هل أتاك حديث المليونيات؟! نحن نعيش في عصر المسيرات المليونية وفوق المليونية، طورا تصل الى مليونين، وقد تتجاوز العشرين كما في حال مصر بعد 30 يونيو يوم نكبة الاخوان ومحاولات إقصائهم من المشهد السياسي. تنافس وازدحام وتهافت على الشارع الذي اكسبه الربيع المتأمرك قدسية ما، وخلع عنه النظرة الدونية والتصور الانتقاصي اللذين كانا ملتصقين به: ابن شارع، عيال الشارع، بنات الشارع.. هذا ربيع الشارع الذي يرفع ويخفض ويعز ويذل. عندنا الجزائر بلد المليون شهيد واليمن بلد المليو ن عقيد والسعودية بلد المليون مطوع والصومال بلد المليون قرصان ومصر بلد المليون مزايد. قبل سنوات كان رقم مليون كبيرا مهولا في العد، عد النقود، المخالفات، الشهداء، المفقودين، الجرحى، لكن الربيع القادم عودنا على التعاطي مع المليون في البدء ثم تجاوزناه الى عدة ملايين، وشرعنا في دخول لعبة الملايين في الشوارع.. في التحويلات.. في كلفة التدمير، في تعويض أسر الضحايا، ولعل القيادي الليبي عبدالسلام جلود كان أكثر حصافة في بداية عنف التحولات عندما شبه المليونيات بالملعونيات..طبعا كان ذلك في بداية الهيجان الربيعي الدموي المتدثر بثياب السلمية والمطالبات الناعمة في الظاهر فقط. لقطات - اعتصامات ومسيرات مليونية هنا ومثلها هناك في الطرف الآخر. هل سألت نفسك- عزيز القارئ- كم كلفة انجازها أولا، وثانيا كلفة خراب ما حدث في يوم الفعالية؟!. - لولا التمويل الخارجي المليوني أو الملياري (المال المدنس) لما قامت أو استمرت تلك المعلونيات ونتائجها الكارثية المدمرة. - لا اعتقد أنكم سمعتم عن تظاهرة مليونية لم تنته بدمار: قتلى، جرحى، حرق سيارات، تدمير مرافق، ونهب محلات، وسلمية.. سلمية، السلام عليكم. - المليونيات المتواصلة الجارحة.. دلالة واضحة فاضحة على فشل النخب، ونخب النخب، وغباء القيادات السياسية التي تركب أفرادها قطار الموت السريع أملا بنيل مكاسب سياسية، بئس ما فعلتم!. - هذه المسيرات العبثية الغاضبة أوجدت عملا مريحا للعاطلين والبلطجية والمساجين المستعان بهم مقابل إفراج أو امتيازات.. حتى تتقوى قبضة الأمن الرخوة لتعود باطشة. - المليونيات.. شاهد جلي على ذهاب العقل والعقلاء والحكمة في إجازة مفتوحة، وحضور الطيش والنزق، ورغبة الثأر، وهواجس الانتقام، وزيادة مساحة الاستقطاب. - المليونيات تبعثر الملايين، وتشرد المساكين وتقطع أرزاق الملايين، وتبهج قلوب الملاعين، وتوقد جذوات غضب تتحول الى براكين. إيماءة غالبا ما تقترن هذه المليونيات باتهامات عن جرائم أو فظائع يرتكبها الطرف الثالث غير انه لم يكتشف بعد رغم انه مكشوف. آخر الكلام وأرى المنايا إن رأت بك شيبة جعلتك مرمى نبلها المتواتر البحتري