أكاديمي اقتصادي: فكرة البنك المركزي للحد من تدهور الريال اليمني لن تنجح!    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    انهيار مرعب للريال اليمني.. ووصول أسعار صرف الدولار والريال السعودي إلى أعلى مستوى    المشاط يدافع عن المبيدات الإسرائيلية وينفي علاقتها بالسرطان ويشيد بموردها لليمن    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    رئيس برلمانية الإصلاح يتلقى العزاء في وفاة والده من قيادات الدولة والأحزاب والشخصيات    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتفاقية عام 90م أدخلت الجنوب في نفق مظلم..والوحدة الاندماجية انتهت
اللواء الركن/ حسين محمد عرب عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل يتحدث بشفافية ل 14 اكتوبر :
نشر في 14 أكتوبر يوم 09 - 06 - 2013

اللواء الركن/ حسين محمد عرب وزير الداخلية السابق من الشخصيات الوطنية المعاصرة للعديد من المراحل والمنعطفات التي شهدها الوطن على مدى العقود الماضية.. من خلال إسهاماته في النضال التحرري لثورة 14 أكتوبر وتوليه قيادة العديد من الوحدات العسكرية.. وعمله بالسلك الدبلوماسي سفيراً للشطر الجنوبي بعدد من الدول قبل قيام الوحدة عام 1990م، وبعدها نائباً ثم وزيراً للداخلية لأكثر من سبعة أعوام وعضواً في مجلس الشورى واللجنة الفنية للحوار وعضواً في مؤتمر الحوار الشامل.
ويشهد للواء حسين عرب بصراحة قناعته.. وبجرأة مواقفه المبكرة إزاء احتجاجات ومظالم المتقاعدين العسكريين الجنوبيين عام 2007م في تأييده ودعمه لهم.. وبعدالة القضية الجنوبية وتأييده للحراك السلمي الجنوبي ولثورة التغيير الشبابية عام 2011م.
صحيفة (14 أكتوبر) انتهزت فرصة تواجد اللواء/ حسين محمد عرب بمحافظة عدن ضمن فرق العمل للجنة الحوار الوطني الشامل خلال الأيام الماضية وتوجهت إليه.. فرحب بها ليتحدث من خلالها لكافة شرائح المجتمع عن الحوار الوطني الشامل والقضية الجنوبية بشكل رئيسي معتبراً أنها المفتاح الرئيسي لإنجاح الحوار.
وبلغة الرجل الوطني والسياسي المعاصر بدأ اللواء/ حسين عرب حديثه قائلاً:
سعيد جداً بالتحدث من خلال صحيفة (14 أكتوبر) الغراء وأجدها مناسبة لنعبر عن تقديرنا العالي لجهود منتسبيها وإدارتها التي تمكنت من الحفاظ على مؤسسة (14 أكتوبر) للصحافة والطباعة والنشر وتمكينها من الاستمرار لنشر الوعي الوطني والقانوني في أوساط المجتمع..وتحدث عن نزول اللجان التابعة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل سواء لمحافظة عدن أو بقية المحافظات ومهمتها الرئيسية أن تطلع على الأوضاع الموجودة حالياً.. وكذلك على أداء المسؤولين وكافة الفعاليات وللاستماع منهم إلى الحلول التي يمكن أن يخرج بها مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. ويمكن لمؤتمر الحوار الاستفادة من تلك الآراء.
قلنا له: أنت ضمن لجنة المخفيين قسراً..كيف تتعاملون مع هذا الملف؟
أجاب: صحيح أنني في القسم الخاص بالمخفيين قسراً والهدف الرئيس هو أن نلتقي مع عدد من أقارب وأسر المخفيين وهناك استمارات خاصة بهذا الجانب وتم تسليمها للإخوة المحافظين ومدراء عموم المديريات بهدف رفع كل من يريد معرفة مصير أقاربهم المخفيين قسراً.. وهدفنا الرئيسي أن هذه الأسر التي فقدت أقاربها قسراً يجب أن يسوى الضرر الذي لحق بها من خلال إعادة الاعتبار والرعاية من قبل الدولة لهذه الأسر منذ 67م وحتى يومنا هذا.
وسألناه: من وجهة نظركم ما هي القضايا المهمة والرئيسية لمؤتمر الحوار؟
فأجاب: ما من شك يا أخ عيدروس وكما يعرف الجميع في لجنة الحوار والدول الراعية له بأن المؤتمر يناقش قضايا كثيرة..ومن أهمها القضية الجنوبية ونحن نعتبرها وكذلك المؤتمر بشكل عام حجر الزاوية في الحوار.. وإذا تم الاتفاق على حل القضية الجنوبية يمكن أن يتم الاتفاق على بقية القضايا في الحوار، وحقيقة خلال المرحلة الأولى أي الشهرين الماضيين كل المسارات التسعة التي يناقشها المؤتمر أغلبها متعلقة نتائجها بما يمكن أن يحصل بمناقشة القضية الجنوبية.
قلنا له: ما هي المحاور الرئيسية للقضية الجنوبية في الحوار؟
فأجاب: القضية الجنوبية مقسمة إلى أربعة محاور أولاً جذور القضية الجنوبية والمحور الثاني الرؤى للقضية الجنوبية والمحور الثالث هو الحلول للقضية الجنوبية والمحور الرابع هو الضمانات وهذه المحاور الأربعة طرحت من قبل اللجنة الفنية للحوار الوطني الشامل..ومحور القضية الجنوبية أنجز محور جذور القضية الجنوبية وجميع الأطراف قدمت رؤاها المتعلقة بجذور القضية الجنوبية وخلال الشهر الجاري سندخل في مرحلة جديدة وهي الآراء حول حلول القضية الجنوبية.
وسألناه: هل تتوقعون صعوبات خلال مناقشة الآراء المتعلقة بحلول القضية الجنوبية؟
فأجاب: بدخولنا في المرحلة الجديدة (المحور الثالث) المتعلق بحلول القضية الجنوبية ومناقشة الآراء حول الحلول للقضية الرئيسية وهي القضية الجنوبية كما أكدت لك في بداية حديثي.. ستحصل كثير من الاضطرابات والصعوبات والتناقضات التي ستطرح بحوارات المؤتمر، ورغم كل الصعوبات أستطيع القول إن الإخوة الجنوبيين قطعوا شوطاً كبيراً في إقناع كثير من العناصر الوطنية سواء على مستوى الإخوة في الشمال أو الجنوبيين بعدالة القضية الجنوبية بشكل عام.. طبعاً لا يوجد الآن حل جاهز للقضية الجنوبية ولا يستطيع أحد أن يقول إن عنده رؤية معينة لحل القضية الجنوبية..ولكن علينا أن ندرك أنه لا يمكن أن يكون أي حل مقبولاً إلا الحل الذي يرتضيه شعب الجنوب..
قلنا له: يتحدث بعض الجنوبيين في الداخل والخارج عن الضمانات الدولية لمخرجات القضية الجنوبية بالحوار؟
أجاب: بالنسبة للأطروحات لإخوتنا الجنوبيين سواء في الداخل أو الخارج، أريد أن أقول لا يوجد خلاف حولها على الإطلاق سواء من يرفع سقف المطالبة.. أو يخفظه لكن جميع الجنوبيين مجمعون على وجود وأهمية القضية الجنوبية بالنسبة لهم جميعاً وبتعرض شعب الجنوب خلال الفترة الماضية لمآسٍ كثيرة وكبيرة..وبتعرضه لمظالم لا تحصى..ونحن اليوم نشعر بأن الوحدة الاندماجية، بثورة التغيير انتهت تماماً.. وثبت فشلها وعندما اتفقنا في اللجنة الفنية للحوار على 50 % من الشمال و50 % من الجنوب يحضرون مؤتمر الحوار الوطني الشامل أعتقد بأن ذلك يعتبر نهاية الوحدة الاندماجية..والآن دخلنا مرحلة جديدة ولابد لنا أن نصل إلى عقد جديد حول هذه المرحلة الجديدة.. وكيف يمكن أن نصل إليها كل واحد منا نحن الجنوبيين له رؤى للوصول إليها فهناك من يطالب بالانفصال ومن يطالب بفك الارتباط وهناك من يطالب بإعطاء حرية لشعب الجنوب أن يدلي برأيه من خلال الاستفتاء على الوحدة وهذه كلها حقوق.. ومن حق شعب الجنوب أن يتحدث ويطالب بها ولا أحد يعترض على هذه المطالب لشعب الجنوب بداخل الحوار أو خارجه..وأنا شخصياً أقول إن هذا من حقهم وأن ما يعمله إخوتنا الذين يخرجون للميادين والساحات في عدن وبقية المناطق الجنوبية هو السند الحقيقي لنا ونستمد منه قوتنا كمحاورين في لجنة الحوار وتعطينا الدعم لأننا كجنوبيين حالياً لا نملك أي قوة لا جيش ولا مليشيات مسلحة ولدينا فقط مليونيات الشارع الجنوبي التي ترفع مطالبها بشكل سلمي وتعزز مواقفنا بمؤتمر الحوار.. وعلينا كجنوبيين أن نجمع على ان ما يرضي شعب الجنوب يجب أن نقتنع به وليس رأي حسين عرب أو زيد أو عمرو من القيادات أو الشخصيات هنا أوهناك المهم أن نتفق على ما يريده شعبنا الجنوبي أما فيما يخص الضمانات هناك عشر دول كبرى ترعى الحوار الوطني الشامل من خلال تواجدها ومتابعتها المباشرة لمجرياته وهي الضامنة له.. وعندما كنا نختلف في اللجنة الفنية كانت الدول الراعية هي المرجعية وكان رأيها يحسم الخلاف واليوم نحن نطرح بمسألة اللجنة الفنية والنظام الداخلي بأن المرجع الأخير لأي مشكلة أو خلافات هو فخامة الرئيس هادي رئيس الجمهورية والدول العشر الراعية للحوار والمبادرة الخليجية وبالتالي هذه هي الضمانات.. ولكن من حق أي طرف أن يطرح أي ضمانات يراها ضرورية أمام الدول العشر الراعية لكي يحصل على ما يريده من الضمانات.
وسألناه: تناولات صحفية أشارت إلى تحفظ (الإصلاح) على النقاط العشرين.. ويتساءلون عن مصيرها؟
فأجاب: بالنسبة للنقاط العشرين تمت صياغتها من قبل اللجنة الفنية وتم إقرارها بالإجماع ولم يمتنع أو يتحفظ عليها أحد لا حزب الإصلاح ولا غيره من الأحزاب الممثلة باللجنة الفنية وقدمت للأخ رئيس الجمهورية الذي وعد بتنفيذها وهناك قرارات جمهورية وتوجيهات رئاسية بتنفيذ عدد من النقاط العشرين منها لجان من القضاة لإعادة المبعدين العسكريين والمدنيين وتسوية أوضاع المتقاعدين قسراً ولجان أخرى خاصة بالأراضي والعقارات المنهوبة والمستولى عليها التابعة للدولة أو المواطنين الجنوبيين..ولكن الشيء الذي يجب أن يفهمه الجميع هو أن النقاط العشرين لم تكن شرطاً لبدء الحوار.. وكان الهدف منها تهيئة الأرضية والأجواء لبدء الحوار الوطني الشامل مع تأكيدنا أننا لا زلنا نتابع وبقوة تنفيذها لكونها تتعلق في مجملها بالمظالم التي تعرض لها الجنوبيون وهناك إجماع من كافة مكونات الحوار على أهمية تنفيذ النقاط العشرين.
قلنا له: لجنة المخفيين قسراً هل ستعيدنا للمربع الأول بنبش مآسي الصراعات السياسية السابقة؟
أجاب: أنا مع مخاوف سؤالكم ولكن في تقديري لكي تحصل مصالحة حقيقية يجب على الدولة وعلينا جميعاً أن نهتم بأسر الضحايا.. وحقيقة مهام لجنة المخفيين قسراً ليست محاسبة من ارتكبوا تلك الجرائم المؤسفة.. والقضية قد انتهت لأسباب يعرفها الجميع.. ولكن هي إعادة الاعتبار لهذه الأسر وبحسب معلوماتنا أن بعض هذه الأسر لم تحصل على المرتبات.. أو رعاية الدولة لهم فهناك بعض تلك الأسر يعيشون ظروفاً صعبة وقاسية إلى جانب معنوياتهم النفسية بسبب التهم التي وجهت لضحاياهم حينها.. ونحن بصدد إعادة الاعتبار لهذه الأسر لكي تشعر بالفعل بأن الشخص الذي راح أو اختفى قسراً أنه لم يكن مجرماً أو خائناً أو عميلاً ولكن نتيجة الصراعات السياسية حصل له ذلك حتى مسألة الحلول التي ستقوم بها اللجنة ستكون على مراحل.. فمثلاً المرحلة السابقة ستكون لها حلول معينة مثلاً جبر الضرر سيكون من خلال مرتبات وأشياء أخرى تهدف لإعادة الكرامة لهذه الأسر.. ولا مجال للمحاسبة.. إنما لإعادة الضرر لهذه الأسر.. وأهمية أن تشعر هذه الأسر بأن كرامتها قد اعيدت إليها.
وسألناه: ما هي الصعوبات التي تواجه الحوار من وجهة نظركم؟
فأجاب: صعوبات متعددة أهمها أن هناك قوى متنفذة في الشمال تعودت على الهيمنة بالنسبة للجنوب وما زالت تعتقد أنها تستطيع اليوم أن تعيد الكرة في هيمنتها على الجنوب.
قلنا له: نلاحظ من يوصفون بالمتنفذين المشاركين في الحوار يسلكون مسلكاً حضارياً.. بمناقشاتهم وتقبلهم للآراء المعارضة لتوجهاتهم؟
فأجاب: يا أخي للأسف مراكز القوى والمتنفذين تعودوا على الهيمنة.. وما أشرت إليه بمسلكهم الحضاري خلال تعاملهم مع زملائهم في لجنة الحوار من وجهة نظري هي من المظاهر الشكلية لتلك القوى أو المتنفذين وليست أساسية.. والأساس هل سيقتنعون بأن الهيمنة على مقدرات الجنوب وأن الجنوب فيد انتهت بالنسبة لهم.. وأن الجنوب يجب أن يكون لأبناء الجنوب بدرجة أساسية وهل سيقتنعون بأن الكرامة والمساواة يجب أن تعود لهم.. وهذا هو المحك العملي بالنسبة للقوى المتنفذة في الشمال التي تفيدت وعبثت بموارد الجنوب والجنوبيين وهذا هو المحك الرئيسي من وجهة نظري.
قلنا له: كيف تقييمون مواقف وآراء الجنوبيين بشكل عام تجاه القضية الجنوبية؟
فأجاب: أولاً أود أن أؤكد على أهمية تماسك كافة الجنوبيين وإذا ظلوا متماسكين فلن تستطيع أي قوة أن تخترقهم في هذا الموضوع بالذات.. لأن الموضوع ليس شخصياً.. بل وطني وقضية وطن وكرامة وأجيال قادمة وإذا جسدنا تماسكنا أؤكد لكم بأننا سنحصل على الحلول التي نريدها ويريدها شعب الجنوب.. وإذا دخل في أوساطنا خلل فإنه سيؤثر ولكن هذا التأثير لا يستطيع أن يثني شعب الجنوب عن تحقيق مطالبه فقد وصل إلى مرحلة متقدمة من تحركاته وخروجه للشارع ولا يمكن للعجلة أن تعود إلى الوراء.. وعلى من يراهنون بأن العجلة يمكن لأنها أن تعود للوراء أن يدركوا بأنها لا يمكن لها بأي حال أن تعود للوراء على الإطلاق.
قلنا له: يرى البعض أن نسبة (50 %) للجنوب في لجنة الحوار مؤشر لشراكتهم بإعادة شكل الدولة بالمناصفة من خلال دولة اتحادية؟
فأجاب: لا، نحن قلنا في اللجنة الفنية للحوار واقتنع به الجميع من أراد أن يحصل على (296) ألف كيلو متر مربع وهي مساحة الأراضي الجنوبية مقابل (196) ألف كيلو متر مربع مساحة الأراضي الشمالية ومن أراد أن يحصل على الميزانية العامة للدولة على 80 % من منطقة معينة عليه أن يقدم شيئاً آخر.. وإلا كل واحد الله يفتح عليه.. فلم يكن هناك عدالة ويجب أن تكون عدالة وكلامي هذا يستعرض ما كان سائداً من المظالم التي تعرض لها الجنوب أرضاً وإنساناً.. وأرجو ألا يفهم من كلامي بأني أتحدث عن دولة اتحادية.. وأقول وبصريح العبارة بأن من يطالبون بتقرير المصير عندهم ألف حق ونحن معهم.
قلنا له: ماذا تريد أن تقول للجنوبيين؟
فأجاب: أقول للجنوبيين بمختلف توجهاتهم بأن يظلوا متماسكين..ومترابطين وأن يتمسكوا بقضيتهم الجنوبية العادلة حتى يستطيعوا الوصول لما يسعون إليه وأمامهم فرصة ذهبية لن تتكرر.. والجنوبيون وقعوا في عام 90م (وقعة محدش وقع فيها) وفي نفق مظلم وعليهم أن يستمروا ويحاولوا أن يتوحدوا.. وليس بالضرورة وحدة الآراء فيما بيننا وأقول من يرفع شعار الاستقلال عنده حق ومن يرفع تقرير المصير عنده حق ومن يرفع الانفصال الفوري عنده أيضاً حق.. وعندما قررنا المشاركة في الحوار لا يعني أننا ضد شعارات ومطالب الشارع الجنوبي ونحن نقول ونرى أنه لا يوجد طريق لتحقيق هذه الشعارات والمطالب المشروعة إلا من خلال الحوار وإذا عجزنا ولم نصل إلى نتيجة فإننا نعدهم بأننا سنعود إلى الجنوب ونقول لهم لم نصل إلى نتيجة من خلال الحوار الوطني الشامل.
قلنا له: هل أنت متفائل؟
فأجاب: إلى حد ما متفائل، مؤكداً أن المعارضة الجنوبية بالخارج جزء منا وعليهم أن يعززوا من مطالبهم للقضية الجنوبية بأي شكل من الأشكال ومن المهم الاستمرار بالمطالبة داخلياً وخارجياً وبأصوات مرفوعة في كل الاتجاهات للوصول إلى الحل المنشود ولا يقبل من أي سياسي وأي قيادي في الجنوب اليوم أن يبقى صامتاً وعليهم أن يتحدثوا بأصوات عالية ليسمعهم الجميع.. ولا يهمنا الانتقادات والتشكيك في مصداقيتنا عند مشاركتنا بالحوار.. ومعلنة ومعروفة للجميع مواقفنا المؤيدة مبكراً للقضية الجنوبية ومع مطالب شعبنا الجنوبي.
قلنا له: ماذا تقول للتظاهرة الرافضة لوصول لجنة الحوار إلى عدن؟
فأجاب: كنت أتمنى ومن كل قلبي خلال تواجدي بفندق جولدمور ضمن أعضاء فرق العمل الميداني للجنة الحوار التي زارت محافظة عدن بأن يحاصر الفندق الذي كنا متواجدين فيه بأعداد كبيرة جداً ويشكلوا تظاهرة كبيرة سلمية وبشكل حضاري يرفعون فيها شعاراتهم ومطالب الشارع الجنوبي المعروفة للجميع بما فيها رفضهم للحوار.. وكنا نريد أن يسمعوا زملاءنا من المحافظات الشمالية في لجنة الحوار تلك المطالب والأصوات المرفوعة عالياً.. وسنقول لإخواننا الشماليين حينها هذه هي مطالب شعب الجنوب فهل تستطيعون إقناعهم بالعدول عن مطالبهم المشروعة..وليس بقطع الطرق الذي يتنافى مع الوسائل الحضارية والمشروعة للتعبير عن الرأي.. والمطالبة بالمطالب المشروعة والعادلة للقضية الجنوبية.
قلنا له: كيف تقيمون مستوى تنسيق الجنوبيين في لجنة الحوار؟ فأجاب: حتى الآن نحن جميعاً متفقون كجنوبيين في حل القضية الجنوبية سواء الأخوة في المحور الجنوبي أو المحاور الأخرى.
قلنا له أخيراً: ما المطلوب من الإعلاميين؟
فأجاب: أطلب من الإعلاميين وكافة الوسائل الإعلامية أن تعكس الرأي الجنوبي الحقيقي ولا تتخوف وترفع بمصداقية الأصوات الجنوبية المطالبة بحل القضية العادلة لشعب لجنوب حتى يستطيع أن يحقق هذا الشعب ما يريده.. ويجب أن نفكر بمستقبل أجيالنا القادمة من بعدنا.. أما نحن فقد أخذنا قسمنا من هذه الحياة.
قلنا له شكراً لواء/ حسين محمد عرب لإتاحة فرصة الحوار معكم ومنحنا جزءاً من وقتكم الثمين.
اللواء ركن/ حسين محمد عرب في سطور
في منتصف ستينات القرن الماضي انتسب للعمل في الجيش في جنوب الوطن وأسهم مع زملائه في الكفاح المسلح لثورة 14 أكتوبر فصيل الجبهة القومية.
عمل كواحد من كبار المدرسين بمدرسة سلاح الإشارة.
حاصل على شهادات الماجستير في العلوم العسكرية والقيادة والأركان من خلال التحاقه بالعديد من الدورات العسكرية الخارجية.
تولى قيادة العديد من الألوية والوحدات العسكرية آخرها رئيس لشعبة العمليات الحربية بوزارة الدفاع في عدن.
نهاية عام 77م أنتقل للعمل في السلك الدبلوماسي وعمل سفيراً للشطر الجنوبي بجمهورية المجر وسفيراً بجمهورية الجزائر الشقيقة قبل الوحدة.
بعد الوحدة عين نائباً لوزير الداخلية وبعدها وزيراً للداخلية لأكثر من سبعة أعوام، وفي عهده شهدت اتساعاً في مجال التأهيل العالي في كافة التخصصات الأمنية محلياً وخارجياً واستطاع ارساء تقاليد وطنية لإعطاء الفرص المتساوية للمحافظات لطلاب كلية الشرطة وبدعمه لافساح المجال للشرطة النسائية, ثم عضواً في مجلس الشورى الحالي،وعضواً في مؤتمر الحوار الوطني الشامل عن قائمة رئيس الجمهورية.
عضو لجنة التوافق بمؤتمر الحوار الوطني الشامل.
يمتلك خبرات متراكمة في المجال العسكري والأمني والدبلوماسي والحكومي.. ومحاور ناجح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.