهما للإبلاغ عن ذلك، ففي 7 سبتمبر من العام الماضي كشف زعيما تنظيم الجهاد، الشيخ أسامة قاسم وهشام أباظة، عن وجود معلومات لدى التنظيم بشأن هجوم رفح، قبله ب24 ساعة كاملة، ولكن سرعة الأحداث حالت دون إبلاغ قوات الأمن، وأبديا استعدادهما للتعامل مع قوات الأمن والمخابرات للكشف عن أعداد وأماكن وجود تلك التنظيمات.
وقال الشيخ أسامة قاسم: إنه حصل على معلومات، يوم السبت، أي قبل 24 ساعة كاملة من «هجوم رفح»، عن نية بعض العناصر التي وصفها «بالمدفوعة»، في الترتيب لأعمال هجومية بشرق العريش لتكدير السلم العام، واصفاً تلك العناصر ب«أصحاب اللحى المزيفة».
باحث أمريكي ينصح «الإخوان» ب«تفكيك الجهاديين» بأموال أمريكية
ربما ساعد المقال الذي كتبه هارون زيلين، الباحث في معهد واشنطن على إزالة بعض الغموض الذي يلقي بظلاله على علاقة «مرسي» بالجهاديين.
الباحث الأمريكي كتب مقالاً بعنوان «الجهاديون على ضفاف النيل»، قال فيه: «يجب على الولايات المتحدة أن تعمل من خلال الإخوان على التشجيع على تنفيذ برنامج تفكيكي لاستيعاب الجهاديين وإدخالهم في العملية الدبلوماسية. ويقيناً، إن مصر لا تملك الأموال الكافية لمحاكاة السعوديين في هذا الصدد، والذين تمكّنوا، من بين أمور أخرى، من إعادة برمجة المتطرّفين من خلال توفير المال والسكن والزوجات».
ويكمل «زيلين»: «غير أن باستطاعة مصر اعتماد جانب واحد من البرنامج السعودي، ألا وهو استخدام العلماء المعتدلين من الأزهر لإقناع الجهاديين بخطأ تفسيراتهم لمصادر إسلامية محدّدة، ويجب أيضاً أن يكون كبار أعضاء الجماعة الإسلامية الذين تخلوا عن العنف في أواخر التسعينات، جزءاً من تلك المناقشات، فضلاً عن أعضاء منظمة الجهاد الإسلامي المصرية التي قبلت مراجعات «الجماعة الإسلامية».
ويؤكد الباحث أن هذا ما حدث بالفعل من خلال إرسال قوافل دعوية إلى الجهاديين في سيناء، ضمّت رموز الدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية وقيادات من الإخوان، وعدداً من الأزهريين، والجهاديين الموالين للإخوان.
وكان اللافت المشترك بين كل هذا أنه لم يُستدعَ أحد للتحقيق، لتظل علاقة الإخوان بالجهاديين يكتنفها الغموض، وبعد إقالة الدكتور خالد علم الدين، مستشار الرئيس السابق وعضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي، على أثر خلافات دبّت بينهما، خرج «علم الدين» يُعلن أن الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية تمكّن من التوصُّل إلى اتفاق مع الجهاديين في سيناء يتضمّن تسليم أسلحتهم مقابل ضمان عدم محاربتهم، مضيفاً: «الرئاسة لم تهتم بذلك، وقالت: سندرس الأمر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.